وزير الدولة خليفة شاهين المرر (أرشيف)
وزير الدولة خليفة شاهين المرر (أرشيف)
الخميس 4 مارس 2021 / 00:11

الإمارات تدعو لتعزيز التعاون العربي المشترك لمواجهة تحديات المنطقة

أكدت دولة الإمارات أن تزايد التحديات التي تواجهها المنطقة العربية تتطلب عملاً جماعياً وزيادة التعاون والتنسيق، والتعامل مع هذه التحديات بعقلانية، وحكمة وتغليب الجهود الدبلوماسية في حل أزمات المنطقة، انطلاقاً من مبادئ الدولة الراسخة في محيطها العربي، بما يحقق طموحات الشعوب العربية في البناء والتنمية والاستقرار، وتعزيز العمل العربي المشترك.

جاء ذلك في كلمة وزير الدولة خليفة شاهين المرر عند ترؤسه وفد الدولة أمام اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية 155، التي عقدت الأربعاء بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة.

وهنأ المرر للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على إعادة انتخابه لفترة ثانية لقيادة هذه المؤسسة.

وقال، إن من بين التحديات الماثلة أمامنا اليوم الصعوبات، والوضع الإستثنائي الذي واجهناه ولا زلنا نواجهه جميعاُ، وهو الانتشار المريع لفيروس كورونا المستجد، الذي لا زال يفتك بالبشر، ويرهق الإقتصاد والخدمات الصحية، ويشل الحياة الإجتماعية، وتطال آثاره مختلف مناحي الحياة.

وأضاف، أن هذا التحدي يستوجب تعزيز العمل العربي المشترك، والتعاون والتضامن الإقليمي والدولي، لمواجهة متطلبات مكافحته الملحة وآثاره التي ستمتد إلى المستقبل، والعمل على آليات تعاون وتنسيق مستدامة في مجال المكافحة والخدمات الطبية، وتأمين اللقاحات وتفعيل برامج التطعيم، تكفل تجاوز هذه الأزمة والتعافي منها، وتهيئ بيئة علمية وصحية ومؤسسية مناسبة لمواجهة أية أوبئة في المستقبل.

حل الدولتين
وعن القضية الفلسطينية أشار إلى تثمين دولة الإمارات العربية المتحدة لنتائج الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية في 8 فبراير (شباط) الماضي، مجدداً تأكيد موقفها الراسخ في دعم قيام دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وحل الدولتين.

وأكد وزير الدولة، أن الإمارات تدعم كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للدفع قدما بعملية السلام في الشرق الأوسط، وتقف مع الإجماع العربي ضد كل الممارسات غير القانونية التي لا تزال تشكل عقبة أمام حل الدولتين.

وقال المرر، إن دولة الإمارات ترى أهمية التركيز على حشد الدعم إقليمياً ودولياً وانتهاز كل الفرص المواتية لخلق زخم دولي جديد لكسر الجمود في العملية السياسية وتهيئة الظروف المواتية لعودة المفاوضات للوصول إلى حل الدولتين.

إيرانية وتركية
وحذر من التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية التي تُشكل تهديداً يتوجب مواجهته، وقال، إن التدخلات الإيرانية والتركية في الشؤون العربية تعد مثالاً واضحاً على التدخلات السلبية في المنطقة، الأمر الذي يهدد سيادة وأمن واستقرار وسلامة الدول العربية، كما يهدد أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية الإقليمية والدولية، ويعرض مصالح الدول العربية للخطر.

إرهاب الحوثي
وأعرب المرر عن إدانة دولة الإمارات وبشدة استمرار الهجمات الإرهابية من قبل الميليشيات الحوثية على أراضي السعودية الشقيقة والاعتداء على منشآتها المدنية والحيوية، ما يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، مجدداً التأكيد على ضرورة وقف الاعتداءات المتكررة على المملكة العربية السعودية والعمل معاً لتأمين حركة الملاحة الدولية وإمدادات الطاقة، وتأكيد أحقية المملكة العربية السعودية في الدفاع عن أمنها وحدودها وأمن مواطنيها والرد على أي اعتداءات تطال ذلك.

وقال إن احترام الدول لالتزاماتها القانونية ومبادئ حسن الجوار سيظل المطلب الأساس لدولة الإمارات.

الجزر الثلاث
وفي هذا السياق، جدد المرر دعوة دولة الإمارات إيران للرد الإيجابي على دعواتها المتكررة للحل السلمي لقضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبوموسى، بالمفاوضات المباشرة، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.

وقال، إن دولة الإمارات تتابع مستجدات الأزمة اليمنية، وترحب بتنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وتعرب عن أملها في أن تكون خطوة على طريق تحقيق حل سياسي والدفع بمسارات إنهاء الأزمة اليمنية.

كما أشاد بالدور المحوري للسعودية في تنفيذ اتفاق الرياض، ودعمها ومساندتها لكل ما يحقق مصلحة الشعب اليمني، مؤكدا دعم دولة الإمارات لجهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث في التوصل إلى حل سلمي مستدام للأزمة اليمنية.

سوريا
وعن الأزمة السورية، جدد تأكيد دولة الإمارات أن الحل السياسي هو الحل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة، مؤكداً دعمها لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، والجهود الدولية الأخرى الهادفة إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وقال: "نؤكد أهمية إيجاد دور عربي فاعل في جهود الحل السياسي ومساعدة سوريا في العودة إلى محيطها العربي".

ليبيا
وعن الشأن الليبي، رحب بتشكيل السلطة التنفيذية الليبية الجديدة، معرباً عن الأمل في أن تقود هذه الخطوة إلى تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في ليبيا، وأعرب عن تطلع الدولة لنجاح المسارات الأخرى برعاية الأمم المتحدة، مؤكداً دعم الإمارات المستمر لجهود الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سلمية ومستدامة في ليبيا.

وفي الوقت ذاته، شدد الوزير المرر على ضرورة وقف التدخلات الأجنبية في ليبيا، وأهمية الدور العربي في جهود السلام ودعم العملية السياسية في ليبيا.

 العراق
وحول الوضع في العراق، أكد دعم كافة الجهود المعنية بتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار للعراق ولشعبه، معرباً عن استنكار وإدانة دولة الإمارات لكافة الأعمال الإرهابية والإجرامية التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار العراق، وقال: "ندعم العراق في مواجهة التدخلات الأجنبية في شؤونه الداخلية ومحاولات النيل من سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه".

السودان
وأضاف، أن دولة الإمارات تجدد تأكيد دعم كافة الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في السودان الشقيق ونجاح المرحلة الانتقالية وتحقيق التنمية والازدهار والنهوض بالإحتياجات الملحة للشعب السوداني الشقيق.

ورحب بقرار الولايات المتحدة الأمريكية إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مؤكداً دعم الإمارات لجهود عودة السودان إلى وضعه الطبيعي ولكل ما من شأنه تحقيق تطلعات السودان وشعبه الشقيق.

وقال، إن دولة الإمارات المحبة للسلام تؤكد مواصلة مساعيها الرامية لنشر ثقافة التسامح والاعتدال والتعايش بين الشعوب، وتغليب لغة الحوار، والعقل، وتؤكد نهجها في دعم كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي الختام، جدد الوزير المرر الشكر والتقدير لما بذله جميع القائمين من جهود لإنجاح أعمال هذه الدورة، والدفع قدما بمسيرة العمل العربي المشترك مبدياً التطلع لتجاوز الظروف التي تمر بها المنطقة لتنعم الشعوب العربية بالأمن والاستقرار والحياة الكريمة.