الإثنين 21 يونيو 2021 / 12:52

جامعة خليفة تكشف أسباب انخفاض انبعاثات الكربون خلال كورونا

أعلنت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا اليوم الإثنين، عن تحديد أسباب الانخفاض الشديد في نسب الغازات المسببة للاحتباس الحراري خلال فترة الإغلاقات التي سببتها جائحة "كوفيد-19"، والذي يؤثر بشكل كبير على إنتاجية المحيطات العالمية، وتعتبر هذه الورقة البحثية التي قام بها أعضاء من الهيئة الأكاديمية في الجامعة الأولى من نوعها عالمياً.

وغطت الدراسة التي تحمل اسم "أثر جائحة كوفيد-19 على المحيطات" فترة ما قبل الجائحة وخلالها، حيث اعتمدت على صور الأقمار الصناعية لتكشف عن الانخفاض الملحوظ في نسب "الكلوروفيل-أ" في المحيطات العالمية، لا سيما في المناطق الساحلية، ويُستخدم كل من "الكلوروفيل-أ"، والكربون العضوي الجسيمي، والكربون غير العضوي، إضافة لدرجة حرارة سطح البحر في قياس إنتاجية المحيطات، وتعرف مادة "الكلوروفيل" على أنها الصبغة التي تُكسب النباتات لونها الأخضر،  وتلعب دوراً رئيساً في غذاء النباتات من خلال عملية البناء الضوئي.

ويشير البحث الذي نشرته جامعة خليفة على موقعها الإلكتروني الرسمي، إلى تراجع كبير في نسبة "الكلوروفيل-أ" في منطقة شمال أوروبا، وقبالة سواحل ألاسكا، وجنوب الصين، وجنوب شرق الولايات المتحدة، حيث يرجع سبب انخفاض نسبة "الكلوروفيل-أ" في جنوب الصين - والتي وصلت إلى %5 - إلى انخفاض معدل انبعاثات غاز الكربون خلال مرحلة الجائحة بمقدار 123 طن، كما انخفضت نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الصين بنسبة %20.2 خلال الفترة الممتدة من شهر يناير (كانون الثاني) إلى مايو (أيار) 2020 مقارنة بالعام 2019، وهو ما قد يؤثر على مادة "الكلوروفيل-أ".

وتمت ملاحظة وجود انخفاض كبير بنسب "الكلوروفيل-أ" تزيد عن %10 في منطقة الخليج العربي خلال فترة الجائحة مقارنة في الفترة التي سبقتها.

من جانبه، قال نائب الرئيس التنفيذي في جامعة خليفة الدكتور عارف سلطان الحمادي: "يسعى الباحثون في جامعة خليفة إلى توسيع نطاق التحليلات المتعلقة بالآثار المباشرة لجائحة كوفيد-19 من خلال دراسة أثرها على البيئة، إضافة لجهودهم المتواصلة في البحث عن الحلول المبتكرة في التصدي للوباء، يؤكد هذا البحث على الدور البارز الذي يقوم به الباحثون في الجامعة لإنتاج بحوث شاملة تساهم في إيجاد حلول لمختلف القضايا العالمية، الأمر الذي يعززه توفير الجامعة لبرامج أكاديمية متعددة التخصصات، ومرافق بحثية متطورة ليستفيد منها الباحثون".

شارك في هذه الدراسة كل من الأستاذة المساعدة في الهندسة البيئية والبنية التحتية المدنية في جامعة خليفة الدكتورة مريم الشحي، وعالم فضاء ومشارك بحثي أول وعضو في التدريس في مركز كامبردج للغرافين وقسم الهندسة في جامعة كامبردج الدكتور يارجان عبدالصمد، وتم قبولها للنشر في المجلة العلمية المرموقة "ريموت سنسنغ ليترز".

وبدورها، قالت الدكتورة مريم الشحي: "تقترح دراستنا أن الاستمرار في ممارسة الأنشطة بالشكل المستدام عالمياً كما هو الحال في فترة الجائحة قد يساهم في علاج مشاكل المحيطات، والذي يحد بدوره من أثر تغير المناخ فيها".

وأكدت أنه بناءً على نتائج البحث القيمة، ينبغي أن يقوم المعنيون بوضع السياسات التي من شأنها الحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري على المدى البعيد، وبمستوى مقبول دون الحاجة لتعطيل الحياة العامة ووقف عجلة الاقتصاد، وذلك للحد من مشاكل تغير المناخ.

وأضافت الدكتورة مريم الشحي: "ستعود الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى المستويات التي كانت عليها في السابق في حال تخفيف الإغلاقات والقيود التي وضعت على السكان، ما يعني مواصلة التأثير على مشكلة الاحتباس الحراري العالمي والمحيطات من خلال زيادة نسبة حامضية المحيطات، والذي يساهم في ارتفاع درجات الحرارة والـتأثير على إنتاجيتها، لذلك يُعتبر الانخفاض الحالي في نسب الغازات المسببة للاحتباس الحراري والذي ركزت عليه هذه الدراسة أمراً مؤقتاً".

ويشمل البحث دراسة المحيطات العالمية، حيث تم اختيار 11 منطقة وفقاً لتوفر الأنشطة الصناعية بشكل ملحوظ، وزيادة نسبة التعداد السكاني فيها، وتضم المناطق شمال شرق الولايات المتحدة، وجنوب شرقها، والمحيط الهادي، وجنوب شرق أمريكا الشمالية، والصين، وكوريا الجنوبية، ومنطقة الشرق الأوسط، وشمال أوروبا، وشمال غرب أفريقيا، وجنوب غرب أفريقيا، وجنوب شرق أستراليا وألاسكا، حيث تصل نسبة التدني في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في تلك المناطق إلى 4% نظراً لانخفاض معدلات الأنشطة الصناعية واليومية خلال فترة الجائحة.

وكشفت الدراسة أيضاً عن انخفاض في معدل درجات الحرارة فوق سطح البحر في معظم المناطق الساحلية وصلت إلى 0.5 درجة سلسيوسية، خاصة في شمال المحيط الهندي والسواحل الشرقية للمحيط الهادي وسواحل ألاسكا.

وتُعزى أسباب انخفاض نسبة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في شمال المحيط الهندي بنسبة 30% خلال الجائحة إلى انخفاض متوسط درجة الحرارة فوق سطح البحر بنسبة %5، أي من 29.95 إلى 28.46 درجة سلسيوسية.