جانب من الأبحاث في معهد "غلايد" للقضاء على الأمراض المهملة (أرشيف)
جانب من الأبحاث في معهد "غلايد" للقضاء على الأمراض المهملة (أرشيف)
الأحد 7 مارس 2021 / 10:50

شراكة جديدة بين أبوظبي ومركز كارتر للقضاء على مرضين مُهملين في الأمازون و"هيسبانيولا"

أعلن مركز كارتر والمعهد العالمي للقضاء على الأمراض "غلايد" اليوم الأحد، عن شراكة جديدة لدعم جهود مركز كارتر الابتكارية الساعية إلى التخلص من الأمراض في الأمريكيتين.

وتعهد المعهد العالمي للقضاء على الأمراض "غلايد"، وهو ثمرة مبادرة أطلقها ديوان ولي العهد في أبو ظبي بالتعاون مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس، بتقديم دعم مالي وتكنولوجي كبير لبرامج المركز للقضاء على مرضَين مهملين لا يلقيان أي اهتمام، وهما العمى النهري "داء كلابيّة الذنب أو الفيلاريات المُعمّية" في غابات الأمازون المطيرة على طول الحدود الفاصلة بين البرازيل وفنزويلا، وداء الفيلاريات اللمفاويّ، واسمه الشائع "إل إف" أو "داء الفيل" في جميع أنحاء جزيرة هيسبانيولا، وتدعم المبادرة أيضاً جهود القضاء على الملاريا في هذه الجزيرة المشتركة بين هايتي وجمهورية الدومينيكان.

وستساعد هذه الشراكة الجديدة - وفقاً لما نشره الموقع الإلكتروني الرسمي لمركز كارتر اليوم - في تسريع التقدم نحو تحقيق الأهداف التي حددتها خارطة الطريق لمواجهة أمراض المناطق المدارية المهملة 2021-2030 التي أطلقتها مؤخراً منظمة الصحة العالمية، والتي تتضمن أهدافاً ترمي إلى خفض عدد الأشخاص المصابين بالأمراض المدارية المهمَلة الذين يحتاجون إلى علاج بنسبة 90 بالمائة، والقضاء على واحدٍ على الأقل من هذه الأمراض في 100 دولة.

القضاء على الفيلاريات المُعمّية
منذ عام 1993، يعمل برنامج القضاء على داء كلابيّة الذنب في الأمريكيتين الذي أطلقه مركز كارتر من أجل القضاء على انتقال العمى النهري في أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية، وذلك من خلال الشراكة مع وزارات الصحة في ست دول، ومنظمة الصحة للبلدان الأمريكية "باهو"، والعديد من الشركاء الآخرين، ونجحت هذه الجهود المشتركة في القضاء على انتقال المرض من الإكوادور وكولومبيا والمكسيك وغواتيمال، وجرى التحقق رسمياً من ذلك في كل من هذه الدول من قبل منظمة الصحة العالمية، وفي الأمريكيتين، لا يزال الطفيليّ ينتقل فقط في منطقةٍ معزولة في عمق غابات الأمازون المطيرة على طول الحدود البرازيلية الفنزويلية، حيث يصيب المرض بشكل أساسي اليانومامي، وهي قبيلة شبه بدوية من السكان الأصليين تعيش في قرىً مؤقتة يصعب الوصول إليها على طول نهر الأمازون.

وقال مدير برنامج القضاء على العمى النهري ومبادرة هيسبانيولا في مركز كارتر الدكتور جريجوري نولاند: "يكمن التحدي في العثور على الأشخاص الذين يحتاجون إلى الدواء والوصول إليهم".

وأضاف: "لكي نقضي على العمى النهريّ في الأمريكيتين، علينا أن نصل إلى الجميع، حتى أولئك الذين يعيشون في أعمق أجزاء الغابة المطيرة".

وستوفر الشراكة مع المعهد العالمي للقضاء على الأمراض "غلايد" الموارد اللازمة لاختبار أحدث التقنيات للمساعدة في تحديد الأشخاص وعلاجهم بسرعة في أبعد قرى الغابات المطيرة التي يصعُب الوصول إليها، وهي آخر المناطق التي لا تزال تحتضن المرض في النصف الغربي للكرة الأرضية، وساعدت الدروس المستفادة من الأمريكيتين في توجيه جهود القضاء على العمى النهريّ في أفريقيا، حيث يتبقى 99 بالمائة من العبء العالمي للمرض.

القضاء على الفيلاريات 
تشهد جزيرة هيسبانيولا، التي تتشاطرها هايتي وجمهوريّة الدومينيكان، 95 بالمائة من عبء داء الفيلاريات اللمفاوي"إل إف" في الأمريكتين، وهي آخر جزيرة موبوءة بالملاريا في منطقة البحر الكاريبي، ومن خلال مبادرة هيسبانيولا، يعمل مركز كارتر منذ عام 2008 مع حكومتي هايتي وجمهورية الدومينيكان للقضاء على انتقال داء الفيلاريات اللمفاوي والملاريا من هيسبانيولا، وسيشكّل القضاء على كلا المرضين إنجازاً تاريخياً.


وقال الرئيس التنفيذي لمعهد "غلايد" سايمون بلاند: "نحن محظوظون للعمل مع مركز كارتر بهدف المساعدة على الإسراع في تحقيق هدفه في القضاء على العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفاوي والملاريا، من خلال الشراكة في هذه المبادرة المثيرة والرائدة".

وأضاف "تعد الدروس المستفادة بتقديم أفكارٍ بشأن كيفية تسريع جهود القضاء على الأمراض في مجتمعاتٍ نائية أخرى حول العالم، وتقربنا خطوةً إضافية باتجاه طي صفحة أمراض الفقر".