الثلاثاء 28 سبتمبر 2021 / 14:54

إطلاق أول دراسة حالة من نوعها في الإمارات لتقييم الكربون المتجسد في الأبنية

احتفل مجلس الإمارات للأبنية الخضراء، المنتدى المستقل الذي يهدف إلى الحفاظ على البيئة من خلال تعزيز وتشجيع الممارسات المتعلقة بالأبنية الخضراء، بالأسبوع العالمي للأبنية الخضراء مؤخراً مع إطلاق أول دراسة حالة من نوعها في دولة الإمارات لتقييم الكربون المتجسد في الأبنية، تحت رعاية القنصلية الملكية الدنماركية العامة بدبي وبالتعاون مع مجموعة ماجد الفطيم. وركزت الدراسة على المركز التجاري "ماي سيتي سنتر مصدر" وتولت شركة "رامبول" دوراً استشارياً في الدراسة.

قيَمت دراسة وفقاً لبيان صحافي حصل 24 على نسخة منه، الحالة استخدام المواد المستدامة مقارنة بالممارسات التقليدية على مستوى انبعاثات الكربون المتجسد في الأبنية، حيث تؤكد هذه الدراسة على إمكانية تحقيق نتائج ملموسة للحد من انبعاثات الكربون المتجسد في الأبنية عبر ممارسات التشييد الحالية إلا أن تحقيق ذلك منوط بضمان اتباع الخطوات المواتية في المراحل الأولى من تشييد المشاريع.

ووجهت الدراسة تركيزها نحو "ماي سيتي سنتر مصدر"، وهو أول مركز تجاري تابع لمجموعة ماجد الفطيم في أبوظبي والخامس والعشرين في المنطقة. وحقق هذا المركز التجاري وفورات في انبعاثات الكربون المتجسد في الأبنية بنسبة 14% عبر استخدام المواد المستدامة. وساعد التغيير في اختيار المواد بالحد من الانبعاثات من 22180 طن إلى 19120 طن، ما يعادل انبعاثات 665 سيارة على الطرقات خلال عام واحد، وفقاً لحاسبة معادلة غازات الاحتباس الحراري لدى وكالة حماية البيئة الأمريكية.

وتشمل المواد الرئيسية التي راجعتها دراسة تقييم الكربون المتجسد في المركز التجاري كلاً من الخرسانة والصلب والأخشاب ومواد العزل والزجاج والتشطيبات الداخلية على غرار الدهانات والطلاء والبلاط والسجاد والسيراميك والأرضيات والطوب. وكشفت دراسة تقييم الكربون المتجسد في الأبنية عن إمكانية تقليل 21% من الانبعاثات عند مراعاة استدامة المواد المستخدمة في البنية الأساسية للمبنى فقط والتي تتكون من الخشب والخرسانة والصلب ومقارنة باستخدام الممارسات التقليدية في اختيار مواد البناء، انخفضت الانبعاثات الكربونية لكل متر مربع بنحو 420 كيلو جرام من مكافئ ثاني أكسيد الكربون /متر مربع مقارنة بنحو 535 كيلو جرام من مكافئ ثاني أكسيد الكربون /متر مربع.
وفي ضوء تلك المعطيات، يتعين اعتبار انبعاثات الكربون المتجسد في الأبنية كأحد الخطوات الرئيسية للوصول إلى أبنية بانبعاثات كربونية صفرية بحلول العام 2050. كما تنطوي هذه الأسس على أهمية رئيسية لتحديد مستهدفات تقليل الكربون المتجسد في المراحل الأولى من تشييد المشاريع لضمان المراقبة المناسبة لمعدلات خفض الانبعاثات المستهدفة عبر عملية إدارة الكربون.

أطلق مجلس الإمارات للأبنية الخضراء في العام 2018 مركزاً لتميز الأبنية ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية ويمثل مؤسسة للدراسات والأبحاث ومسرعاً لجهود الوصول إلى أبنية بانبعاثات كربونية صفرية في دولة الإمارات، وذلك في إطار التزامه الجاد والمستمر بمشروع الانبعاثات الصفرية العالمي التابع للمجلس العالمي للأبنية الخضراء. تعتبر مجموعة ماجد الفطيم من الموقعين على وثيقة الالتزام بالأبنية ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية التي أعلن عنها المجلس العالمي للأبنية الخضراء والتزمت برعاية مركز تميز الأبنية ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية التابع لمجلس الإمارات للأبنية الخضراء لمدة عامين، مؤكدة عمق التزامها بإزالة الكربون من البيئات العمرانية.

في هذا السياق، قال علي الجاسم، رئيس مجلس إدارة "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء": "تؤكد هذه الدراسة المبتكرة على إمكانية تقليل انبعاثات الكربون المتجسد في الأبنية من خلال تبنِي مواد البناء المستدامة منذ أولى مراحل تشييد المشاريع. وفي ضوء تركيز دولة الإمارات على اتخاذ إجراءات إيجابية للتصدي لتحديات التغير المناخي والوصول إلى أبنية بانبعاثات كربونية صفرية بحلول العالم 2050، سيساعد تقليل انبعاثات الكربون المتجسد في الأبنية خلال مرحلة البناء والتشييد في تحقيق أثر إيجابي واسع على البيئات العمرانية وتعزيز استدامتها. ولاشك أن نتائج هذه الدراسة ستدعم الجهود المبذولة لتحقيق انبعاثات صفرية للكربون المتجسد في الأبنية ضمن الأبنية والبنى التحتية وعمليات تجديد المباني. وباعتبارها رائدة في الانبعاثات الصفرية ضمن مركزنا لتميز الأبنية ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية، نجحت مجموعة ماجد الفطيم بإرساء نموذج يحتذى به للقطاع نظراً لالتزامها الجاد بالتصدي لتحديات انبعاثات الكربون المتجسد في الأبنية".

من جانبها قالت حنان الغيوان، المستشار التجاري ورئيس الأبنية الخضراء والتنمية العمرانية، القنصلية الملكية الدنماركية العامة في دبي: "تدرك الدنمارك ضرورة حشد جهود العالم للوصول إلى انبعاثات صفرية في كوكبنا بحلول العام 2050 لتلبية احتياجات المليارات من سكانه ومنحهم مستقبلاً أفضل، لذلك تشارك في تحالف الأبنية الخضراء والتنمية العمرانية في إطار جهودها الدبلوماسية للتصدي للقضايا المناخية المحلية، وتحرص على إجراء حوارات مفتوحة مع مجلس الإمارات للأبنية الخضراء لوضع بصمتها في مسيرة النمو الشامل والمستدام ضمن جميع البيئات العمرانية. يسعدنا جميعاً في القنصلية الملكية الدنماركية العامة بدبي تقديم دعمنا لدراسة تقييم الكربون المتجسد في الأبنية ومختلف دراسات الحالة الأخرى لاستشراف المستقبل الأفضل".

أضاف الدكتور علي أميري، مدير المشاريع ورئيس الاستدامة في "رامبول": "يقدم إطلاق هذه الدراسة بالتعاون مع ماجد الفطيم والقنصلية الملكية الدنماركية العامة بدبي فرصة قيِمة لإلقاء الضوء على موضوع حيوي يحدد أفضل الممارسات الممكنة لإدارة الكربون في المنطقة. ستشجع هذه الخطوة جميع الأطراف المعنية على تبني الممارسات الفضلى ضمن أصولهم العمرانية، وستساعد في تطوير معايير إقليمية تحدد مستهدفات تقليل الكربون المتجسد في أبنية المشاريع المستقبلية".

أشار ابراهيم الزعبي الرئيس التنفيذي للاستدامة في شركة ماجد الفطيم القابضة: "نؤمن في ماجد الفطيم بأن إدراك التأثير الشامل لأبنيتنا هو أمر في غاية الأهمية وخطوة رئيسية لتحقيق التزامنا بأهداف ’المحصلة الإيجابية‘ بحلول عام 2040. كما أن الحد من انبعاثاتنا الكربونية هو أحد أولوياتنا القصوى نظراً لوتيرة النمو والتطور التي تحققها أعمالنا وتوسعنا المستمر في المنطقة. من هذا المنطلق، حرصنا على تشييد ’ماي سيتي سنتر مصدر‘ وفقاً لأرقى معايير الاستدامة، نفخر بالإنجازات التي حققناها في هذا المضمار حتى اليوم ولاشك أن هذا المركز التجاري يقدم معايير جديدة على مستوى وفورات الكربون المتجسد في الأبنية بمنطقة الشرق الأوسط، وتسعدنا المساهمة في الجهود الإقليمية للتصدي للتغير المناخي عبر مشاركة معارفنا وخبراتنا مع جميع الأطراف المعنية".

يشار إلى أن الدراسة من إعداد الدكتور علي أميري، مدير المشاريع ورئيس الاستدامة في "رامبول"؛ ونشأت سكينة، المستشار الرئيسي؛ وهونيوم موريا مستشار رئيسي في الاستدامة؛ وإيشان كارلا، مستشار رئيسي في الاستدامة؛ وطيبة الجابري، مستشار الاستدامة للخريجين في "رامبول"، وقام بمراجعتها كل من جنان الحجار، محلل فني؛ وجيسون جون، مهندس أول بالإنابة؛ والدكتور وليد يعقوب، رئيس مجلس الإمارات للأبنية الخضراء. ويمكن الحصول عليها عبر الرابط: https://emiratesgbc.org/case-study-embodied-carbon/

يهدف مجلس الإمارات للأبنية الخضراء إلى توسيع نطاق جهود الاستدامة في قطاع البناء والتشييد بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبر تنظيم الفعاليات والبحوث الخاصة وجلسات التدريب الفني والبرامج التي تدعم القطاعين العام والخاص والجمعيات والمؤسسات والشركات الاستشارية، علاوة على المتخصصين في قضايا الاستدامة والأبنية الخضراء.