معالي الشيخ شخبوط بن نهيان وجوزيب بوريل (أرشيف)
معالي الشيخ شخبوط بن نهيان وجوزيب بوريل (أرشيف)
الأربعاء 6 أكتوبر 2021 / 15:27

الإمارات والاتحاد الأوروبي .. شراكة ممتدة وإكسبو2020 دبي يُعززها

تحظى الإمارات بمكانة عالية لدى الاتحاد الأوروبي باعتبارها شريكاً تجارياً وسياسياً مهما لدى دول الاتحاد، وتجسد ذلك في كم هائل من الانجازات التي تحققت على مدار السنوات الماضية وساهمت في تعميق العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأوروبي منذ إنشاء بعثة الاتحاد في أبوظبي، وساهم معرض إكسبو 2020 دبي في أن تكون الإمارات قبلة عالمية سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي، وتجلى ذلك في زيارة الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قبل أيام للإمارات.

يشهد الجميع في المنطقة العربية أن دولة الإمارات أصبحت تمتلك قوة دبلوماسية ناعمة تساهم في حل الأزمات وتنحية الخلافات جانباً بين بعض الدول وتجلى ذلك في عدد من القضايا في منطقة القرن الأفريقي وخصوصاً الملف الإثيوبي الإريتري.

وتعد السياسة الخارجية الإماراتية نموذجاً ناجحاً لتحقيق الاتزان والنجاح في حل الخلافات وذلك من خلال النهج الواضح والملموس الذي وضعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حين أسس دولة الإمارات، واتسمت تلك السياسة بملامح خاصة قائمة على التسامح والحوار والنأي بالنفس عن النزاعات والصراعات الإقليمية والدولية.

ووضعت الإمارات منطلقات السياسة القائمة على قواعد صلبة من العمل على تحقيق السلام والأمن والاستقرار، وفق سياسة خارجية متزنة وواقعية في جميع طروحاتها، وهو ما عزز العلاقات بشكل قوي مع الاتحاد الأوروبي على مدار العقود الماضية.

قوة اقتصادية ضخمة
تتمتع الإمارات أيضاً بعلاقات اقتصادية هائلة مع الاتحاد الأوروبي إلى جانب العلاقات السياسية، حيث تعد الدولة شريكاً تجارياً مهماً بالنسبة للاتحاد الأوروبي الذي رحب بـ"الإنجازات" التي تحققت في مجال تعميق العلاقات بينه وبين دولة الإمارات العربية، منذ إنشاء بعثة الاتحاد في أبوظبي، وكانت الإمارات أول دولة عربية أبرمت اتفاقاً لإعفاء مواطنيها من تأشيرة الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي، في مايو(أيار) 2015، مع الدول الأعضاء في منطقة "شنغن".

وتعتبر دولة الإمارات أكبر سوق تصدير للاتحاد الأوروبي في دول الخليج إذ بلغت قيمة الصادرات (42) مليار يورو في عام 2017 تمثل (2.3%) من إجمالي صادرات الاتحاد الأوروبي، وبلغ إجمالي التجارة في السلع بين الاتحاد الأوروبي والإمارات (52.6) مليار يورو، فيما بلغت قيمة التجارة في الخدمات بين الاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة حوالي (15) مليار يورو.

وذكر تقرير ألماني في أغسطس (آب) 2017  أن "الإمارات تعتبر أهم شريك تجاري لألمانيا في الخليج، وتليها المملكة العربية السعودية، وتعمل أكثر من (900) شركة ألمانية في دول مجلس التعاون الخليجي، (600) منها في دبي، حققت ألمانيا فائضاً تجارياً قدره (13.6) مليار يورو في الإمارات العربية المتحدة".

قبلة للقوى الاقتصادية العالمية
استطاع معرض إكسبو 2020 دبي، أن يضع الإمارات كقبلة للقوى الاقتصادية العالمية وأن تحقق نتائج ملموسة على المستوى الاقتصادي والسياسي، حيث يتوقع مراقبون أن يترتب على تنظيم هذا الحدث العالمي انعكاسات اقتصادية وثقافية وتقنية مهمة، وتعدّ المكاسب الاقتصادية المتوقع أن تترتب على استضافة معرض "إكسبو 2020" في مقدمة المكاسب التي ستجنيها دولة الإمارات، إذ سيوفر الفوز بالاستضافة 277 ألف فرصة عمل، من ضمنها 50 ألف فرصة دائمة.

كما أن قطاع السياحة والسفر في الدولة شهد تطورات ملفتة ومازال مستمراً، ما جعل دولة الإمارات قطب سياحي عالمي جاذب بفضل تعرف ملايين الزائرين إلى الإمكانات السياحية الكبيرة التي تتمتع بها الدولة، إذ إنه لأول مرة في تاريخ "إكسبو" ستبلغ نسبة القادمين من الخارج 70% من إجمالي زوار المعرض، وهو ما يجعلها قبلة للقوى الاقتصادية العالمية للتعاون مع دولة الإمارات في الاستثمارات الأجنبية المختلفة.

الشراكة الإماراتية الأوروبية
تحظى الشراكة الإماراتية الأوروبية بنموذج رائع على الصعيد السياسي والأمني أيضاً، وفي ملف التغير المناخي كذلك، حيث عقد المسؤولون في دولة الإمارات اجتماعات عدة مع نظرائهم في الاتحاد الاوروبي على مدار الفترة الماضية لتنسيق المواقف فيما يخص التعاون السياسي والأمني، حيث اتفق الجانبان في اجتماع قبل عدة أشهر على استكشاف فرص إضافية لتبادل أفضل الممارسات والخبرات في الأنشطة المتصلة بالأمن (ولا سيما في مجال منع التطرف العنيف ومكافحته)، ومواصلة الحوار المستمر بشأن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتعميق التعاون في مجال استرداد الموجودات.

كما تتعاون الإمارات مع الاتحاد الأوروبي في مجال التعاون الإنمائي والمساعدات الإنسانية في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي، وتجلى ذلك في إشادة الاتحاد الأوروبي بدور الإمارات في تقديم المساعدات الإنمائية في أفريقيا وعملية استضافة اللاجئين من أفغانستان بعد الأزمة الأخيرة.

ويدرك الاتحاد الأوروبي أهمية الإمارات في دعم ملف التغيير المناخي حيث يرى أن جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في التعامل مع قضية تغير المناخ، فريدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسط انشغال الكثير من الدول بقضايا أخرى دون وضع الاعتبار لهذه الأزمة المحورية، وستقود الجهود التي تساهم في تعزيز هذا الملف وتحقيق أهدافه.