سلطان الجابر
سلطان الجابر
الخميس 9 سبتمبر 2021 / 20:33

سلطان الجابر: التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون يخلق فرصاً مجدية للنمو الاقتصادي

أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" ومجموعة شركاتها العضو المنتدب لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" الدكتور سلطان بن أحمد الجابر أن "التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون يخلق فرصاً مجدية للنمو الاقتصادي، مشيراً إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمتلك موارد وفيرة وخبرات ورؤى متميزة، ما يعزز مكانة المنطقة كركيزة أساسية ومحورية في هذا التحول، ويؤهلها لخلق فرص اقتصادية كبيرة من مسارات التحول".

جاء ذلك خلال مشاركة الجابر في جلسة افتراضية ضمن فعاليات الحوار الوزاري الذي استضافته وزارة الطاقة والمعادن في سلطنة عمان، والوكالة الدولية للطاقة، حول تحولات الطاقة في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والفرص المتاحة أمام تلك الدول لتعزيز المرونة الاقتصادية والازدهار للمنطقة وشعوبها.

أقصى استفادة
وأوضح سلطان الجابر أن "الاستفادة من التحول في قطاع الطاقة والتوجه نحو مستقبل منخفض الكربون يعتبران من ركائز الطلب الذي تقدمت به دولة الإمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف "COP28" في أبوظبي في عام 2023، مؤكداً حرص دولة الإمارات على تحقيق أقصى استفادة من هذا الحدث البارز، وأن العمل المناخي المشترك والمستمر سيوفر فرصاً للنمو الاقتصادي المستدام للمنطقة وللعالم".

وأكد سلطان الجابر أن "الثروات الطبيعية، من موارد تقليدية وطاقة متجددة التي تمتلكها دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تشكل ميزة تنافسية قوية للمنطقة وعنصر قوة للاستفادة منه واستثماره من خلال التعاون وتعزيز الشراكات، موضحاً أن دولة الإمارات، بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة، تعد من أولى الدول في المنطقة التي استثمرت في الطاقة المتجددة وأثبتت ريادتها عالمياً في خلق مزيج متنوع من مصادر الطاقة".

مكانة رائدة
وقال: "بفضل رؤية القيادة الرشيدة، كانت دولة الإمارات من أولى الدول في المنطقة التي استفادت من مكانتها الرائدة في إنتاج الموارد الهيدروكربونية لتحقيق مراكز ريادية في مختلف مجالات الطاقة، فقبل 15 عاماً، وجهت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات بتأسيس شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" لتركز على خلق وتعزيز الفرص الاقتصادية الواعدة في قطاع الطاقة المتجددة داخل الدولة وخارجها، في ذلك الوقت، كانت الطاقة المتجددة تعتبر تقنية ناشئة ذات إمكانات محدودة وباهظة التكلفة، ولكن هذا الاستثمار أثبت جدواه الاقتصادية مع مرور الوقت، واليوم أصبحت دولة الإمارات تشغّل ثلاثة من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية وأقلها تكلفة في العالم".

وأضاف: "استثمرت دولة الإمارات في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الكثير من دول العالم، وفي دول المنطقة، مثل المغرب والأردن ومصر والسعودية وسلطنة عمان".

إنتاج الطاقة
وقال سلطان الجابر، إن العالم وعلى الرغم من التحديات التي فرضتها جائحة "كوفيد-19"، قد شهد ارتفاعاً في معدلات إنتاج الطاقة المتجددة أكثر من أي وقت مضى، كما ارتفع إنتاج الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بنسبة 5%، مشيراً إلى أن إجمالي القدرة الإنتاجية الحالية من الطاقة المتجددة في المنطقة يمثل 1% من إجمالي القدرة الإنتاجية في العالم، وأن هذا يتيح فرصاً كبيرة للنمو والتوسع في هذا المجال والتي ستسهم في تحقيق أهداف التنمية والاستدامة عندما تستفيد منها دول المنطقة.

وقال: "إلى جانب المستقبل الواعد في مجال الطاقة المتجددة، تمتلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إمكانيات وقدرات مثالية تؤهلها للاستفادة من الحلول الناشئة للطاقة منخفضة الكربون والخالية من الكربون، مثل الهيدروجين الأزرق والأخضر، فالدول الغنية بالموارد الهيدروكربونية لديها بالفعل بنية تحتية للغاز تمكّنها من إنشاء سلسة التوريد اللازمة لإنتاج ونقل الهيدروجين على نطاق واسع".

وأضاف: "نجحت دولة الإمارات خلال الشهر الماضي في إرسال شحنتها الثالثة من الأمونيا إلى اليابان كوقود ناقل للهدروجين لإثبات جدوى تطوير اقتصاد الهيدروجين وأنواع الوقود الحاملة له، وفيما يعتبر سوق الهيدروجين العالمي سوقاً ناشئاً، فإن منطقتنا تتمتع بإمكانيات ومقدرات كبيرة تمكنها من ريادة دول العالم في هذا المجال".

تعزيز التعاون
وفي ختام كلمته في الجلسة الافتراضية التي تم تنظيمها تحت عنوان "ضمان القدرة التنافسية من خلال الصناعات التصديرية منخفضة الكربون"، وجه معاليه دعوة لتعزيز التعاون والشراكة في القطاعين الحكومي والخاص في كافة مجالات الطاقة، وعلى كافة المستويات.

وقال: "من خلال السياسات والأنظمة والحوافز المالية المناسبة، ستكون لدينا فرص استثنائية لكي نضع منطقتنا على مسار جديد نحو تحقيق نمو اقتصادي كبير منخفض الكربون، ويمكننا أن نجعل من جهود التحول نحو الطاقة منخفضة الكربون مساراً نحو الازدهار والنمو المستدام، ونحن في دولة الإمارات ومن خلال رؤية القيادة، نركز على تحقيق الازدهار والنمو عبر بناء الشراكات الذكية والنوعية كركيزة أساسية لمواصلة النمو الاقتصادي المستدام خلال الخمسين سنة القادمة".