قبةُ الوصل.. معلم حضاريّ ينبض بالإبداع(المصدر)
قبةُ الوصل.. معلم حضاريّ ينبض بالإبداع(المصدر)
الإثنين 4 أكتوبر 2021 / 12:52

قبةُ الوصل .. معلم حضاريّ ينبض بالإبداع المستدام في قلب إكسبو 2020 دبي

لطالما استقطبت المعالم الحضارية في العالم انتباه البشر وحققت شهرة واسعة، ونسج الخيال قصصاً متنوعة حولها، وهناك قصص حقيقية وراء تشييد هذه المعالم تظهر قدرة الإنسان في تحقيق كل ما هو فريد ومميز.

وشهدت ساحة الوصل الواقعة في قلب إكسبو 2020 دبي النابض بالحياة انطلاق أهم حدث حضاري وثقافي على مستوى العالم، والتي تشكل جوهرة تاج إكسبو 2020 وتعلوها قبة فريدة من نوعها، تجسد قصة نجاح إماراتية جديدة من الإبداع الإنساني.

ففي الأول من أكتوبر رأى العالم خلال الافتتاح التاريخي قبة ساحة الوصل التي تشكل معلماً حضارياً عالمياً جديداً يهديه إكسبو 2020 دبي إلى العالم، وعلى الرغم من تطور المعدات وتقنيات البناء، إلاّ أن السؤال الذي سيجول في خاطر كل من سيقف تحت درة تاج إكسبو 2020 كيف تمكنوا من بنائها؟!

تستعرض وكالة أنباء الإمارات "وام" في التقرير التالي التوازن بين الإتقان المعماري وأحدث التقنيات في بناء أحد أهم المعالم الحضاري الفريد، حيث كان التميز هو الدافع الأول وراء تصميم قبة الوصل التي أخذت اسمها من دبي القديمة وتجسد تحت قبتها شعار إكسبو 2020 دبي "تواصل العقول وصنع المستقبل"، حيث يجتمع ويتواصل تحتها شعوب وأعراق مختلفة من العالم وتشهد هذه القبة التي تعتبر القلب النابض لإكسبو 2020 دبي على أحدث ما توصل إليه العقل البشري من تقنية وفنون وإبداع.

شارك في بناء هذه القبة أبناء الإمارات بالتعاون مع خبراء وفنيين وشركات محلية وعالمية من 5 دول هي إيطاليا والمكسيك وأمريكا وكندا وفنلندا.

ويبلغ قطر القبة 130 متراً وارتفاعها 67.5 متر كارتفاع مبنى مؤلف من 22 طابقا في حين يبلغ إجمالي طول القضبان الحديدية للقبة 13.6 كم ما يعادل طول برج خليفة 16 مرة.

كما يبلغ وزن القبة 350 طناً، وهو ما يقارب وزن طائرة إيرباص إيه 380 كتلك المستخدمة في طيران الإمارات، وقضبان القبة مزودة بمصابيح تعمل بتقنية الـ "إل إي دي " ويغطي الساحة سقف من الصلب والقماش على شكل قبة استوحى تصميمه من شعار إكسبو 2020 دبي وتمثل تلك القبة الأيقونية شاشة عرض عملاقة يمكن رؤيتها من الداخل والخارج بنطاق 360 درجة، لتكون ساحة الوصل القلب النابض لموقع إكسبو 2020 دبي.

ويبلغ وزن الفولاذ المستخدم لإقامة القبة 2544 طنّا تتشكل من خلال 1162 مقطعاً فولاذياً منحنياً تلتحم معاً لتشكّل 346 قطعة فنية، لتكوّن الهيكل الرئيسي لقبّة الوصل.

كما يبلغ عدد مصابيح الإنارة 2742 مصباحاً يعمل بتقنية الـ "إل إي دي" معلقة بقبّة الوصل للإضاءة، يربطها أكثر من 25 ألف متراً من الكوابل الكهربائية الممتدة داخل الهيكل الفولاذي، وعن عدد الساعات المستغرقة للتصنيع والتركيب فيصل إلى 1.3 مليون ساعة عمل.

وتتضمّن العناصر المبهرة لقبة الوصل من الإضاءة إلى شاشة عرض 360 درجة والمؤثرات الصوتية شبكة هائلة تجري كالعروق لتزود عناصر القبة المختلفة بالكهرباء والماء والمعلومات التقنية وقد تمّ التفكير بكافة العناصر الأساسية وآلية عملها وصولا إلى آليات تنظيف القبّة والتي تستغل سككا مصمّمة لذراع ميكانيكي بطول 60 مترا طول برج بيزا المشهور في إيطاليا.

وتم تخطيط وتصميم آلية البناء بما يحقق السهولة والعملية ويراعي البيئة لتتم عمليات التنظيف بأعلى مستويات الكفاءة كون الماء أحد أهمّ الموارد الطبيعية التي يجب الحفاظ عليها.

كما تم بناء نفق تحت أرضية ساحة الوصل ومناطق الموضوعات، وهو عبارة عن طبقة سفلية تتضمن طريقا يخدم ساحة الوصل ومناطق الموضوعات الفرعية وأجنحة الفرص والتنقل والاستدامة، وتم بناء غرف خدمات ومصاعد هيدروليكية تسهل خدمة المباني.

وتعمل هذه القبة على فلترة أشعة الشمس وتلطيفها عبر غشائها شبه الشفاف الذي يستخدم أيضاً كشاشة عرض عملاقة بزاوية رؤية 360 درجة،ومن المرتقب أن تكون فريدة بنوعها وحجمها.