الثلاثاء 12 أكتوبر 2021 / 11:53

لماذا عاد الخيار العسكري الإسرائيلي ضد إيران إلى الواجهة؟

شرح النائب البارز لرئيس المجلس الأمريكي للسياسة الخارجية إيلان بيرمان الأسباب التي دفعت الخيار العسكري ضد إيران للعودة مجدداً إلى طاولة الحكومة الإسرائيلية. وذكر في مجلة "ناشونال ريفيو" أن أهم رسالة خرجت من الجمعية العامة الأخيرة للأمم المتحدة هي تلك التي صدرت عن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.

الرسالة التي وجهتها القيادة الإسرائيلية العليا لا يمكن أن تكون أوضح من ذلك حسب بيرمان، إنها مستعدة للتحرك لمنع إيران من التحول إلى دولة نووية

أظهرت كلمته كيف تدرس تلك الحكومة الائتلافية الواسعة خطة طوارئ جدية للتحرك أحادياً ضد إيران لو دعت الحاجة. ففي 28 سبتمبر (أيلول)، أوضح بينيت أن الطموحات النووية المستمرة لإيران تشكل خطراً وجودياً على إسرائيل، وأن الأخيرة مستعدة لتحرك عسكري منفرد لتحبطها إذا شعرت بأنه لا خيار آخر أمامها.

التفضيل الإسرائيلي

يشير بيرمان إلى أن خطوة مماثلة لم تكن قط تفضيلاً إسرائيلياً، ولطالما دافع صناع القرار الإسرائيليون عن الديبلوماسية أو الضغط المتعدد الأطراف، أو حتى التحرك العسكري المتعدد الأطراف، باعتبارها الأساليب المفضلة لاحتواء التقدم الإيراني النووي.

أما الأسباب فبديهية. بعد حوالي عقدين من التطوير، أصبح المشروع الإيراني النووي واسعاً ومنتشراً ومعقداً جداً للقضاء عليه بغارة مباشرة ومركزة. ولهذا السبب، وفي المناسبات النادرة التي يتحدثون فيها عن تحرك ضد إيران، يوضح المخططون الإسرائيليون الاستراتيجيون، أن أفضل أمل عندهم، التسبب في انتكاسات وتعقيدات مؤقتة لمسار طهران نحو القنبلة. ومع ذلك، فإنهم يدركون تماماً أن برنامج إيران النووي لا يزال قائماً.

الساعة تدق
في أغسطس (آب)، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس علناً إن النظام الإيراني قد لا يكون بعيداً عن الاختراق النووي، أي من امتلاك المواد الكفيلة بتجميع قنبلة نووية، أكثر من عشرة أسابيع فقط. وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كرر بينيت هذه النقطة الجوهرية، فقال:"في السنوات القليلة الماضية، حققت إيران قفزة ضخمة إلى الأمام، في بحثها وتطويرها النوويين، ولإمكاناتها التصنيعية، وفي تخصيبها". وأضاف أن "برنامج إيران النووي هو عند نقطة حرجة". بعبارة أخرى يتابع بيرمان، تدق الساعة النووية الإيرانية بصوت مرتفع.

نظرة إيران
تبدو طهران مؤمنة بأن الوقت إلى جانبها. وفي ذروة حملة الضغط الأقصى التي فرضتها إدارة ترامب، نجح الضغط الأمريكي المنسق والمفروض على زبائن الطاقة في بتدمير صادرات النفط الإيرانية ونشر الفوضى في الاقتصاد الإيراني المعتمد على الطاقة.

واليوم، ثمة دينامية معاكسة تتشكل. خففت إدارة بايدن تنفيذ العقوبات الأمريكية الثانوية على شركاء إيران التجاريين.

كان متوقعاً أن ينجم عن ذلك ارتفاع في علاقات العمل الجديدة مع النظام الإيراني. على سبيل المثال، تستورد الصين حالياً حوالي 600 ألف برميل نفط يومياً من إيران. لقد منعت حاجة واشنطن لتأمين تعاون بكين في قضايا مثل التغير المناخي، إدارة بايدن من التحرك لتقييد الاستيراد. وهذه الخطوات وغيرها ساعدت آيات الله ومشروعهم النووي في الحصول على دعم مالي أكبر بكثير.

لحظة مفصلية
لا يمكن أن تكون التداعيات أقل من كارثية، حسب الكاتب. تحدث بينيت عن وصل برنامج إيران النووي إلى "لحظة مفصلية".

إن التعامل معه سيتطلب أكثر من مجرد ديبلوماسية مفتوحة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. إذا لم تكن إيران مستعدة لتسوية، فعليها تحمل تبعات عنادها.

وقال بينيت: "هناك في العالم الذين يبدو أنهم يرون في مسعى إيران نحو أسلحة نووية أمراً واقعاً، أو منجزاً، أو أنهم أصبحوا مجرد متعبين من السماع عنه". وأضاف "إسرائيل لا تملك هذا الامتياز. لن نتعب. لن نسمح لإيران بحيازة سلاح نووي".

الرسالة التي وجهتها القيادة الإسرائيلية العليا لا يمكن أن تكون أوضح من ذلك حسب بيرمان، إنها مستعدة للتحرك لمنع إيران من التحول إلى دولة نووية.

وإذا انتهى الأمر بتحرك إسرائيلي، فسيكون السبب أن واشنطن وشركائها الدوليين لم تتعامل مع برنامج إيران النووي أو مع الهواجس الإسرائيلية بما يكفي من الجدية.