الجمعة 4 يونيو 2021 / 09:04

منذ تأسيسها عام 1971.. كيف رسخت الإمارات قيم التسامح والتعايش على أرضها

24- رند أبوعوض

التعايش، والتسامح، والسلام، قيم ترسخت وتجذرت في أساس قيام دولة الإمارات منذ عام 1971 على يد مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكانت السبب في أن تصبح الإمارات أحد أبرز دول العالم الحاضنة لمختلف الشعوب والأعراق والديانات على أرضها.

ومما رسخ هذه القيم الأصيلة، أن الشيخ زايد طيّب الله ثراه كان يدعو الناس للتسامح مع أنفسهم وقبول الآخرين والتعايش معهم دون النظر إلى ألوانهم أو أديانهم أو معتقداتهم، مؤمناً بأن القيادة الحقيقية ليست في المكاسب السياسية والاقتصادية فحسب، بل هي تثبيت قيم المحبة والتعايش والسلام بين الناس.

وتعتبر اليوم دولة الإمارات مثالاً عالمياً للتعايش والتسامح، وذلك بفضل سياستها القائمة على قيم التسامح والوسطية والاعتدال واحترام الآخر، إذ تضم أرض التسامح والسلم والأمان والتعددية الثقافية، أكثر من 200 جنسية من ديانات مختلفة منها الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية وغيرها الكثير، التي تنعم بالحياة الكريمة وقوانين تضمن لهم العدل والاحترام والمساواة وتجرم الكراهية والعصبية، وأسباب الفرقة والاختلاف، كما تحتضن الإمارات عدة كنائس ومعابد تتيح لهم ممارسة شعائرهم الدينية.

وترسّخ القوانين الإماراتية قيم الاحترام والمساواة بين أفراد الشعب، وتجرّم الكراهية والعصبية وأسباب التفرقة والاختلاف، وعليه أضحت الإمارات شريكاً استراتيجياً في مختلف الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المختلفة التي ترتبط بنبذ العنف والتطرّف والتمييز العنصري، لتصبح عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات الشرق مع الغرب.

ففي يوليو (تموز) 2015، أصدر رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مرسوماً بقانون رقم (2) لسنة 2015 بشأن مكافحة التمييز والكراهية، بهدف إثراء ثقافة التسامح العالمي، ومواجهة مظاهر التمييز والعنصرية، أياً كانت طبيعتها، عرقية، أو دينية، أو ثقافية، ويقضي القانون بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، ومكافحة أشكال التمييز كافة، ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير.

منصب وزير التسامح
كما قامت الإمارات كأول دولة في العالم باستحداث منصب وزير دولة للتسامح في فبراير (شباط) أثناء إعلان نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التشكيل الوزاري الثاني عشر والتغييرات الجوهرية في الحكومة الاتحادية، دعماً لموقف الدولة نحو ترسيخ قيم التسامح والتعددية.

وثيقة الأخوة الإنسانية
وفي خطوة تسعى إلى نشر الإنسانية والتسامح وقبول الآخر بين الشعوب والديانات، أطلقت الإمارات في فبراير (شباط) 2019، وثيقة الأخوة الإنسانية خلال استضافتها لقاء الأخوة الإنسانية الذي جمع أبرز الرموز الدينية شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وبابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرانسيس، وتهدف الوثيقة لوضع نهاية لما يشهده العالم من حروب وصراعات، ووقف استخدام الأديان والمذاهب في تأجيج الكراهية والعنف والتعصب والكف عن استخدام اسم الله لتبرير أعمال القتل والتشريد والإرهاب والبطش.

وتوجهت الوثيقة للمفكرين والفلاسفة ورجال الدين والفنانين والإعلاميين والمبدعين في كل مكان ليعيدوا اكتشاف قيم السلام والعدل والخير والجمال والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، وليؤكدوا أهميتها كطوق نجاة للجميع، وليسعوا في نشر هذه القيم بين الناس في كل مكان.

بيت العائلة الإبراهيمية

وعلى نهج "وثيقة الأخوة الإنسانية، أمر ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بتخصيص مساحة أرض في جزيرة السعديات وتشييد معلم حضاري جديد يُطلق عليه اسم "بيت العائلة الإبراهيمية"، وسيضم هذا المشروع كنيسة، ومسجد، وكنيساً تحت سقف صرح واحد، ليشكل للمرة الأولى مجتمعاً مشتركاً تتعزز فيه ممارسات تبادل الحوار والأفكار بين أتباع الديانات.

وفي التعامل مع النزاعات والحروب الخارجية، كان لدولة الإمارات موقف ثابت منذ تأسيسها تلخص في نبذ الحروب والصراعات المسلحة والحرص على حل أي خلاف مهما كانت درجة تعقيده بالطرق السلمية، وذلك يأتي من إيمانها التام والراسخ بأن الطريق الأسلم والأقل تكلفة دائماً وأبداً هو الدبلوماسية والحل السلمي للنزاعات.

وبذلت الإمارات جهوداً كبيرة محلياً وعالمياً لمكافحة الإرهاب والتطرق بكافة أشكاله ومظاهره، إذ كانت من أوائل الدول التي اعتمدت ايتراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف، وعملت على تعزيز نظام مواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب من خلال القوانين التي أصدرتها والخطوات التي تتخذها، حيث تقوم الدولة بالتواصل على المستوى الدولي لرصد شبكات تمويل الإرهاب وإيقافها.