الثلاثاء 9 فبراير 2021 / 13:56

كيف تهدّد إيران بايدن بسلاح فارغ؟

بدأت طهران تشكو بطء إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في رفع العقوبات عليها.

لجوء إيران إلى سلاح فارغ للحصول على فدية لن ينتج أي فائدة في وقت يصر المسؤولون الأوروبيون والأمريكيون والمجتمع الدولي على اتفاق أكثر تقييداً للراعي الأول للإرهاب حول العالم

وليس أدل على ذلك مما كتبته صحيفة جافان المقربة من الحرس الثوري في 28 يناير(كانون الثاني) الماضي، التي قالت: "تحدثت الإدارة الأمريكية الجديدة عن كل القضايا تقريباً في السياسة الخارجية الأمريكية باستثناء خطة العمل الشاملة المشتركة والحاجة للعودة إليها، بينما كان الديموقراطيون والجمهوريون صريحين حول حفاظ إدارة بايدن على سياسة الضغط الأقصى لدونالد ترامب".

وبالنسبة للكاتب السياسي في موقع "إيران فوكُس" پويا ستون، لم تعد مفاجئة جداً قراءة هكذا مقاطع في الصحف المقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي.

أسرعوا!
أضاف ستون أن المتشددين توقعوا أن يعلن "الشيطان الأكبر" توبته عن أخطائه ويرفع العقوبات بين ليلة وضحاها.

 وكتبت جافان "من الظاهر أن لا استعجالاً لدى الجانب الآخر، في حكومة بايدن. في اتصاله الأول مع فلاديمير بوتين، تحدث بايدن عن مسائل مثل أوكرانيا، وتورط روسيا المزعوم في انتخابات 2020، وتمديد المعاهدات لكنه لم يقل أي شيء عن خطة العمل الشاملة المشتركة، أو لم يرد أن يفصح عنه".

في هذه الأوضاع، يضطر السفير الإيراني في الأمم المتحدة مجيد تخت رافانشي إلى حث الولايات المتحدة على الإسراع بالعودة إلى الاتفاق النووي "نافذة (إحياء) خطة العمل الشاملة المشتركة تُغلق، أسرعوا!"

ما الذي تغير؟
يتساءل ستون عن سبب استعجال إيران عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي. فمنذ حوالي شهر، كتب الموقع الرسمي لخامنئي: "ليس لدينا أي إلحاح، أي استعجال لتعود أمريكا إلى خطة العمل الشاملة المشتركة. ليست مشكلتنا إذا كانت الولايات المتحدة ستعود إلى الاتفاق النووي أم لا. طلبنا المنطقي هو رفع العقوبات".

وفي هذه المرحلة تحديداً، تخنق العقوبات ديكتاتورية رجال الدين في إيران وكل ساعة إضافية من العقوبات تعني ساعة منقوصة من عمر الحكم، حسب ستون.

سلاح فارغ
رغم استعجال إيران لرفع العقوبات، لا يبدو الطرف الآخر على عجلة من أمره. ليس هذا وحسب. بل وفقاً لجافان، وفي مذكرة مشتركة، دعا مستشار باراك أوباما لمنطقة غرب آسيا دنيس روس، ونائب مستشار الأمن القومي في إدارة بوش الابن خوان زاراتي، الإدارة الحالية إلى الإبقاء على حملة الضغط الأقصى على طهران.

وذكرت الصحيفة أن روس وزاراتي، أعلنا أن رفع إيران نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20% لم يهدف إلى إجبار الولايات المتحدة على العودة إلى الاتفاق النووي، بل لأن إيران أرادت رفع العقوبات عنها.

إضافة إلى إلحاحهم على واشنطن لتعود إلى الاتفاق النووي، يظن ملالي إيران أن بإمكانهم ترهيب الطرف الآخر واختطافه رهينةً باستخدام سلاح فارغ بالتهديد والابتزاز ووضع مواعيد نهائية.

تحذيرات لإيران.. من الداخل
في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن حكومته أجُبِرت على تطبيق ما اتفق عليه البرلمان.

ونقلت عنه صحيفة "وطن إمروز" في 27 يناير (كانون الثاني) أن "البرلمان وافق على قانون نحن مجبرون بموجبه على اتخاذ بعض الإجراءات. أحدها كان التخصيب بنسبة 20% والذي بدأ، والآخر هو نهاية تطبيق البروتوكول الإضافي في معاهدة حظر الانتشار، والذي يجب أن يكون عملانياً بين 21 و23 فبراير(شباط)، ويُطلب منا بموجب القانون أن نفعل ذلك".

في اليوم التالي، رد الديبلوماسي السابق فيريدون مجلسي على كلام ظريف متسائلاً عن تأثير هذه الخطوات على المواقف التي يناقشها الأوروبيون.

وقال: "بعد الانسحاب من البروتوكول الإضافي، ستبقى العقوبات في مكانها، وهذه التحركات ستشددها أو تتسبب في عودة قرارات العقوبات الدولية الست السابقة، لأنها لم تُرفع، بل عُلقت".

في أي اتجاه؟
انطلاقاً من هذه المؤشرات، يرى ستون أن لجوء إيران إلى سلاح فارغ للحصول على فدية لن ينتج أي فائدة، في وقت يصر المسؤولون الأوروبيون والأمريكيون والمجتمع الدولي على اتفاق أكثر تقييداً للراعي الأول للإرهاب حول العالم.

ويختم ستون مقاله قائلاً: "نعم، إن نافذة خطة العمل الشاملة المشتركة تُغلق، لكن السؤال هو في أي اتجاه؟"