الأربعاء 2 يونيو 2021 / 23:35

سفراء الإمارات حُماة رسالة السلام

بدأ في العاصمة الإماراتية أبوظبي، العد التنازلي لافتتاح بيت العائلة الإبراهيمية ليشكل للمرة الأولى مجتمعاً مشتركاً تتعزز فيه ممارسات تبادل الحوار والأفكار بين أتباع الديانات السماوية الثلاث، الإسلامية والمسيحية واليهودية.

وجاءت زيارة سفير دولة الإمارات لدى إسرائيل محمد الخاجة مؤخراً إلى رئيس مجلس حكماء التوراة لحاخام الأكبر شالوم كوهين في منزله بالقدس، بهدف دعوته إلى حفل افتتاح هذا الصرح الديني الذي يشكل منارة عالمية للتسامح والعيش المشترك، ويعد ترجمة حقيقية على أرض الواقع لوثيقة "الأخوة الإنسانية" التي انطلقت من الإمارات هدية محبة وسلام للعالم أجمع.

رسالة سلام
ويحمل السفير محمد الخاجة على عاتقه بصفته سفيراً لدولة الإمارات لدى إسرائيل، مسؤولية تعزيز اتفاقية السلام بين البلدين، وترسيخ الفكر التنموي الجديد الذي تقوده الإمارات في المنطقة، ونشر رسالة السلام والتسامح بين مختلف الشعوب بغض النظر عن الدين أو الانتماء أو اللون أو الجنس أو المعتقد، وهو نهج إماراتي ثابت منذ تأسيس الدولة على يدي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

ولاقى محمد الخاجة منذ تقديم أوراق اعتماده إلى رئيس دولة إسرائيل رؤوفين ريفلين كأول سفير لدولة الإمارات لدى إسرائيل في مارس (آذار) الماضي، حفاوة سياسية وشعبية كبيرة في إسرائيل، وذلك في أعقاب توقيع معاهدة السلام بين البلدين في سبتمبر (أيلول) 2020، والتي لاقت ترحيباً إقليمياً ودولياً واسع النطاق.

وثقة القيادة الإماراتية بشبابها، واختيارها شاباً لهذا المنصب التاريخي، يجسد الرؤية الإماراتية الثاقبة لمستقبل منطقة مليئة بالطاقات الشابة، فالسفير محمد الخاجة يحمل رسالة بلاده لصنع مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً وأمناً، وتحقيق مقاربة حضارية جديدة تفتح أبواب الفرص على مصراعيها ليستفيد منها مناصرو السلام والازدهار والمستقبل.

ولكل نجاح أعداء يتربصون به، ومع كل خطوة تخطوها الإمارات نحو نشر السلام وتعزيز التسامح عالمياً، يبدأ أعداء السلام بشن حملاتهم المضللة في محاولة لتشويه الإنجازات الإماراتية من جهة، وزعزعة بيئة التسامح داخل الامارات وقوانينها المجتمعية الحامية لحرية التعبير والفكر وعقائد الأفراد، وتبني الخطابات المعادية لجهود ومساعي السلام، والمهددة للاستقرار في المنطقة والعالم.

السفير الإماراتي في إسرائيل يقوم بتطبيق النهج الإماراتي القائم على تقليص الهوة بين أصحاب الأفكار المتطرفة في المنطقة، وأعرب الخاجة عند تعيينه سفيراً لبلاده لدى تل أبيب، عن فخره بأن يكون محل ثقة القيادة الإماراتية ليتم اختياره لهذا المنصب التاريخي، الذي سيمكّنه من حمل ما تعتمده الإمارات من قيم السلام والتعايش والتسامح كجزء من مرحلة جديدة من التعاون في المنطقة.

منارة مضيئة
ورأى الخاجة في الاتفاق الإبراهيمي فكراً جديداً سيخلق مساراً أفضل لمنطقة الشرق الأوسط، وإنجازاً تاريخياً لن يقتصر أثره الإيجابي على الدولتين فحسب، بل ستنعكس ثماره على المنطقة بأسرها لأن كل خيار غير السلام سيعني دماراً وفقراً ومعاناة إنسانية، وأكد أن الاتفاق الإبراهيمي للسلام سيظل منارة مضيئة في التاريخ الإنساني لكل محبي السلام، وهو ما خلق واقعاً جديداً إذ أصبح لدى الدولتين اليوم هدف مشترك وهو إحلال السلام والأمن في المنطقة، وبث روح التفاؤل والأمل بين الشعوب، وفي هذا الصدد بدأت الدولتان في مواجهة التحديات التي يتعرض لها الأمن الإقليمي والدولي كهدف مشترك، وتعهد بالعمل الدؤوب على تعزيز الروابط السياسية بين البلدين خدمة لشعبيهما وللاستقرار الإقليمي.

ولأن الخاجة يبذل جهوداً دؤوبة لتحقيق نهج الإمارات في نشر السلام والاستقرار في المنطقة، انطلق أعداء السلام وأصحاب الأقلام المتطرفة في حربهم المضللة في محاولة يائسة منهم لتشويه دوره الحضاري في نشر رسالة السلام الإماراتية الإنسانية، مجرّمين قيام سفير بزيارة مسؤول ديني في الدولة التي عُيّن سفيراً لبلاده فيها.

من يقودون حملة التشويه ضد السفير محمد الخاجة، والذين يحاولون الإساءة له ولدولة الإمارات، هؤلاء لا يعرفون من الدبلوماسية سوى قشورها، ولا يرون في السلام إلا نهاية لمخططاتهم الدنيئة في أمن واستقرار المنطقة، والتدخل في الشؤون السيادية للدول، هؤلاء لم يسمعوا القسم الذي يقسمه سفراء الإمارات أمام قادتهم وعلم وطنهم حين يرددون: "نقسم بالله العظيم أن نكون مخلصين لدولة الإمارات ورئيسها وأن نحترم دستور الدولة وقوانينها، وأن نضع مصلحة الدولة فوق كل اعتبار، وأن نؤدي أعمال وظيفتنا بكل أمانة وإخلاص، وأن نحافظ على أسرارها، معاهدين الله والقيادة الرشيدة بأن نكون خير رسل لدولة الخير والعطاء والتسامح، وخير عون لكل مواطن ومواطنة في بلاد الغربة".

وتوجه قيادة الإمارات، سفراء الدولة بأن يكونوا رسل خير وتسامح لقيادتهم وحكومتهم وشعبهم، ويحترموا القواعد والأصول الدبلوماسية الدولية، ولا يتدخلوا في الشؤون الداخلية لأي دولة، وأن يكونوا منفتحين ومتواضعين ومتعاونين مع الجهات والأشخاص ذوي الصلة والمسؤولية.

مواجهة التطرف
الإمارات تواجه العنف والتطرف والكراهية بثلاثية الاحترام والمساواة والتعايش، ويشمل ذلك احترام ممثلي جميع الديانات ورموزهم، وعاداتهم وتقاليدهم، وطقوسهم، وحرية ممارسة شعائرهم الدينية، والإمارات تؤمن بأن التناغم بين الأديان هو الطريق إلى تعزيز الوئام، وإذا كان أصحاب الحملات التي تقف بالمرصاد لكل خطوة تخطوها الإمارات نحو إرساء السلام في المنطقة يلومون على السفير محمد الخاجة احترامه لمكانة رئيس مجلس حكماء التوراة ويرفضون التعامل مع أتباع الديانات الأخرى باحترام، وتعزيز القواسم الإنسانية المشتركة بين الجميع، فهم يعرّون تطرفهم، ويثبتون يوماً بعد الآخر أنهم هم أعداء الإنسانية والسلام، وهم الذين يسيرون عكس التاريخ فيما تنشغل الإمارات بصياغة تاريخ إنساني يغيّر مستقبل المنطقة.

وستظل الإمارات داعماً قوياً للشعب الفلسطيني، لكرامته وحقوقه ودولته ذات السيادة، والدبلوماسية الإماراتية ستكتب انتصارها الجديد على من يتاجرون بالقضية، هو ما أكده وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان حين قال: "سنستمر في دعم القضية الفلسطينية على خطى الدعم التاريخي الذي قدمته الإمارات، وهو موقف نابع من قناعة متجذرة لا تغيره أية اعتبارات، و دولة الإمارات ترى أن خيار السلام استراتيجي و ضروري للمنطقة، وأن هذا الخيار لن يكون على حساب دعمنا التاريخي للقضية الفلسطينية و حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق".

الإمارات ماضية على نهجها الثابت في تحقيق السلام، والخاسرون هم سماسرة القضايا السياسية، ودعمها التاريخي للقضية الفلسطينية يؤكد أن الحقوق باقية ولا تضيع بل تعزز فرصها التحولات التي يصنعها القادة الشجعان بقرارتهم الجريئة للوصول إلى السلام المنشود للجميع، والفوارق جلية واضحة بين صُنّاع السلام وأعدائه، وجميع حملات التشويه لن تزعزع المواقف الإماراتية الثابتة، ولن تمس برسالة السلام الإماراتية، ولن تنال من عزيمة دبلوماسيي الإمارات، رُسل التسامح، وحصن الإمارات المنيع في وجه أعداء السلام، وحماة رسالة السلام الإماراتية.