الجمعة 11 يونيو 2021 / 10:26

صحف عربية: انتخابات إيران.. سباق لحصان واحد

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في إيران المقرر إجراؤها الأسبوع المقبل في 18 يونيو (حزيران)، ترتسم منذ الآن الصورة لما ستؤول إليه نتائج الاقتراع، حيث عمدت وتعمد السلطات في طهران إلى تشذيب كل ما قد يؤثر على تغيير النهج الذي يرسمه نظام "ولاية الفقيه" لمستقبل البلاد.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، فإن نظام خامنئي يحاول قدر المستطاع ضمان الأكثرية الشعبية لعملية الاقتراع لأسباب قد يكون خلفها تمكين الرئيس المقبل من صنع واقع جديد بعد إمكانية الكشف عن انتاج أول قنبلة نووية تعيد خلط الأوراق التفاوضية جميعها.

مسرحية غير منتظرة
رأى بهاء العوام في صحيفة "العرب" اللندنية أن نظام ولاية الفقيه في إيران لا يسمح بغير الإصلاحيين والمحافظين في الحياة السياسية، من أجل استخدامهما كيفما يشاء، فإن أراد خامنئي الصدام والمباشرة والمواجهة مع خصوم النظام، أنشأ حكومة من المحافظين، وإن أراد المواربة والخبث لجأ إلى حكومة إصلاحيين، بينما الهدف الأسمى هو الحفاظ على نظام "الثورة الإسلامية" صاحب المشروع "العقائدي" الذي يحلم بالهيمنة على المنطقة العربية. وأبرز مثال للإيهام بالديمقراطية ومدى المنافسة الشرسة داخل وهم نظام خامنئي هو الاستجابة "الديمقراطية" لطلب حسن روحاني في مسرحية التي يقودها نظام "الولي الفقيه" كل أربع سنوات.

ومن جهة أخرى، تشعر الدائرة المحافظة المقربة من خامنئي بأن استمرار الإصلاحيين في سدة الحكم لأربع سنوات أخرى، سيخل في توازن الحضور السياسي الداخلي والخارجي بين التيارين. وربما يؤثر على اختيار المرشد المقبل لـ"الجمهورية"، لذلك هم يفضلون إزاحة الإصلاحيين عن المشهد السياسي لبعض الوقت عبر لعبة الانتخابات التي لم تعد تجذب الإيرانيين ما دعا بتدخل المرشد بنفسه ليربط التصويت بالإيمان، ويحرّم الاحتجاج على الانتخابات ولو بورقة بيضاء ترمى في صناديق الاقتراع، لأن ذلك "يضعف النظام الإسلامي" على حد وصفه.

سباق الحصان الواحد
وبدوره استعان جبريل العبيدي في صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية بالوصف الذي أطلقه بعض النشطاء الإيرانيين على الانتخابات بكونها "سباق حصان واحد"، من خلال تحذير المدعي العام الإيراني، المرشحين من تجاوز ما سماه "الخطوط الحمراء"، التي من بينها انتقاد نظام ولاية الفقيه، والتشهير بسوء سمعة القضاء الإيراني في حملاتهم الانتخابية، وأيضاً من خلال اختيار من يحق له الترشح للرئاسة، ومن بينهم اليوم إبراهيم رئيسي أحد المرشحين الأكثر ترجيحاً للفوز، وهو الذي كان واحداً من رجال الدين الذين وقّعوا على أحكام إعدام آلاف السجناء السياسيين.

ويرى العبيدي أن الخداع الإيراني وتهويل بالبرنامج النووي، جعل النظام يستخدمه ورقة جلب مكاسب له وهو الذي يخادع العالم بديمقراطية كاذبة عبر انتخابات زائفة معروف الفائز فيها مسبقاً، بينما إرهاب النظام تفضحه علاقة نفعية انتهازية مع التنظيمات الإرهابية… ولهذا ستبقى الانتخابات الإيرانية مجرد واجهة دعائية لنظام قمعي طائفي لا يؤمن بالديمقراطية والتنوع السياسي، ولن تفرز سوى ديكتاتوريين جدد، مؤهلاتهم القتل والقمع أمثال إبراهيم رئيسي وغيره.

الاتفاق ما بعد القنبلة
 وفي إطار متصل، يشير علي حمادة في صحيفة "النهار" اللبنانية إلى أن مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني تتراكم حوله مؤشرات سلبية، وهذا يحصل في وقت يتفاقم فيه الوضع الأمني في العراق من قبل أنشطة  الميليشيات الموالية لطهران ما يعكس توجهاً بالتصعيد مع حكومة بغداد وخصوصاً مع الأمريكيين، بالإضافة إلى العامل التصعيدي في التوجه الإيراني إقليمياً مع التصعيد العسكري الكبير في اليمن عن طريق الحوثيين، تزامناً مع ارتفاع وتيرة حديث زعيم حزب الله في لبنان بوصفه مشروع وقف إطلاق النار في اليمن بـ"مؤامرة أمريكية سعودية".

هذه المؤشرات تفيد، بحسب الكاتب، بأن المحادثات السعودية – الإيرانية الدائرة منذ مطلع السنة الحالية، لم تفعل فعلها حتى الآن للتخفيف من المنحى التوسعي الإيراني العنيف في المنطقة، ولم تؤدّ الى تراجع التوتر الإقليمي قيد أنملة. كل هذا يشي بأن السياسة الإيرانية تتجه نحو مزيد من التشدد والعنف في الإقليم. هذه الوقائع تشير إلى أن الهدف الأسمى للسياسة الإيرانية والتصعيد الدائر حالياً قد يكون في حقيقة الأمر تسريع الخطى لإنتاج أول قنبلة نووية إيرانية ثم التفاوض على قاعدة الأمر الواقع النووي المستجد.