الأربعاء 10 فبراير 2021 / 18:54

الإمارات تصنع التاريخ وتقود العرب إلى المريخ

24- آلاء عبد الغني

نجحت دولة الإمارات بالوصول إلى المريخ، وأعلنت إنجاز مسبار الأمل، أول مسبار عربي وإسلامي، ينجز مهمته بدخول مدار الكوكب الأحمر، لتصنع التاريخ الحديث للعرب كونها الأولى عربياً التي تصل المريخ، والثالثة عالمياً التي تنجح في مهمتها من المحاولة الأولى، وخامس دولة في العالم تنجح في مهمتها الإنسانية والعلمية لتحقق حلم زايد وتقود العرب إلى واحدة من أبعد نقاط الكون، وشعارها "لا شيء مستحيلاً".

وتمكّن "مسبار الأمل" عند الساعة 7:42 مساء أمس الثلاثاء من الدخول إلى مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر، منجزاً بذلك أصعب مراحل مهمته الفضائية، بعد رحلة استغرقت 7 أشهر في الفضاء، قطع فيها أكثر من 493 مليون كيلو متر، ليبدأ اليوم مهمته العلمية من خلال توفير ثروة من البيانات العلمية للمجتمع العلمي في العالم، محققاً هدف القيادة الإماراتية من المشروع بخدمة البشرية وبث الأمل في الشباب العربي.

وأصبحت دولة الإمارات أول من يدخل مدار الكوكب الأحمر ضمن ثلاث مهمات فضائية أخرى تصل خلال شهر فبراير (شباط) الجاري إلى المريخ، تقودها بالإضافة إلى الإمارات، الولايات المتحدة الأمريكية والصين. 

ويتزامن وصول مسبار الأمل مع اليوبيل الذهبي لتأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة منذ خمسين عاماً، ليُضاف إلى قائمة الإنجازات المتلاحقة التي خطّتها الإمارات في مسيرتها على مدار 5 عقود حافلة بالتحدي والإصرار والعزيمة والمثابرة للحاق بركب الأمم المتطورة، وإعادة أمجاد الأمتين العربية والإسلامية اللتين كانتا في صدارة الأمم تطوراً في كافة المجالات فيما مضى، وهي بذاك ترسل رسالة سلام وأخوة إنسانية للعالم أجمع مفادها أن النجاح الحقيقي هو الذي يقوم على نبذ الصراعات، والتعاون وبناء الشراكات لخدمة البشرية، والمضي بها إلى مستقبل أفضل يحتضن الجميع وفيه مكانٌ للجميع.

ويشكل نجاح مسبار الأمل علامة فارقة في مسيرة الإمارات التنموية، ويرسخ مكانتها في القطاع الفضائي، الذي بذلت خلال السنوات الماضية جهوداً دؤوبة للانخراط فيه وتسجيل الإنجازات المتوالية عبر تأسيس شركة الياه للاتصالات الفضائية "الياه سات"، وإنشاء وكالة الإمارات للفضاء، ومركز محمد بن راشد للفضاء، وإطلاق الأقمار الاصطناعية، وإرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى وكالة الفضاء الدولية، والإعلان عن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، ومشروع الإمارات لاستكشاف القمر 2024,

هذه الأسس جميعها، دعمتها ببيئة تشريعية حديثة لتنظيم هذا القطاع الحيوي الهام، كإصدار قانون تنظيم قطاع الفضاء، والاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030، والسياسة الوطنية للفضاء، ما شكل دعائم متينة لدولة الإمارات للتقدم في هذا المجال بقوة، يرفد ذلك كله الاستثمار الأهم الذي توليه القيادة الإماراتية كل الرعاية والدعم الا محدود منذ تأسيسها، ألا وهو الاستثمار في الإنسان وفي الكوادر الوطنية التي راهنت عليها الإمارات وخطّت بأياديها اسم الدولة على الخريطة العالمية في العديد من المجالات المهمة، وبعقولها وإمكانياتها وعزيمتها صنعت التاريخ الجديد للعرب.


وأهدت دولة الإمارات إنجازها الجديد إلى شعبها والشعوب العربية والإسلامية، وللإنسانية، مؤكدة أن العرب قادرون على استعادة مكانتهم العلمية، وإحياء أمجادهم في العصور السابقة، حين كانت الحضارة العربية منارة تضيء ظلمات العالم، ومرجعاً للعلوم والمعارف، وصاحبة السبق في الاكتشافات العلمية وخدمة الإنسانية.

وشاركت العديد من الدول الشقيقة والصديقة، دولة الإمارات فرحتها بالإنجاز الذي حققتها بعقول أبنائها وسواعدهم وعزيمتهم وإصرارهم على النجاح، وغدا النموذج الإماراتي في تجاوز جميع التحديات والمثابرة لتحقيق رؤية القيادة الاستشرافية والطموحة للمستقبل نموذجاً يحتذى به، ومحط إعجاب، لا سيما وأن الإنجاز التاريخي الذي حققته الإمارات تخطى الظرف الاستثنائي الذي ألقى بظلاله على العالم أجمع بانتشار جائحة "كوفيد 19"، وتداعياتها التي أثرت على جميع القطاعات في كل الدول دون استثناء، إلا أنها لم تؤثّر على عزيمة الإمارات وطموحها الذي تجاوز كل الحدود محلقاً بين الكواكب في الفضاء، وإصرارها على تسجيل النجاحات تلو الأخرى لصناعة مستقبل أفضل لشعوب المنطقة ولأجيالها القادمة.

أدركت الإمارات مبكراً أنها في سباق لا يتوقف مع العالم، وأن الفوز في هذا السباق وإحراز التقدم لا يكون إلا بالاستثمار في العلم، والكوادر الوطنية التي ستقودها إلى الأعوام الخمسين المقبلة بإنجازات تاريخية يُشار إليها بالبنان، فسخرت جميع مواردها وإمكانياتها وقدراتها لتسليحهم بشتى أنواع العلوم والمعارف، وأدوات العصر المتطورة في الذكاء الاصطناعي ومواكبة أحدث التكنولوجيات، وراهنت عليهم ووصلت بهم ومعهم إلى المريخ.

9 فبراير 2021، يومٌ وطني ثانٍ تحتفل به الإمارات والعرب معها والإنسانية بمسبار الأمل الذي سيبدأ بجمع معلومات وبيانات عن الكوكب الأحمر قد تغيّر جميع ما تم التوصل إليه سابقاً من حقائق حوله، وهو يومٌ تبدأ منه الإمارات الاستعداد للخمسين عاماً المقبلة بعزيمة أكبر، وطموح أعلى، وإصرار على تحقيق إنجازات أهم ومكاسب أعظم تثبت قدرة الدول العربية والإسلامية على الإسهام بفاعلية من جديد في مسيرة الحضارة الإنسانية، من خلال توظيف أحدث ما توصلت إليه العلوم الحديثة في ظل عصر الثورة الصناعية الرابعة، وعيون الملايين حول العالم تترقب إنجازات "عيال زايد" المقبلة في مسيرة الدولة الريادية نحو "مئوية الإمارات 2071".