الخميس 8 يوليو 2021 / 19:37

بإنجازاتها الاستثنائية.. دبي حديث العالم دائماً

24 - آلاء عبد الغني

دبي التي تسابق دائماً الحاضر نحو المستقبل، بالتميز والريادة والعطاء والارتقاء والإبداع، والبناء، والعزيمة، والإصرار، تمضي بخطى ثابتة وترسم خارطة طريقها نحو الإنجازات، وتحويل التحديات إلى فرص لتحقيق النجاحات واحدة تلو الأخرى، ما جعلها "أيقونة العالم"، و"دانة الدنيا".

عُرفت دبي قديماً بـ "الوصل"، وكانت وما تزال تلعب دوراً مفصلياً في ربط الشرق بالغرب، وهي اليوم تشكل همزة الوصل بين العراقة والتاريخ، والمستقبل، وفي غضون سنوات قليلة تحولت إلى مدينة عالمية للمال والأعمال، وسابقت كبرى دول العالم في مؤشرات التنافسية، ولا تزيدها الأزمات إلا تقدماً نحو القمة، فهي قلب الإمارات النابض بالحياة والأمل، من كل تحدٍّ تكتب قصة نجاح جديدة تلهم العالم.

التنافسية
وتعد دبي من اللاعبين الكبار ضمن القطاع البحري العالمي، بفضل جهودها الدؤوبة لتوظيف البحث والتطوير والابتكار في تطوير برامج لوجستية متكاملة، وتهيئة البنى التحتية والتشريعية المتطورة التي أسهمت في ضمان إدارة العمليات التشغيلية البحرية وفق أعلى معايير السلامة المهنية وأفضل الممارسات البيئية للوصول إلى موقع الصدارة العالمية، مدفوعة بمحفظة متكاملة من المبادرات النوعية التي كان لها الأثر الأكبر في تعزيز تنافسية القطاع البحري، وتفعيل دوره المحوري كمحرك رئيس للنمو المستدام والتنويع الاقتصادي.

أفضل العواصم البحرية
وتتبوأ دبي مركزاً متقدماً ضمن قائمة "أفضل العواصم البحرية في العالم" وتتصدر منطقة الشرق الأوسط، واستطاعت موانئ دبي تحقيق نجاحات استثنائية في زمن قياسي، رغم التحديات والأزمات العالمية التي تضرب دفة الاقتصاد العالمي بين الفينة والأخرى.

وفي إطار السعي للوصول إلى المركز رقم واحد عالمياً وفقاً لأهداف "رؤية الإمارات 2021"، و"خطة دبي 2021"، يأتي دور موانئ دبي العالمية الريادي في تمكين التجارة العالمية، وتعزيز موقع الإمارات إقليمياً وعالمياً.

التصنيف الائتماني
وفي يونيو (حزيران) الماضي، ثبتت وكالة "فيتش" التصنيف الائتماني طويل الأجل وقصير الأجل لشركة موانئ دبي العالمية عند درجتي "BBB-" و"F3" على التوالي، مع منحها نظرة مستقبلية مستقرة.

وتعد موانئ دبي العالمية بين أكبر مشغلي موانئ الحاويات على مستوى العالم بحصة سوقية إجمالية تبلغ حوالي 9%، ورأت "فيتش" أن "موانئ دبي العالمية" جاهزة لتعزيز خططها الاستثمارية على خلفية التدفق النقدي القوي لديها وخبرتها الواسعة في إدارة الموانئ، وتخطط الشركة إلى توسيع طاقتها الاستيعابية إلى حوالي 98 مليون حاوية نمطية بحلول عام 2021.

عناصر القوة
وأبرز عناصر قوة موانئ دبي العالمية التي جعلتها اليوم تتواجد في أكثر من 40 دولة حول العالم، الملاءة المالية والسيولة الكفيلة بتوفير التمويلات اللازمة لتنفيذ التوسعات الحاضرة والمستقبلية، مع وجود آليات واضحة في مراجعة الوسائل الأفضل والأكثر مرونة لتنفيذ عملياتها.

وموانئ دبي العالمية أول شركة في دبي أدرجت أسهمها ضمن فئة الدرجة الأولى في بورصة لندن، وأصبحت مشغلاً للمحطات البحرية الأكثر تميزاً التي تُتداول أسهمها في البورصات العالمية.

مبادرات
وتعمل موانئ دبي العالمية على تمكين التجارة في 51% من اقتصادات العالم، فضلاً عن أن أعمالها تنتشر في 40 بلداً بست قارات، كما تعتبر رافداً أساسياً من روافد التنوع الاقتصادي وهو "الإمارات ما بعد النفط"، وتسهم في تحقيق أهداف ورؤية الإمارات 2021 والانتقال إلى الاقتصاد المعرفي والحكومة الذكية، لتكون دبي أذكى مدينة في العالم، فضلاً عن وضع الشركة خلال استضافة إكسبو 2020 دبي لتحقيق النجاح الأكبر عالمياً، إضافة إلى دعمها الكبير لمبادرة الحزام الاقتصادي وطريق الحرير، وهي التي تجمع نحو 30% من دول العالم، و70% من سكان العالم، و55% من الناتج القومي الإجمالي العالمي، و75% من إجمالي احتياطيات الطاقة.

قفزة قوية
وحققت المجموعة قفزة قوية لعام 2021، حيث سجلت محفظتها نمواً في الحجم بنسبة 10.2 بالمائة في الربع الأول من العام الحالي، متجاوزاً للمرة الثانية النمو المقدر للقطاع نسبته 8.9، وجاء هذا الأداء متفوقًا على التوقعات، ومؤكداً مرونة القطاع العالمي للشحن بالحاويات، وقدرة موانئ دبي العالمية على التفوق على أداء السوق، وتجاوز تحديات جائحة "كوفيد-19"، وحالة عدم التيقن الجيوسياسي في بعض أجزاء العالم، والحرب التجارية المستمرة.

نظرة مستقبلية
وهذه النتائج جعلت موانئ دبي في وضع جيد لتقديم أداء مالي محسَّن في عام 2021، ومع كون بيئة التداول تبدو أكثر اعتدالاً إلا أن موانئ دبي تمضي خلال الفترة المقبلة بتركيزها على احتواء التكاليف لزيادة الربحية، وإدارة النفقات الرأسمالية، والتنفيذ المستمر لإستراتيجيتها في تقديم حلول متكاملة لسلسلة التوريد لأصحاب البضائع المستفيدين.

إقليم الإمارات
وبموقعها في دبي، تعتبر موانئ دبي العالمية – إقليم الإمارات في قلب مجموعة موانئ دبي العالمية، موطن ميناء جبل علي الرائد، والبوابة التجارية البحرية الرئيسية لمنطقة يزيد عدد سكانها على 3 مليارات نسمة، وباعتبارها الجهة التمكينية للتجارة في المنطقة، تقدم موانئ دبي العالمية – إقليم الإمارات حلولاً متكاملة للشركات العالمية التي تمارس أعمالها في جميع أنحاء المنطقة.

وتشمل محفظة موانئ دبي العالمية – إقليم الإمارات ميناء جبل علي، ومحطة ميناء راشد البحرية، ورصيف الميناء، وميناء الحمرية في دبي، وثلاث مناطق أعمال: المنطقة الحرة لجبل علي "جافزا"، ومجمع الصناعات الوطنية، ومنطقة دبي للسيارات "داز"، ودبي التجارية والعالمية للأمن.

ميناء جبل علي
يعتبر ميناء جبل علي البوابة الرئيسية لأكثر من 80 خدمة ملاحة أسبوعية تربط أكثر من 150 ميناءً حول العالم، وتم اختيار الميناء كـ"أفضل ميناء بحري في الشرق الأوسط" لـ 24 عاماً متتالياً، وهو أحد أكبر موانئ الحاويات في العالم، ويحتوي على أكبر حوض بحري من صنع الإنسان في العالم.

ويصنف ميناء جبل علي بين أكبر 10 موانئ في العالم والوحيد في القائمة خارج منطقة غرب آسيا وجنوبها، وبفضل موقعه الاستراتيجي على مفترق طرق التجارة العالمية، ويعتبر الميناء مركزاً متكاملاً متعدد وسائط النقل البحري والبري والجوي، مدعماً بمنشآت لوجستية واسعة، ويؤدي دوراً محورياً في اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة.

سرعة الاستجابة والمرونة
ونظراً لموقعه وأهميته الاستراتيجية، أصبح ميناء جيل علي، حديث العالم، ووجهت وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية عدسات كاميراتها نحوه، حيث أثبتت سرعة الجهات المعنية في دبي في الاستجابة لحادث الحريق الذي اندلع في إحدى حاويات سفينة تحمل مواداً قابلة للاشتعال في الميناء، والسيطرة عليه في أقل من 40 دقيقة دون تسجيل أية أضرار أو تعطيل لعمليات الميناء، مرونة حكومة دبي وسرعة استجابتها للطوارئ والأزمات، بفضل توجيهات نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومتابعة ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم.

وباشرت سلطات ميناء جبل علي تحقيقاً موسعاً حول سبب الحريق والظروف المحيطة به مع استمرار عمليات الميناء كالمعتاد دون أي تعطيل لجدولها الزمني، وتوجهت أنظار العالم ليل أمس إلى دبي مرة أخرى مشيدة بكفاءتها وجاهزية فرق عمل حكومتها على مدار الساعة للتعامل مع أية طوارئ.

سلامة الجميع أولوية
وفي حريق حاويات السفينة تكرر المشهد، وأعاد للذاكرة تصوير كفاءة الجهات المعنية في سرعة الاستجابة وإخماد الحريق الذي اندلع في "فندق العنوان داون تاون"، ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة 2016، وتمت السيطرة عليه بمهنية عالية، واحتواء تلك الأزمة الطارئة، وتحجيم الأضرار الناجمة عنها في أضيق نطاق ممكن، وضمان أمن وسلامة الجمهور وآلاف السياح الذين كانوا ينتظرون بدء العد التنازلي لدخول العام الجديد، وتابعت دبي احتفالاتها لتسعد العالم.

معادلة النجاح
دبي لا تنتظر التغيير وإنما تسابق الجميع نحو الريادة، لم تتوقف فيها عجلة التطور والنمو والازدهار في جميع الظروف، ولن تتوقف بعدها، تتكيف مع سائر التغيرات، وتتفوق في الاستجابة للطوارئ، لتبقى مصدر الإلهام وحديث العالم الذي يتعلم منها كل يوم درساً جديداً من دروس فن إدارة الأزمات.