الأربعاء 7 يوليو 2021 / 20:59

محمد بن زايد.. رجل الإنسانية والسلام

24- أبوظبي- آلاء عبد الغني

على مدار العقود الماضية، لم يدخر ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، جهداً لدعم العمل الإنساني والإغاثي عالمياً، وامتدت أياديه البيضاء لنشر قيم السلام والتعايش،ونبذ الصراعات، وإعلاء القيم الإنسانية خدمة للإنسانية جمعاء.

ويأتي تقليد المؤسسة البابوية التربوية -التابعة للفاتيكان- ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وسام "رجل الإنسانية" عرفاناً لدوره في إرساء قيم التسامح والسلام، وتقديراً لما تقوم به دولة الإمارات من دور ريادي في مجال خدمة الإنسانية منذ تأسيسها.

مواقف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يشهد لها القاصي والداني في بث الأمل وصناعة السلام، وترسيخ التسامح محلياً وإقليميا وعالمياً، وإنجازاته يشار إليها بالبنان، وبفكره الحكيم ومواقفه الاستثنائية يقود دفة الإمارات لتبقى وطناً للإنسانية.

سياسة متوازنة
أهدى الشيخ محمد بن زايد للمنطقة العربية التوازن الذي كان درعاً حصيناً لها من أي انحراف تدفع الشعوب ثمنه، وأصبحت الإمارات في ظل قيادته نموذجاً عالمياً للتسامح والمحبة بين كل الثقافات والديانات والأعراق.

ما التقى قائد أو خبير بولي عهد أبوظبي إلا رأى فيه رجل المهمات الصعبة، والقائد الاستثنائي، يمضي قدماً في مواقفه الثابتة، هو صاحب قرارات تاريخية تشكل نقطة تحول للمنطقة، تقودها نحو السلام والاستقرار، وتنفض عنها غبار الصراعات والحروب والفتن.

الأخوة الإنسانية
تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، استضافت أبوظبي فعاليات المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين بمشاركة قيادات دينية وشخصيات فكرية وإعلامية من مختلف دول العالم في فبراير (شباط) من عام 2019، بهدف تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر، تزامناً مع الزيارة التاريخية لبابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب للإمارات تلبية لدعوة ولي عهد أبوظبي، وانبثق عن ذاك المؤتمر توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التي جسدت رسالة سلام من الإمارات إلى العالم أجمع.

الإغاثة 
4 أشهر فقط مضت على منح المجلس الاستشاري العلمي العالمي لـ"ديهاد "( ديساب) ولي عهد أبوظبي جائزة "أفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية - ديهاد 2021"، عرفاناً دولياً لدعمه المستمر وجهوده الخالصة في تعزيز العمل الإنساني والإغاثي الدولي، وتقديراً لما تقوم به الإمارات من دور ريادي في مجال تقديم المساعدات الطبية ودعم المحتاجين حول العالم، خاصة في ظل ما يشهد العالم من تداعيات جائحة كورونا.

إشادات دولية
مؤسسات دولية عريقة أكدت أن الشيخ محمد بن زايد أضحى رمزاً مشهوداً في مواقفه الإنسانية النبيلة في مختلف بلدان العالم، فهو رجل السلام الأول الذي حقق إنجازات متنوعة تحت مظلة إنسانية، حيث امتدت مساعيه الإنسانية لتصل إلى كل إنسان، بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الانتماء، وهو نهج يسير عليه خير خلف لخير سلف، نهج الإمارات الإنساني الذي غرس بذوره المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وولي عهد أبوظبي هو صاحب الإنجازات الإنسانية والتنموية الرائدة التي لا تعد ولا تحصى، والتي عمت ولا تزال أرجاء العالم، لتنشر أسمى قيم التكافل والسلام والتسامح، والتعاضد والتعاون بين البشر، وتعلي صوت الأخوة الإنسانية في أرجاء المعمورة.

مكافحة الأوبئة
ويشهد للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الاهتمام بالقضايا التي تُعنى بصحة الإنسان وتعزز قدرته على مواجهة التحديات الصحية المرتبطة بانتشار الأوبئة والأمراض، وذلك من خلال تقديم المساعدات المالية واللقاحات والأدوية.

وساند ولي عهد أبوظبي مبكراً منظمة الصحة العالمية ودعم جهودها في مكافحة فيروس كورونا وتطوير علاجاته واحتوائه، إلى جانب دعم جهود المجتمع الدولي والحكومات والمجتمعات لاحتوائه، والحد من تداعيات انتشاره وتطوير علاجاته والوقاية منه، وتوزيع اللقاحات المضادة للفيروس بشكل عادل في جميع أنحاء العالم.

ويستفيد سنوياً ما يقرب من 400 مليون طفل حول العالم من الحملات والمبادرات التي أطلقها الشيخ محمد بن زايد لمكافحة شلل الأطفال، والتي باتت بفضلها البشرية أقرب لحسم معركتها والقضاء على المرض بشكل تام، وشكلت مساهماته المالية التي بلغت نحو ( 167.8 مليون دولار)، أي ( 617.168 مليون درهم) منذ عام 2011، العامل الأبرز في نجاح ودعم النشاطات الهادفة لاستئصال مرض شلل الأطفال ومكافحته على المستوى العالمي.

ريادة عالمية
ومواقف الشيخ محمد بن زايد عديدة في تعزيز التعاون والتضامن مع الدول العربية الشقيقة، والوقوف إلى جانبها، ودوره في دعم مصر واليمن والسودان، والوقوف إلى صفهم في الأزمات التي عصفت بها، أما إقليمياً وعلى مستوى الشرق الأوسط ومنطقة شمال إفريقيا كلها، فلا يتوانى ولي عهد أبوظبي عن دعم الاستقرار الإقليمي، والتصدي لكل التحديات والتهديدات التي تمسّ أمن المنطقة، وبفضل جهوده الحثيثة انتهى الصراع الدامي بين إريتريا وإثيوبيا، وكانت الإمارات راعية هذه المصالحة التاريخية، إلى جانب دوره في اتفاق السلام التاريخي الذي وقعته الحكومة السودانية مع التحالفات المسلحة في إقليم دارفور لينهي 17 عاماً من الحرب الأهلية في السودان، علاوة على جهوده في دعم اتفاق وقف إطلاق النار في إقليم تيغراي الإثيوبي، وغيرها من المبادرات التي لاقت ترحيباً دولياً.

وعلى الصعيد الدولي، للشيخ محمد بن زايد آل نهيان دور بارز في مواجهة التحديات العالمية، سواء ما يتعلق منها بالصحة أو التعليم أو البيئة أو التنمية، وغيرها من القضايا التي تمثل هواجس عالمية، ولاقت جهوده اعترافاً دولياً بدوره في نشر السلام والتسامح، ومكانته العالمية كرجل الإنسانية والسلام.

رسالة للأجيال
"الأخوة الإنسانية والتسامح: رسالة الأديان، هذه الرسالة مصدر قوتنا وتميز تجربتنا خلال الخمسين عاماً الماضية، ومسؤوليتنا جميعاً تجسيد هذه المعاني لأجل خير البشرية، علينا أن نترك لأجيال المستقبل عالماً من دون أحقاد وكراهية"، هي رسالة من رسائل الشيخ محمد بن زايد لنبذ الكراهية ونشر السلام، ترسم للأجيال القادمة خارطة طريق لتحقيق السلام من أجل الإنسانية.