الإثنين 1 نوفمبر 2021 / 13:39

قمة أقدر تصدر في ختام أعمالها "البيان العالمي للمواطنة الإيجابية العالمية"

أصدر المشاركون في قمة " أقدر العالمية" في ختام أعمالها، التي أقيمت في "إكسبو 2020 دبي" خلال الفترة من 24 - 30 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي "البيان العالمي للمواطنة الإيجابية العالمية"، الموجه إلى الحكومات والدول والمجتمعات المؤسسات ذات العلاقة والذي يمثل أهم وأبرز ما توصلت إليه القمة.

وشمل البيان، الدعوة إلى ضرورة توفير مرجعيات علمية وفكرية لمفهوم المواطنة الإيجابية العالمية من منظور عالمي، يرتكز على تعزيز الهويات الوطنية للدول، بما يضمن تماسكها وتكاملها على أن تكون معتمدة من الجهات العلمية والبحثية المختصة، الدعوة إلى ضرورة تعزيز ثقافة وقيم المواطنة الإيجابية العالمية بين الحكومات والمؤسسات الثقافية والدينية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، للعمل على تفعيل هذا المفهوم الإنساني بين الشعوب من خلال استحداث برامج ومبادرات متنوعة و متخصصة تعزز مفاهيم المواطنة الإيجابية العالمية وفق مناهج علمية وتربوية.

نهج المواطنة
كما دعا البيان إلى إطلاق جائزة دولية تحت عنوان "المواطنة الإيجابية العالمية "، تتضمن أهم المحاور والقضايا والمتطلبات اللازمة لنشر نهج المواطنة الإيجابية العالمية بين مختلف المؤسسات ذات العلاقة على المستويات الثقافية التربوية والاجتماعية، إلى جانب إطلاق مبادرات الحوار الحضاري حول العالم، واستثمار المشتركات الإنسانية في تعزيز التسامح والسلم العالمي، والتعاون في مواجهة التحديات التي أضرت بالقيم الإنسانية العالمية والأخلاق الكريمة، وتضمين قيم المواطنة الإيجابية العالمية ضمن المناهج التعليمية على المستويات الوطنية في كافة المراحل التعليمية، ودراسة مدى توافقها مع مبادئ المواطنة الايجابية العالمية، تعزيزاً للقيم الداعمة والمشجعة على التواصل الحضاري والإنساني بين شعوب الأرض.

وأوصى البيان بتشجيع دول العالم على الاستفادة من منشورات المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة واليونسكو واليونسيف والمؤسسات الوطنية والإقليمية وغيرها في إعداد وتطوير مناهج المواطنة الإيجابية العالمية بما يحقق أهدافها وغاياتها، بالإضافة إلى الاستفادة من التجارب المميزة لبعض الدول في مجال المواطنة الإيجابية العالمية، وإيجاد منصة دولية لاحتواء هذه التجارب الدولية، ودراسة مدى الاستفادة منها، وتشجيع دول العالم على تضمين تجاربها الوطنية في هذه المنصة الدولية.

تبادل الخبرات
ووجه البيان دول العالم القادرة التي لديها الإمكانات المادية والفنية إلى دعم الدول الفقيرة ذات الإمكانات المحدودة، وتقديم اللقاحات اللازمة لها، و تبادل الخبرات والإمكانات والطاقات ومختلف وسائل المعرفة في مجال تطوير وإنتاج اللقاحات اللازمة لمواجهة الأوبئة والجائحات التي تمر بالبشرية، بالإضافة إلى توفير مزيد من الدعم الفني والمادي اللازم لإعطاء البحث العلمي في مجال علم الأوبئة واللقاحات بما يخدم المجتمع الإنساني.

وعقدت قمة أقدر العالمية تحت شعار " المواطنة الإيجابية العالمية - تمكين فرص الاستثمار المستدام "، ونفذت بمشاركة محلية وإقليمية ودولية واسعة، و بالتعاون مع الشركاء والمنظمات الدولية منها الأمم المتحدة، اليونسيف، والعديد من الجامعات والمراكز البحثية الدولية ومؤسسات المجتمع المدني وحضرها مشاركون من مختلف الديانات والثقافات.

وشهدت أروقتها حوارات بناءة باعتبارها منصةً عالميةً لاجتماع القادة ومتخذي القرار، والخبراء والمختصين، إضافة إلى الشركات المتخصصة، والشباب والطلاب والناشئة ، وأولياء الأمور، بلغة عالمية موحدة وتنوع ثقافي مبدع لتشكيل رؤية تبحث عن مفهوم عالمي جديد " المواطنة الإيجابية العالمية".

الإنفتاح والتسامح
وأشاد المشاركون في القمة بجهود دولة الإمارات بقيادة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في العملِ على نشرِ قيم الانفتاح والتسامح وحسن الجوار في العالم، وحرصها على تعزيز العمل الدولي المشترك الداعم لنشر قيم الترابط والتماسك وتقبل الآخر بين مختلف الثقافات والشعوب والأديان، مقدمين الشكر للدولة على استضافتها الكريمة لهذه القمة العالمية.

وتنوعت فعاليات القمة العالمية التي شملت كافة قطاعات المجتمع، وشملت الفن والموسيقى والأدب والجلسات الحوارية وجلسات العصف الذهني والمناقشات الجماعية والفردية، شارك فيها أكثر من 182 متحدثا ومشاركا من كافة دول العالم خبراتهم العلمية والعملية في هذا المجال.

وكان من أبرز فعاليات قمة أقدر العالمية النسخة الرابعة، إطلاق مبادرات " أقدر لاب " بحضور كل من وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة للإعلان عن القمة العالمية للطب الدقيق سارة بنت يوسف الأميري، رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي الدكتور علي راشد النعيمي، وكيل وزارة الداخلية اللواء الركن خليفة حارب الخييلي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار فهد القرقاوي، الرئيس التنفيذي لبرنامج خليفة للتمكين "أقدر" المستشار الدكتور إبراهيم الدبل و رئيس اندكس القابضة الشريك التنفيذي للقمة الدكتورعبدالسلام المدني وعدد من المسؤولين .

ريادة إماراتية
وقالت سارة الأميري : "سعداء بالإعلان عن القمة العالمية للطب الدقيق ، هذه المبادرة الريادية من الإمارات والتي تحرص على تعزيز اللقاءات العالمية واستضافة الأحداث الكبرى لخير البشرية جمعاء ، حيث سيناقش المؤتمر آخر الموضوعات المتعلقة بالرعاية الصحية وسبل تعزيز التعاون الدولي في هذه المجالات، وتوثيق التعاون بين المنظمات والهيئات العالمية في علوم الطب الحديث".

وأعلن فهد القرقاوي عن إطلاق مساهمة مركز حمدان لمستقبل الاستثمار HCFI التي تهدف إلى تنمية قدرات الشركات من أجل استقطاب الاستثمارات الأجنبية، وخلق فرص غير مسبوقة في قطاعات تهم المستثمرين ورواد الأعمال بغرض تعزيز مساهمة الاستثمار الأجنبي المباشر في التنمية المستدامة.

كما شملت المبادرات من خلال "مجلس أقدر"، بمنصته الحوارية التي استضافت أحد الشخصيات المميزة في عالم كرة القدم كلارنس سيدورف – المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة سيدورف ورئيس مجلس إدارة مؤسسة بلاك إمباكت واللاعب السابق لمنتخب هولندا وعدد من أشهر الأندية الأوروبية، حيث تحدث حول تعزيز المواطنة العالمية الإيجابية ضمن ثقافات متعددة.

وأعلن من خلال اللاعب سيدروف إطلاق مبادرة الجمعية العالمية لرجال الأعمال والتي تستهدف دعم المجتمعات الفقيرة في عدة دول.

تمكين ودعم
وخلال فعاليات اليوم الأخير ل"أقدر آرت" تم إعطاء جائزة "فنان العام" والتي تقدم للفنانين الذين يسعون إلى مد جسور التواصل الثقافي بين الدول، للمؤلف الموسيقي إيهاب درويش والذي ألف مقطوعة "أقدر للسلام" وجائزة "فنان المستقبل" التي تقدم للفنانين الموهوبين الناشئين للمغني الإماراتي الشاب عبدالله الشامسي وستقوم فعالية "أقدر آرت" بالتركيز على نوع مختلف من الفن كل عام.

كما كان "أقدر بوتكامب" المعسكر التدريبي الاستثنائي، والذي هدف لتمكين الشركات الناشئة ودعمهم بالأدوات اللازمة لتشكيل أفكارهم وتحويلها إلى خطط ومشاريع يمكن تنفيذها، وتقديمها للمستثمرين للحصول على فرص تمويلية لتلك المشروعات.

ومما يجدر الإشارة له أن إقامة قمة أقدر العالمية خلال إكسبو 2020 ، ساعد بشكل كبير فى نجاح قمة هذا العام، وتحقيق أهدافها و أهمها تمكين الأفراد، وتعزيز أهمية المواطنة الإيجابية في مختلف الميادين داخل دولة الإمارات، بجانب تعزيز أسس التعاون والعمل من أجل مستقبل أفضل للجميع .