السبت 16 أكتوبر 2021 / 15:15

حمدان بن محمد: إكسبو2020 حدث فريد يجمع تاريخ الشعوب وحضاراتها

أكد ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، أن "إكسبو 2020 دبي" يكتسب أهميته من شمولية تمنحه تفرداً كبيراً كحدث عالمي يجمع تحت سقف واحد ملامح مهمة من ماضي الشعوب وتاريخها وتراثها الإنساني بكل ما يتسم به من تنوع من جانب، وتطلعات العالم وطموحاته إلى المستقبل وما أعدته له مختلف دولها من ابتكارات واختراعات وأفكار تضمن للأجيال المقبلة الحياة الكريمة ورغد العيش من جانب آخر في مزيج نادر يسمح بمزيد من التقارب بين شعوب العالم.

وأشاد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم بالحضور الأفريقي المتميز ضمن التجمع العالمي الذي يضم 192 دولة، حيث تسلط المشاركة الأفريقية الضوء على التطور الكبير الذي تشهده أغلب دول القارة على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والتقنية، في الوقت الذي تسعى فيه أفريقيا إلى خلق واقع جديد تتجاوز فيه تحديات الماضي، وتفتح معه صفحة جديدة توظف فيها التقنيات الحديثة لزيادة الاستفادة من مواردها الطبيعية الغنية ولتحجز موقعا متقدما في ركب التقدم العالمي.

جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها ولي عهد دبي إلى مقر "إكسبو 2020 دبي"، يرافقه رئيس مجلس دبي للإعلام الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، ورئيس اللجنة العليا لإكسبو 2020 دبي الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، والشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، حيث كان في استقباله ومرافقيه، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي المدير العام لمكتب إكسبو 2020 دبي ريم بنت إبراهيم الهاشمي.

وشملت الزيارة اثنين من الأجنحة الأفريقية المشاركة في الحدث العالمي الذي يضم مشاركات 192 دولة إضافة إلى عدد كبير من المنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية، ما يجعل إكسبو دبي، مع انعقاده للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، الحدث الأكبر من حيث المشاركة في تاريخ المعرض العالمي الذي يعود تاريخ انطلاقه للمرة الأولى إلى العام 1851.

الثقافة الأفريقية
وزار ولي عهد دبي جناح ساحل العاج المقام في "منطقة التنقل" في إكسبو حيث اطلع على مكونات الجناح الذي تسعى من خلاله الدولة الغرب أفريقية للتعريف بملامح مهمة من نهضتها الاقتصادية والثقافية من خلال أكبر تجمع عالمي يشهده العالم منذ بداية أزمة جائحة كورونا، حيث يعكس الجناح بتصميمه المستوحى من البيئة والثقافة الأفريقية، طموحات ساحل العاج للمستقبل تحت الشعار الذي اختارته لجناحها وهو "الطريق إلى أفريقيا الجديدة".

ويتناول الجناح قصة التطور الذي مرت به ساحل العاج منذ الاستقلال وانتقالها من مجتمع يعتمد بصورة أساسية على النشاط الزراعي، الذي لا يزال يشكل جزءا مهما من بناء هيكلها الاقتصادي، إلى تنويع الاقتصاد والتوسع في الأنشطة الصناعية، في حين يعرض الجناح للفرص الاستثمارية المتاحة في ساحل العاج في ضوء التوسع في العديد من المشاريع المستقبلية ضمن قطاعات متنوعة تشمل الطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية وغيرها، في حين لم يغفل القائمون على الجناح إبراز الموروث الثقافي لشعب ساحل العاج وعاداته وتقاليده انسجاما مع أهداف إكسبو 2020 دبي في ناحية تحقيق التقارب الثقافي والإنساني بين الشعوب.

كما زار الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم جناح دولة رواندا، المستوحى من تاريخها والمقام في "منطقة الفرص"، ويعكس مضمونه رحلة شعب رواندا من فترات مضت حافلة بالتحديات إلى الغد المشرق الذي يمضي إليه بكل التسامح لتجاوز صعاب الماضي، في حين جاء تصميم الجناح للتعبير عن هذه الرحلة من خلال مراحل اليوم المختلفة بدءا من الغسق ومن ثم ظلمة الليل والتي تعبر عن أهوال الحرب التي عانتها رواندا في عام 1994، ومن بعدها ظهور ضياء الفجر إيذانا بميلاد عهد جديد حافل بالأمل ويليه النهار بكل ما يحفل به من اجتهاد وعمل من أجل حياة أفضل.

واستوحى جناح رواندا مكوناته من تاريخها الذي اتخذته أساسا لتطورها بينما يعرض للخيارات التي يواصل بها شعب رواندا مسيرة التطوير مع التركيز على محاور بعينها ومن أبرزها الحفاظ على البيئة الغنية التي تميز الدولة الواقعة في وسط قارة أفريقيا وتشتهر بغاباتها الاستوائية وتنوع بيئتها الفطرية، إضافة إلى تنمية القطاع السياحي مع الاستفادة من مقومات الجذب الطبيعية المنتشرة في أرجائها، إضافة إلى تشجيع الاستثمارات وأنشطة "الاقتصاد الأخضر".

وفي ختام الزيارة، أعرب الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم عن تقديره لكل ما شاهده من معروضات وأفكار وابتكارات تروي قصة شعوب حملت طموحاتها إلى دبي من أجل الاستفادة من هذا التجمع العالمي غير المسبوق من حيث حجم المشاركة، في التعريف بحضاراتها وما تطمح إلى تحقيقه من طموحات تنموية وابتكارية لمستقبل أفضل.