مقاتلتان أمريكيتان.(أرشيف)
مقاتلتان أمريكيتان.(أرشيف)
الجمعة 2 يوليو 2021 / 12:22

كيف يمكن لبايدن القضاء على نفوذ إيران في العراق؟

بعدما برهنَ على فشلَ إدارة بايدن في ردع طهران عبر الاكتفاء بشن غارات رمزية على بضعة مواقع لميليشياتها في العراق، يقترح الأكاديمي في معهد المشروع الأمريكي مايكل روبين طريقة تمكّن الإدارة من القضاء على النفوذ الإيراني في تلك البلاد.

ربما حان الوقت للاعتراف بأن الطريقة الأساسية لنزع الشرعية وهزيمة الميليشيات الإيرانية في العراق لا يمران عبر غارات رمزية وحسب بل أيضاً عبر تأمين ما تعجز عنه إيران

وكتب في مجلة "واشنطن أكزامينر" أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي كان حليفاً للولايات المتحدة لفترة طويلة وبدأ يميل اليوم صوب طهران بعدما أدانت وزارة الدفاع التي يسيطر عليها الغارات الأخيرة على مواقع الميليشيات.

وانتقل الكاظمي من اعتقال الميليشيويين الذين استهدفوا الأمريكيين السنة الماضية إلى حضور احتفالات تكرم مجموعات أكثر إثارة للجدل كما يحصل حالياً.

ما لن تكسبه إيران أبداً
يشير روبين إلى أن الكاظمي اشتكى طويلاً من فشل واشنطن في دعمه. لكن لرئيس الوزراء العراقي طموحه. وعلى خلفية مشهد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان تحت النيران وترجيح تحقيق طالبان انتصاراً عليها، يرى الكاظمي أن مستقبله السياسي يتطلب إصلاح الأمور مع إيران، بصرف النظر عن مدى أوهام تقييمه. قد يبرم السياسيون صفقات مع طهران بطريقة انتهازية، لكن سيكون من الخطأ الاعتقاد أن إيران ستكسب في يوم من الأيام قلوب وعقول العراقيين. ويدعو الكاتب قراءه إلى وضع الأثقال التاريخية والإثنية جانباً، من أجل التركيز على التاريخ الحديث.

لا يعفيها من إجرامها
تنتمي الحرب الإيرانية-العراقية إلى الذاكرة الحديثة نسبياً مع ندوب أثارتها حملة الاغتيالات التي شنتها إيران بعد سنة 2003 ضد القوات الجوية العراقية. في حين أن الشيعة العراقيين ربما احتقروا صدام حسين، يكره كثير منهم أيضاً النظام الإيراني بسبب سعيه إلى احتكار وإملاء السلوك الشيعي. تابع روبين كاتباً أن الجزء الأكبر من مجندي صدام كانوا من الشيعة، وحارب هؤلاء العراقيون لأسباب وطنية لا بسبب محبتهم لديكتاتورهم.

يميز الكاتب بين الميليشيات العراقية المدعومة من إيران والميليشيات التي نهضت استجابة لفتوى آية الله العظمى السيد علي السيستاني من أجل إلحاق الهزيمة بداعش.

يستعرض جزء كبير من الميليشيات الإيرانية المظاهر الدينية لكن ذلك لا يعفيها من إجرامها بنظر العراقيين. حين اندلعت التظاهرات منذ 20 شهراً ضد الفساد الحكومي، كانت المجموعات المدعومة من إيران هي التي أطلقت النار على الحشود المتجمعة. من أبرز الانتقادات الموجهة ضد الكاظمي هي تلك التي تستهدف فشله في القيام بواجبه عبر محاسبة هؤلاء القتلة.

عنجهية وافتراس
إن أسباب استياء العراقيين من إيران تتخطى الدين. في حين أن العديد من العراقيين متدينون، يبدو تأثير المذهب الشيعي على الحياة اليومية للآخرين تأثيراً ثقافياً في المقام الأول. قد يحيون ذكرى عاشوراء لكن ذلك لن يمنعهم من العيش بالطريقة الغربية داخل بيوتهم. إن الأمريكيين الذين قاتلوا في كربلاء منذ 15 عاماً لن يدركوا هذه المدينة في الوقت الحالي: خارج أجواء الورع المحيطة بالأضرحة المركزية، هنالك مقاهٍ ومطاعم فاخرة إلى جانب أروقة الواقع الافتراضي. عوضاً عن ذلك، يستاء عراقيون كثر من عنجهية إيران وموقفها الافتراسي تجاه الاقتصاد الإيراني. أغرقت الشركات الإيرانية التي يملك الحرس الثوري قسماً كبيراً منها الأسواق العراقية بسلع رخيصة دون المعايير المطلوبة مما أضر بالصناعة العراقية.

الصيف يذكّرهم

أضاف روبين أن الأيام القليلة الماضية ذكّرت أي عراقي نسي الازدراء الإيراني تجاهه، بالطبيعة الحقيقية للنظام المجاور. لا يزال الصيف في بداياته لكنه سبق أن أصبح قاسياً. وصلت درجات الحرارة في البصرة إلى 49 درجة مئوية. وعلى خلفية النقص في توليد الطاقة الكهرومائية في إيران والتعدين الخارج عن السيطرة للعملات المشفرة، قطعت طهران صادرات الكهرباء عن العراق. خطابات إيران عن محاربة العدو الأمريكي هي فارغة في ظل الحر الشديد الذي يعاني منه العراقيون. لذلك، إن إشعال العراقيين القنصليات الإيرانية في بلادهم يجب ألا يفاجئ أحداً.

كيف السبيل إلى ذلك؟
دخل جو بايدن البيت الأبيض مطلقاً وعوداً بتفعيل الديبلوماسية. سارعت إدارته إلى نقل إمدادات طبية طارئة للهند بعدما ضربت أزمة كوفيد-19 أكبر ديموقراطية في العالم. يقترح روبين أنه ربما حان الوقت للاعتراف بأن الطريقة الأساسية لنزع الشرعية وهزيمة الميليشيات الإيرانية في العراق لا يمران عبر غارات رمزية وحسب بل أيضاً عبر تأمين ما تعجز عنه إيران. لقد حان الوقت لتحويل مولدات الطاقة الحاملة للعلم الأمريكي إلى البصرة كي تستطيع عبور موجة الحر. آن الأوان لتذكير العراقيين بأنه في لحظات حاجتهم، ستقف واشنطن إلى جانبهم، وبأن إيران لن تفعل ذلك، على الرغم من كل خطاباتها ومواقفها الطائفية.