الإثنين 5 يوليو 2021 / 19:30

وزراء التربية العرب: جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم علامة فارقة في تطوير التعليم

أكد عدد من وزراء التربية والتعليم العرب، أن جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم، أصبحت علامة فارقة في إبراز مكانة المعلم العربي، وتمكينه لكي يؤدي دوره الكبير والمؤثر في المسيرة التعليمية، من خلال تحفيزه على الإبداع والأخذ بأسباب التطوير المستمر في كافة المجالات التعليمية والرقمية، في ظل اتساع نطاق استخدام التعلم عن بعد عامةً، والتعليم الإلكتروني خاصةً.

جاء ذلك خلال الملتقى الافتراضي الذي نظمته جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم، وضم وزراء التربية والتعليم للدول المشاركة في الجائزة، والمختصين بالشأن التعليمي، لمناقشة التحديات التي واجهت التعليم في الوقت الراهن، واستعراض أهم التجارب التي تم تطبيقها في هذه الدول للتعامل مع جائحة كورونا.

وشهد الملتقى وزير التربية والتعليم الإماراتي حسين بن إبراهيم الحمادي، ووزير التربية في الكويت الدكتور علي المضف، ووزير التربية والتعليم والتعليم العالي في الأردن الدكتور محمد خير، ووزير التربية والتعليم في البحرين الدكتور ماجد بن علي النعيمي، والدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي من مكتب التربية العربي لدول الخليج، وعزيز نحية بالنيابة عن وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في المملكة المغربية الدكتور سعيد أمزازي، ومدير مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي محمد خليفة النعيمي، وأمين عام جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم الدكتور حمد الدرمكي.

ثقافة التميز
وألقى حسين الحمادي الكلمة الافتتاحية، واستهلها بالترحيب بالحضور قائلاً: "هذا الملتقى الذي يجمعنا تحت مظلة "جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم"، هذه الجائزة العربية التي انطلقت من الإمارات بتوجيهات ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مستهدفة عصب العملية التعليمة، وهو المعلم، لنشر ثقافة التميز بين كوادرنا التربوية في بلداننا العربية".

وأكد أن "الجائزة أخذت حيزاً كبيراً من الانتشار والمشاركة الواسعة، بفعل الحرص والاهتمام من قبل الدول العربية المشاركة، النابعين من تقاسم الأهداف والرؤى التربوية الواحدة التي تتبناها هذه الدول العربية، ما أكسب الجائزة قيمة مضافة، لترسيخ مرحلة جديدة من التنافسية البناءة بين صفوف المعلمين، سعياً نحو بلورة تعليم مستدام ينعكس على مخرجات منظوماتنا التعليمية".

وعبر عن بالغ الشكر والثناء للدول "المغرب والعراق وتونس وسوريا"، لانضمامها إلى الجائزة التي تفتح ذراعيها للجميع، واضعة في مقدمة أولوياتها تميز المعلم العربي مهارياً وفكرياً وجعل الابتكار والإبداع سمة لا تفارقه، وترك بصمة فارقة له أينما حل.

وقال إن "جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم، استمدت من دعم القيادة أسباب ريادتها ومكانتها، وفي دورتها الثالثة المنصرمة سجلت مكاسب جديدة وكبيرة سواء في حجم المشاركة وتنوع أساليب الوصول والتواصل مع المعلمين عبر تسخير التكنولوجيا الرقمية لهذه الغاية، فضلاً عن اتساع رقعة الدول المشاركة فيها، كما تميزت أيضاً بالتحديث والتطوير المستمرين في معاييرها من خلال تتبع أفضل المعايير العالمية وإدراجها ضمن الجائزة التي تقوم على خمسة معايير".

وذكر وزير التربية والتعليم الإماراتي أن "الملتقى من الأهمية بمكان، كونه يطرح قضايا محورية تخص التحديات الراهنة للتعليم في ظل أوضاع استثنائية لا تخفى على أحد، وهذا الواقع استعدت له دولة الإمارات بتوجيه القيادة ورؤيتها الثاقبة، حيث إن ما تم إنجازه في هذا السياق خلال السنوات الماضية أستطيع أن ألخصه، فيما يلي: ما قمنا به من خطوات كان كفيلاً في تقليل الفوارق في مستويات نضوج أنظمة ووسائل التعلم عن بعد وقدرات المدرسين، وردم الفجوة الرقمية بين النظام التعليمي والمدارس والمعلمين والطلبة، بجانب تفعيل الشراكات بين القطاعين العام والخاص والمنظمات الدولية وبيوت الخبرة والشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا، ودفع قطاع التعليم إلى الابتكار والتجربة والتطور، وزيادة الاستثمار في قطاع تكنولوجيا التعليم".

وأكد أنه "تظل هناك تحديات مستقبلية، وتحديات راهنة علينا الاستعداد لها مسبقا لضمان استقرار وتطور التعليم في بلداننا".

تحفيز المعلم
ومن جانبه، ثمن وزير التربية والتعليم في البحرين، دور جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم، في تعزيز الحراك التربوي عربياً، وحفز المعلم للإبداع في ظل التحول في أساليب التعلم وتنامي دور التعليم الإلكتروني.

واستعرض الدكتور ماجد النعيمي خلال الملتقى تجربة مملكة البحرين في استدامة التعليم خلال الجائحة، بفضل الدعم والاهتمام الذي يتفضل به ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة للمسيرة التعليمية، والمساندة المستمرة لها من ولي عهد البحرين رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، مما مكن الوزارة بفضل ما تمتلكه من بنى تحتية مهمة من خلال مشروع الملك حمد لمدارس المستقبل، ومن خبرات في مجال التعليم الرقمي، من توفير البدائل المتنوعة المناسبة لظروف الجميع، عبر البوابة التعليمية التي بلغت الزيارات إليها أكثر من 68 مليون زيارة، والدروس المركزية والدروس المتلفزة والدروس عبر اليوتيوب، إلى جانب الاستعدادات التي يجري العمل عليها للعام الدراسي القادم.

بدوره، أكد وزير التربية والتعليم الأردني، الدور الكبير الذي تضطلع به "جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم" في تحفيز المعلم ورفع مهاراته وكفاياته؛ الأمر الذي يسهم في إثراء العملية التعليمية في جميع مجالاتها ويؤسس لنهضة تربوية شاملة.

وأعرب عن شكره وتقديره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان على إطلاق جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم، وللقائمين على هذه الجائزة التي أصبحت علامة فارقة في تجذير التميز في النظام التعليمي الذي يعد المعلم أساسه، مبديا سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء، وتوسيع نطاق الجائزة ليشمل دولاً أخرى تستفيد استفادة كبيرة من هذه الجائزة.

وبين حرص وزارة التربية والتعليم في الأردن على تمكين المعلمين وتحفيزهم وتزويدهم بالمهارات اللازمة من خلال تنفيذ البرامج التدريبية، إضافة إلى وضع نظام لرتب المعلمين راعت فيه دعم المعلم ومنحه فرصة التدرج في الرتب وفق معايير تربوية.

من جانبه، تقدم المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، بالشكر الجزيل إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على رعايته ودعمه للجائزة، مما يؤكد حرصه على تعزيز الأطر الداعمة للمعلمين والمعلمات، ومنحهم الثقة والحافز والدافع للتطوير الدائم والتغيير المستمر باتجاه الأفضل، وقال: "يسرني أن أتقدم إلى ولي عهد أبوظبي الكريم بالتهنئة على نجاح وتميز جائزة "محمد بن زايد لأفضل معلّم" في دورتها الثالثة، كما يطيب لي أهنئ معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم المشرف العام على الجائزة بنجاحها وتميزها في هذه الدورة، حيث ساهم هذا التميز والنجاح في اتساع نطاق وانتشار الجائزة إلى آفاق أرحب".

وقال إن "جائزة "محمد بن زايد لأفضل معلّم" تأتي انطلاقاً من الإيمان بضرورة تشجيع ودعم المعلمين والمعلمات، وتحفيزهم لتقديم أفضل وأهم المبادرات والممارسات التعليمية المبتكرة والخلّاقة وتأكيدًا لأهمية الجودة والتميّز في التعليم، وإسهامًا منها في رفع مستوى أداء المعلم، باعتبار أن محور المعلم وجودة أدائه من أهم العناصر الرئيسة التي من خلالها يمكن معالجة التحديات التي تواجه تعليمنا اليوم".

وثمن وزير التربية والتعليم في الكويت إنجازات الجائزة التربوية ودورها المحوري في غرس ثقافة الابتكار والإبداع، بين صفوف المعلمين العرب، بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، شاكراً له هذا الدعم اللامحدود للتعليم وللمعلم خاصة.

وأعرب وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في المغرب، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه سعادة عزيز نحية عن خالص الشكر وفائق التقدير والاحترام على الدعوة الكريمة للمشاركة على هامش انطلاق الدورة الرابعة لجائزة الشيخ محمد بن زايد لأفضل معلم، وأكد الاستعداد التام لتكون مشاركة مشرفة للمدرسات والمدرسين بالمملكة المغربية خلال الدورة الرابعة المقبلة للجائزة.

واستعرض أمين عام جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم تقريراً حول الجائزة، وأشار إلى أن "الدورة الرابعة للجائزة ستشهد مشاركة 10 دول عربية بعد انضمام المغرب والعراق وتونس وسوريا إلى الدول المشاركة"، وقال إنه "سيتم إضافة بنود جديدة تتعلق بالأخوة الإنسانية، والسلامة الرقمية والتنمر، والجوانب النفسية والسلوكية، ودور المعلم في الاختبارات الدولية، والاستفادة من الخدمات الإرشادية المدرسية للطلبة، إلى جانب إطلاق برنامج سفراء الجائزة للمعلمين الفائزين لمشاركة تجربتهم الناجحة في التدريس، وإمكانية تصويت الجمهور للمعلم صاحب المبادرة المتميزة، ومشاركة المعلمين ذوي النصاب المنخفض بمقاطع فيديو تعليمية".