علم إيران.(أرشيف)
علم إيران.(أرشيف)
الجمعة 8 أكتوبر 2021 / 10:50

تلكؤ بايدن في ردع إيران سيجرّه إلى حرب إقليمية

أشار مدير شبكة معلومات سياسات الشرق الأوسط الدكتور إريك ماندل إلى أن الهجمات التي تشنها طهران وميليشياتها ضد أعدائها لا تقتصر فقط على الاعتداءات العسكرية التقليدية التي تجاهلها الغرب عمداً على أي حال. فالهجمات السيبيرانية أيضاً تشكل جزءاً من تلك الاعتداءات وتعتمد إيران على رغبة الإدارة الحالية بإحياء الاتفاق النووي من أجل حماية نفسها من أي رد غربي على تلك الهجمات.

السماح لإيران بمواصلة الإفلات من العقاب عبر إنكار سلوكها الخبيث يزيد فرص حصول حرب إقليمية ستجر واشنطن إليها سواء أرادت ذلك أم لم ترد

كتب ماندل في صحيفة "ذا هيل" أن إدارة بايدن ومجموعة 5+1 تخشى إغضاب القادة الإيرانيين وتأمل استرضاءهم لإعادتهم إلى الاتفاق النووي الأحادي الجانب الذي لم يحوَل قط إلى الكونغرس للمصادقة عليه كما أنه فوض إدارة المصالح الأمريكية الأمنية للاعبين دوليين. أخبر مستشارو السياسة الخارجية في مجلس الشيوخ ماندل كيف ذُهل الديبلوماسيون الأوروبيون الذين زاروا المجلس لمناقشة الاتفاق النووي بسبب اكتشافهم أن الأخير ليس سوى اتفاق تنفيذي فاقد لقوة القانون الأمريكي.

حتى حين تتصرف إيران بشكل مباشر وليس عبر وكلائها كما هي الحال خلال الهجمات ضد السفن الدولية في الخليج العربي، تبدو أمريكا مشلولة. سيواصل الإيرانيون الهجوم حتى يكون هنالك رد كبير. يحذر ماندل من أن تأجيل هذا الرد يضاعف فرصة قيام إيران باعتداء بارز وتَحول ما أمكن أن يكون رداً أمريكياً محدوداً إلى حرب إقليمية.

تهديد أعظم... مئات الهجمات

قد يكون الإرهاب السيبيراني الإيراني تهديداً أعظم للأمن الأمريكي. وفقاً لمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، "تستعمل إيران حزب الله وحماس كوكيلين للتحركات السيبيرانية. لقد استهدف قراصنة (سيبيرانيون) إيرانيون حسابات موظفين في (شركات) بارزة لتشغيل وتصنيع أنظمة تحكم صناعية. استهدف قراصنة إيرانيون أكثر من 170 جامعة حول العالم... سارقين ملكية أدبية تساوي 3.4 مليار دولار ... (ونفذوا) هجمات على مسؤولين حكوميين أمريكيين سابقين وحاليين، صحافيين وإيرانيين يعيشون في الخارج، (و) استهدفوا مستخدمي لينكد إن".

وأوضح ماندل أن هذا التقرير لا يشمل هجماتهم السيبيرانية ضد 200 شركة غاز ونفط، وصناعات الاتصالات والسفر، ومؤسسات مالية أمريكية ونظام التحكم بفيضان سد راي بروك في نيويورك.

المواطنون الأمريكيون يقظون
يدرك المواطنون الأمريكيون أن الخطة الكبرى لسياسة إيران الخارجية تقوم على تقويض وتدمير "الشيطان الأكبر أمريكا". أظهر استطلاع رأي لمعهد تكنوميتريكا للسياسة أجري هذا الصيف أن ثلثي الأمريكيين يعتقدون أن إيران تفرض تهديداً على الولايات المتحدة ومصالحها. وجد استطلاع الرأي أنّ الجمهوريين (79%) والمحافظين (75%) أكثر ميلاً لاعتناق الرأي القائل إن إيران تفرض تهديداً. مع ذلك، وافق الديموقراطيون (68%) والليبيراليون (68%) والمعتدلون (66%) والمستقلون (63%) على هذا الرأي أيضاً. لكن من المستبعد أن يتحرك بايدن ضد إيران مهما كانت تصرفاتها استفزازية، طالما هنالك إمكانية لإعادة تفعيل الاتفاق النووي.

تحول أخطر في نهج إيران

يفترض الكاتب عودة إيران إلى الاتفاق النووي الممتاز لمصلحة النظام طالما أنه يضمن له برنامج أسلحة نووية بمباركة دولية في أقل من 10 أعوام. في هذه الحالة، سيحصل النظام على تفويض مطلق لمهاجمة حلفاء واشنطن بما أنه لن يكون لديه الشيء الكبير ليخشاه طالما أن الغرب يخاف من عرقلة الاتفاق.

وفقاً لمعهد دراسة الحرب، أمكن أن يشكل الهجوم الذي وجهه الإيرانيون من العراق ضد السعودية "تحولاً أوسع في نهج إيران الإقليمي"، حيث يمكن أن يستهدف الاعتداء التالي الإمارات العربية المتحدة، وهي حليف أساسي للولايات المتحدة. لا يرى ماندل وجود مانع منطقي يردع إيران عن الاختبارات الاستفزازية. هي تدرك أن الرد سيكون محدوداً طالما أن الاتفاق النووي على المحك.

نتيجة معاكسة تماماً
يحذر ماندل من أن استرضاء إيران عبر الامتناع عن ردعها يمكن أن يؤجل المشكلة في أفضل الأحوال. إن أحدث وعد لبايدن بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي يبدو أجوف. فالاتفاق النووي يضمن نتيجة معاكسة تماماً. ويكتب أن إسرائيل ستتحرك بمفردها مع أو بدون مشاركة واشنطن إذ هنالك إجماع عبر الطيف السياسي الإسرائيلي حول عدم التسامح مع وجود أسلحة نووية في إيران. ويقدم الهجمات الإسرائيلية على المفاعلات النووية في العراق وسوريا (1981 – 2007) كمثل على التحركات المنفردة.

سياسة بايدن خطيرة

إن السماح لإيران بمواصلة الإفلات من العقاب عبر إنكار سلوكها الخبيث يزيد فرص حصول حرب إقليمية ستجر واشنطن إليها سواء أرادت ذلك أم لم ترد. والمسار الأمريكي الحالي يفسح المجال أمام هذا الاحتمال. طالما أن الإدارة الحالية في منصبها وتستثمر نفسها بالكامل في العودة إلى الاتفاق النووي، تعتقد إيران أن رغبتها بتأسيس وجود دائم لها في العراق، كما فعلت في لبنان وسوريا واليمن، ستبقى نسبياً من دون رادع. وتعتقد إيران أيضاً أن هجماتها السيبيرانية لن تجلب رداً عسكرياً طالما أن الاتفاق النووي حي. السياسة الحالية خطيرة وستقوض مصالح واشنطن الأمنية الطويلة المدى في الداخل والخارج بحسب الكاتب.