المحطة الأولى لبراكة (تويتر)
المحطة الأولى لبراكة (تويتر)
الثلاثاء 6 أبريل 2021 / 16:35

تشغيل أولى محطات "براكة" إنجاز تاريخي يعزز مكانة الإمارات عالمياً

24- آلاء عبد الغني

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم الثلاثاء، إنجازاً تاريخياً عربياً جديداً ببدء أولى محطات "براكة" للطاقة النووية السلمية التشغيل التجاري، في تأكيد على مواصلة الإمارات إنجاز مشاريعها التنموية الضخمة على الرغم من الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا وما خلفته من تداعيات على مختلف القطاعات عالمياً.

وبهذا الإنجاز الحضاري والتنموي الجديد في سجل إنجازاتها المتفردة، ترسخ الإمارات مكانتها الريادية على خريطة الطاقة العالمية بالتشغيل التجاري لأولى محطات "براكة"، أول محطات الطاقة النووية السلمية في الوطن العربي، بقيادة إماراتية وخبرات دولية، لتكتب اليوم بداية عصر جديد للطاقة النظيفة، محققة حلم وطن، وأمل الأجيال القادمة.

والإمارات هي الدولة رقم 33 ضمن أعضاء نادي الدول المنتجة للطاقة النووية السلمية في العالم، وأول دولـة تبني 4 محطات نووية دفعة واحدة وفي توقيت زمني قياسي، ووفق أرقى وأفضل معايير الأمن والسلامة العالمية التي تطبقها وتشرف عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، و"براكة" هي المحطة رقم (450) المنتجة للكهرباء في العالم.

تنويع مصادر الطاقة
ويعد بدء التشغيل التجاري للمحطة الأولى في "براكة" جزءاً جوهرياً في استراتيجية الإمارات نحو تنويع مصادر الطاقة، وتوفير مصادر جديدة للطاقة النظيفة، المهمة لمواصلة مسيرة التنمية الاقتصادية والمستدامة.

الشفافية
كما تعتبر الشفافية من أبرز مبادئ السياسة النووية التي التزمت بها حكومة الإمارات العربية المتحدة عبر التقيّد بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية مثل "اتفاقية الضمانات الشاملة"، والبروتوكول الإضافي لاتفاقية الضمانات الشاملة التي وقعتها الدولة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واتفاقية السلامة النووية وغيرها، وتكفل مثل هذه الالتزامات تصميم البرنامج للأغراض السلمية، وبنهج شفاف ينسجم مع القوانين الوطنية والدولية.

التزام راسخ
ورغم ما شهده العالم من تراجع في الالتزام بالتوجه نحو الطاقة المتجددة والمستدامة بسبب تداعيات وباء كورونا، إلا أن الإمارات تلتزم بنهجها الراسخ لتعزيز الاستدامة من خلال مساهمتها في تطوير تكنولوجيا الطاقة النظيفة والمتجددة، وتنفيذ مشروعات لها جدوى اقتصادية واضحة بالتعاون مع مختلف الأطراف الدولية المعنية في هذا الصدد، إلى جانب مشاركتها في تطوير قدرات الطاقة المتجددة لبعض البلدان في العالم، ويأتي التشغيل التجاري للمحطة الأولى لبراكة ليؤكد هذا الالتزام.

وتم إعلان التشغيل التجاري للمحطة الأولى في "براكة" بعد اجتيازها مجموعة من الاختبارات والتقييمات الشاملة التي تمت بإشراف الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، والتي أجرت حتى الآن 312 عملية تفتيش منذ بدء تطوير المشروع، إضافة إلى أكثر من 42 بعثة تقييم ومراجعة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والرابطة العالمية للمشغلين النوويين.

وتعد محطات براكة للطاقة النووية السلمية بمنطقة الظفرة في إمارة أبوظبي إحدى أكبر مشاريع الطاقة النووية الجديدة على مستوى العالم، وتضم أربعة مفاعلات متطابقة من طراز (APR1400).

وبدأت الأعمال الإنشائية خلال عام 2012، وتواصل التقدم في هذه الأعمال بأمان وثبات، حيث وصلت الأعمال الإنشائية في المحطتين الثالثة والرابعة إلى مراحلها النهائية بنسبة إنجاز تتجاوز 94% في المحطة الثالثة، و89% في المحطة الرابعة، وذلك بالاعتماد على الدروس المستفادة من المحطتين الأولى والثانية، بينما وصلت نسبة الإنجاز الكلية في المحطات الأربع إلى 95%.

كما أن مفاعلات الطاقة المتقدمة الأربعة "APR1400" في محطة "براكة" ستوفر نحو 25 في المائة من احتياجات الدولة من الكهرباء عند التشغيل التام للمحطات، وبعد التشغيل التام ستحد محطات "براكة" الأربع من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام، وهو ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من طرقات الدولة سنوياً.

الكفاءات الإماراتية
ويأتي هذا الإنجاز الجديد الذي تحقق اليوم بسواعد إماراتية متخصصة في قطاع تقني متطور، نتيجة الاستراتيجية التي اتبعتها مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، وبتوجيهات القيادة الرشيدة التي تعنى بالاهتمام بتطوير الكفاءات الإماراتية، وخلق جيل جديد مؤهل ومتميز لقيادة قطاع الطاقة الصديقة للبيئة في الدولة مستقبلاً.

ومع إعلان التشغيل التجاري للمحطة الأولى في "براكة"، تتوج الإمارات 50 عاماً من الإنجازات التاريخية، وتنطلق بخطوات ثابتة نحو الأعوام الخمسين المقبلة، وبوصلتها المستقبل الذي تخط فيه موعداً جديداً للحضارة العربية من أجل استئناف رسالتها ودورها في خدمة البشرية، وبفضل الرؤية الاستباقية والتنموية للقيادة الإماراتية، يمثل مشروع "براكة" جسراً للحضارة العربية وعلومها إلى مختلف أرجاء العالم، وامتداداً لرسالة الإمارات الإنسانية في توظيف العلم لخدمة الإنسان وضمان رفاهيته.