محطة براكة للطاقة النووية السلمية (الأرشيف)
محطة براكة للطاقة النووية السلمية (الأرشيف)
الأربعاء 27 أكتوبر 2021 / 14:46

المراجعات الدولية تؤكد التزام "براكة" بأعلى معايير السلامة والجودة العالمية

منذ بداية البرنامج النووي السلمي الإماراتي، حرصت الإمارات على وضع خارطة طريق واضحة وشاملة لتطوير محطات براكة للطاقة النووية السلمية، التي تعد حجر الأساس للبرنامج، على أسس صلبة تتقدمها السلامة والأمان والشفافية، وقدمت للعالم نموذجاً متميزاً في هذا القطاع الجديد في الدولة والعالم العربي ككل.

ومنذ صدور وثيقة "سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة المتبعة لتقييم وإمكانية تطوير برنامج للطاقة النووية السلمية في الدولة" في 2008، التي حددت مرتكزات البرنامج النووي السلمي وأولوياته، التي تضمن سلمية البرنامج وشفافيته والتزامه بأعلى معايير السلامة والأمن، حرصت الدولة على التعاون الوثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والرابطة العالمية للمشغلين النوويين، ومعهد عمليات الطاقة النووية، إلى جانب حكومات الدول المسؤولة، والخبراء العالميين، في إطار نهج تبني وتطبيق أفضل الممارسات والإرشادات الرامية إلى تطوير برنامج للطاقة النووية السلمية بمواصفات متميزة على الصعيد العالمي.

السلامة العميقة
وكانت الإمارات من الدول السباقة في توقيع معاهدة الحد من الانتشار النووي، ومعاهدة حظر التجارب النووية الشاملة، والاتفاقية المشتركة للتصرف الآمن في الوقود المستنفد.

ورغم أن أكثر من 440 محطة للطاقة النووية قيد التشغيل في أكثر من 30 دولة حول العالم، تعمل بأمان تام، إلا أن الدولة قطعت شوطاً إضافياً بالبناء على أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الطاقة النووية في مجال السلامة والأمان، باتباع "نهج السلامة العميقة" في محطات براكة، والذي يتكون من مستويات حماية متعددة تتضمن، طبقات حماية مادية لمنع أي تسري إشعاعي، ومجموعة أنظمة سلامة متعددة ومتنوعة تضمن عمل المفاعل بالشكل المعتاد، ووقفه والعودة به إلى وضع الأمان بشكل تلقائي عند الضرورة، إلى جانب ثقافة سلامة شاملة تتصدر قائمة الأولويات وتتيح لجميع العاملين في محطات براكة إثارة أي قضية تتعلق بالسلامة. 

كما وضعت خطة متقدمة تعنى بالتأهب للطوارئ، والتدرب عليها والتحقق منها من قبل الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، وراجعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار مراجعات التأهب للطوارئ في العامين 2015 و2019، حيث تتماشى هذه الخطة مع أهداف تمرين الوكالة الدولية للطاقة الذرية "كونفكس 3- براكة الإمارات"، كما تستفيد منه للتحسين والتطوير المستمرين للإبقاء على جاهزية منظومة الاستجابة للطوارئ وعملها وفق أعلى المعايير العالمية.

تقيمات موضوعية
ويأتي ذلك في إطار اعتبار السلامة الأولوية القصوى للبرنامج النووي السلمي الإماراتي، حيث أكد العمل والتعاون الوثيق طوال السنوات الماضية مع الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، والرابطة العالمية للمشغلين النوويين، نجاح البرنامج ليس فقط في تطوير محطات آمنة للطاقة النووية، بل وترسيخ ثقافة سلامة عميقة لدى كافة فرق العمل.

وحتى اللحظة، أجرت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية نحو 355 عملية تفتيش في محطات براكة، وكذلك في الولايات المتحدة الأمريكية، وكوريا الجنوبية، للتأكد من التزام كافة جوانب البرنامج النووي السلمي الإماراتي بمتطلباتها الرقابية.

كما أجرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية والرابطة العالمية للمشغلين النوويين 42 عملية مراجعة وتقييمات موضوعية وتوصيات تستند إلى المعايير العالمية الدقيقة.

وفي هذا الإطار يأتي اعتماد البرنامج النووي السلمي الإماراتي لأحدث تصاميم المفاعلات التي تمتلك أنظمة سلامة متطورة، حيث اعتمد طراز المفاعل 1400 APR من الجهات الرقابية في كوريا الجنوبية، والإمارات، والولايات المتحدة الأمريكية.

كما تم اعتماد وتطبيق برامج تدريب مشغلين وسياسات وإجراءات تعتمد السلامة أولوية قصوى، إلى جانب ترسيخ ثقافة سلامة نووية صحية، والحرص على تضمين السلامة في تصميم المحطات، وبرامج تدريب فرق العمل والبرامج والإجراءات وآليات العمل التي تخص التشغيل والصيانة في محطات براكة.

ويضاف إلى ذلك إجراء عمليات رقابة وإشراف محلية ومراجعات دولية مستقلة، أكدت أن المحطات وفرق العمل تلتزم بأعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والجودة.