الجمعة 26 فبراير 2021 / 12:51

‎"صرح زايد المؤسس" يحتفل بالذكرى الثالثة لتدشينه

يحتفي "صرح زايد المؤسس" في أبوظبي، اليوم الجمعة، بمرور ثلاث سنوات على تدشينه ليكون تكريماً وطنياً دائماً للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واحتفاء بإرثه الملهم وقيمه النبيلة.

وافتُتح الصرح في 26 فبراير (شباط) 2018، بكشف العمل الفني الذي يتوسط الصرح "الثريا"، بالتزامن مع إعلان رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عام 2018 "عام زايد" بمناسبة مرور 100 عام على مولد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

وجهة استثنائية
وشكل الصرح منذ إنشائه وجهة استثنائية في دولة الإمارات ولزوارها، واحتل مكانة خاصة معلماً وطنياً يخلد ذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ويكرم إرثه، ويشيد بإنجازاته.

وشهد الصرح منذ تدشينه وعلى مدار 3 سنوات، تدفقا ملحوظا للزوار من مختلف الفئات والثقافات، الذين أتيحت لهم فرصة التعرف بشكل أعمق على إرث الوالد المؤسس، من خلال العمل الفني المبتكر "الثريا"، والمساحات الخضراء الفسيحة، ومركز خدمات الزوار الذي يضم صوراً وقصصاً عنه طيب الله ثراه، ومجموعة من التجارب التفاعلية عرفتهم أكثر على ملامح شخصيته، ودوره الحضاري والإنساني على مستوى الدولة والعالم.

واكتسب الصرح مكانته بين المعالم السياحية والثقافية لارتباطه بسيرة الشيخ زايد الذي شكلت شخصيته الفذة مصدر إلهام للأجيال، في القيم النبيلة والإرادة والطموح الذي أتاح لدولة الإمارات تحقيق الريادة في مختلف ميادين التقدم حتى صافحت منجزاتها الفضاء.

وعلى مدار الأعوام الثلاثة الماضية، أطلع أخصائيو الجولات الثقافية في صرح زايد المؤسس، زائريه على ما تحويه هذه الوجهة الفريدة التي تحمل بين ثناياها تاريخ وطن ومؤسس، حيث تشكل كل زيارة إلى صرح زايد المؤسس تجربة غامرة جديدة، يعيش من خلالها الزائر مجموعة من التجارب التفاعلية يتعرفون خلالها على شخصية الشيخ زايد، الإنسان والقائد، ويستكشفون إرثه الملهم ورؤيته القيادية.

جولات ثقافية افتراضية
وواصل "صرح زايد المؤسس"، دوره في إحياء مآثر المغفور له الشيخ زايد، ومسيرته الاستثنائية من خلال جولات ثقافية افتراضية "عن بعد" عبر بث حي على منصة الصرح عبر انستغرام، ضمن الإجراءات الوقائية والاحترازية نظراً للظروف الراهنة.

وشهدت هذه الجولات إقبالاً متزايداً من المتابعين وعدد من وفود الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة من مختلف أنحاء العالم، حيث أتاحت لهم الفرصة للتجول افتراضياً عبر البث الحي والمباشر في أرجاء الصرح الذي يمثل وجهة وطنية تؤكد الارتباط الوثيق بالوالد المؤسس لدولة الإمارات، والوفاء له، والسير على نهجه.

وانطلاقاً من مسؤوليته المجتمعية، استقبل صرح زايد المؤسس وفداً من مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم في جولة ثقافية قدمها أخصائيو الجولات الثقافية في الصرح بلغة الإشارة، لاطلاعهم على الدور الذي كان يؤديه الوالد المؤسس في دعم أصحاب الهمم وتوفير البيئة الملائمة لتنمية إمكاناتهم، واستثمار طاقاتهم في شتى المجالات.

ويقدم الصرح لمرتاديه تجربة متكاملة واستثنائية تشمل مختلف أنحاء الصرح ومحتوياته، التي تطلعهم بشكل أعمق على شخصية الشيخ زايد وفكره النير، من خلال الاستماع إلى تسجيلات نادرة للشيخ زايد، أو تأمل كلماته، أو استكشاف القضايا التي أيدها ودافع عنها، أو من خلال الاطلاع على مجموعة من الصور النادرة ومقاطع الفيديو، والقصص الشخصية التي يرويها أشخاص عرفوه عن كثب، عبر منظومة الوسائط المتعددة والتجارب التفاعلية في الصرح.

الثريا
ويتوسط صرح زايد المؤسس "الثريا"، وهي عمل فني مبتكر يتميز بطابع ديناميكي ثلاثي الأبعاد يظهر ملامح الشيخ زايد من عدة زوايا حول الصرح ومن نقاط المشاهدة المخصصة أيضا، وقد حصل هذا العمل الفني على المرتبة الأولى لجائزة "كودا" للتصاميم الفنية لعام 2019 عن فئة الأعمال الفنية المؤسساتية، حيث تكرم الجائزة المعترف بها دوليا المشاريع الناجحة والمبتكرة التي تدمج الجانب الفني في التصاميم الداخلية والمعمارية وتصاميم الأماكن العامة، وتعد هذه الجائزة إضافة للمنجزات التي توجت هذا العمل الفني الذي مثل إضافة كبيرة للمشهد الثقافي بدولة الإمارات، كأحد أبرز الصروح المعمارية في العالم.

وفاز هذا العمل بجائزة "أفضل مشروع إنارة خارجي وداخلي" وجائزة "أفضل مشروع إنارة مبتكرة" في 2018، وذلك ضمن النسخة الثالثة عشرة من "معرض الإضاءة في الشرق الأوسط".

ويبلغ ارتفاع الجناح الذي يحتضن العمل الفني "الثريا" 30 متراً، ويضم 1327 شكلاً هندسياً متناسقاً معلقة على 1110 كابلات، ويزن أكثر من 250 طناً، وتضاء الأشكال الهندسية المتناسقة مساءً لتشكل عملاً فنياً بطريقة تحاكي النجوم في السماء التي تشع نوراً وترشدنا إلى الطريق الصحيح، شأنها شأن المغفور له الشيخ زايد، الذي تستنير بفكره النير الأجيال.

ويضم الصرح أنواعاً مختلفة من الأشجار والشتلات والنباتات التي تشكل جزءاً من البيئة الطبيعية الغنية لشبه الجزيرة العربية، والتي تعبر عن حب الشيخ زايد، طيب الله ثراه، للطبيعة وحرصه على المحافظة على البيئة المحلية، حيث يبلغ عدد الأشجار في المساحات الخضراء 188 شجرة، تنتشر في أنحاء صرح زايد المؤسس بصورة تتيح للزوار التعرف أكثر على خصائصها، إلى جانب "ممشى الصرح" وما يضم من كلمات خالدة من أقوال الوالد المؤسس، المليئة بالحكمة التي تلهم الأجيال القادمة.

وثيقة الأخوة الإنسانية
ونظم صرح زايد المؤسس واستضاف منذ افتتاحه العديد من الفعاليات والأنشطة المختلفة التي تترجم نهج الوالد المؤسس، وتعبر عن قيمه النبيلة، كان أبرزها استضافة الحدث العالمي، الأبرز، أعمال "المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية"، والذي وقع خلاله بابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس، وشيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب "وثيقة الأخوة الإنسانية"، بحضور أكثر من 400 من قيادات وممثلي الأديان والشخصيات الثقافية والفكرية من مختلف دول العالم.

كما أطلقت "جائزة زايد للأخوة الإنسانية" في 2019 في موقع "صرح زايد المؤسس"، وبالتزامن مع توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية" في أبوظبي، باعتبارها من أهم مبادرات تنفيذ وثيقة الأخوة الإنسانية، التي تهدف إلى الاحتفاء بالأشخاص أو المؤسسات التي تعمل على ترسيخ السلام والعيش المشترك وبناء جسور التواصل الثقافي والإنساني وطرح مبادرات عملية ناجحة ومؤثرة للتقريب بين المجتمعات على المدى الطويل.

وأثبت "صرح زايد المؤسس" حضوره الفاعل وحرصه على المشاركة في المبادرات والفعاليات الوطنية والمجتمعية، بما في ذلك "اليوم الوطني" و"يوم الشهيد" و"يوم العلم" و"اليوم العالمي للتسامح" و"يوم المرأة الإماراتية" و"ساعة الأرض"، وذلك انطلاقاً من قيمته صرحاً ثقافياً وطنياً يخلد سيرة الوالد المؤسس ودوره البارز في تأسيس الدولة وتحقيق نهضتها.

وخصص الصرح جدولاً بالفعاليات التي تقام احتفالاً بهذه المناسبات، لاستقطاب الزوار من مختلف الثقافات وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في هذه المناسبات التي تتيح لهم التعرف عن قرب على تاريخ الدولة وثقافتها.

وفي مشهد وطني يترجم رؤى وتطلعات الوالد المؤسس، بين جنبات صرح يحتفي بتلك التطلعات، أطلق ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، برنامج "خبراء الإمارات"، الذي يهدف إلى إعداد قاعدة متنوعة من الكوادر الوطنية الاستشارية تسهم في دفع عجلة التنمية في مختلف القطاعات بالدولة، بالإضافة إلى إطلاق كتاب "الشيخ زايد: قرن من الذكريات"، الذي يسرد ويوثق ذكريات ومقتنيات وصور لشخصيات مختلفة مع الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وذلك بتنظيم مبادرة "لئلا ننسى"، وهي إحدى مبادرات "مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان"، وأُطلق الكتاب على هامش المعرض الذي حمل اسم الكتاب، وضم مجموعة من القطع الأثرية التي ترمز لكثير من الحكايات، القريبة إلى نفوس أبناء شعب دولة الإمارات والمقيمين فيها.

ونظمت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الدولة والرئاسة البلغارية والنمساوية للاتحاد الأوروبي، تحت رعاية وزارة الخارجية والتعاون الدولي، معرضاً بعنوان "الشيخ زايد وأوروبا: رحلة " في الصرح، إحياء لإرث المغفور له القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمساهمة في تسليط الضوء على إنجازاته المحلية والإقليمية والدولية وقيمه العديدة كالتسامح والعطاء والتعايش والولاء والوطنية والتطوع والعمل الإنساني.

كما احتضن الصرح فعالية المدن الشقيقة التي قدمت خلالها كارين بنس، قرينة نائب الرئيس الأمريكي السابق، نيابةً عن مدينة هيوستن الأمريكية، هدية تذكارية إلى مدينة أبوظبي، فيما قدم الصرح هدية تذكارية عن نموذج لقطعة من الأشكال الهندسية للعمل الفني " الثريا " تقديراً للروابط العميقة التي تجمع المدينتين.

واستضاف صرح زايد المؤسس عقد "حلقة شبابية" شارك فيها ضيوف الملتقى العالمي الأول لشباب المجتمعات المسلمة والذي عقد في نهاية 2019 تحت عنوان "إعداد قادة الغد .. الالتزام والنزاهة والابتكار"، ويعد منصة تجمع قادة المجتمع والعلماء والناشطين والفنانين ورواد الأعمال والمبتكرين لطرح استراتيجيات ومناهج وبرامج جديدة وبحثها ووضع تصور لتنمية مهارات القيادة بين الشباب المسلم في العالم.

وشهد صرح زايد المؤسس انطلاق شعلة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص "شعلة الأمل"، في مسيرة شارك فيها أكثر من 3 آلاف من موظفي شركة أدنوك ومجموعة من أفراد المجتمع.

كما شهد الصرح منذ افتتاحه في 2018 إلى اليوم، عدداً كبيراً من الزيارات الرسمية لشخصيات رفيعة المستوى، عكست مكانته صرحاً يخلد سيرة قائد ظل مصدر إلهام للآخرين في مختلف ملامح شخصيته الفذة.

ويواصل الصرح دوره باستقبال زواره مجاناً يومياً من الـ9 صباحاً إلى الـ 10 مساءً، للتعرف على شخصية الشيخ زايد الإنسان والقائد ورؤيته الثاقبة، وإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الزوار للاستمتاع بجمال المكان والاستفادة من محتواه ورسائله القيمة.