الثلاثاء 2 نوفمبر 2021 / 18:59

بقيادة الإمارات وأمريكا.. إطلاق مبادرة "الابتكار الزراعي للمناخ"

شهد مؤتمر COP26، اليوم الثلاثاء، الإعلان رسمياً عن إطلاق مبادرة "الابتكار الزراعي للمناخ"، المبادرة العالمية الكبرى التي تقودها الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، بمشاركة 30 دولة.

وتهدف المبادرة، التي تصل قيمة التزاماتها الأولية إلى 4 مليارات دولار، إلى تسريع العمل على تطوير أنظمة غذائية وزراعية ذكية مناخياً على مدى الأعوام الخمسة المقبلة، وتعهدت الإمارات باستثمار إضافي بمليار دولار في جزء من هذه المبادرة.

وجاء إطلاق المبادرة خلال القمة المنعقدة على مستوى القادة في ثاني أيام مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة حول تغير المناخ COP26.

وتركز المبادرة على تسريع ابتكار أنظمة زراعية وغذائية تدعم العمل المناخي، حيث يتحمل القطاع الزراعي مسؤولية 25% تقريباً من الانبعاثات الضارة بالبيئة عالمياً، وتسعى المبادرة إلى تعزيز المساهمة الاقتصادية للقطاع الزراعي، وتوفير فرص عمل أكبر في هذا القطاع الحيوي، الذي يوفر اليوم أكثر من 2 مليار فرصة عمل، ويوفر الغذاء لكافة سكان الكوكب.

حلول عملية
وقال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والمبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: "تماشياً مع رؤية القيادة، تركز الإمارات على إيجاد حلول عملية لتداعيات تغير المناخ بما يسهم في خلق فرص اقتصادية، ويسعدنا إطلاق هذه المبادرة التي تدعم قطاعاً حيوياً لم يحظَ في السابق بالقدر الكافي من الاهتمام فيما يتعلق بالفرص التي يوفرها للعمل المناخي العالمي".

وأضاف "توضح هذه المبادرة النهج المتكامل والشامل للإمارات في العمل المناخي، حيث يميز هذا النهج عرضنا لاستضافة مؤتمر COP28، وكانت الإمارات سباقةً في تركيزها على الابتكار والنمو الأخضر، استعداداً لمرحلة التحول في قطاع الطاقة، حيث استثمرت 17 مليار دولار تقريباً في مشاريع الطاقة المتجددة حول العالم. وتشكل مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ امتداداً لاستراتيجية الاستثمارات النوعية والذكية للإمارات، ويسرنا التعهد بتقديم مليار دولار في إطار هذه المبادرة".

من جانبه، قال المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص بالمناخ جون كيري: "تفخر الولايات المتحدة بإطلاق مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ بالشراكة مع الإمارات، ومشاركة أكثر من 80 شريكاً دولياً، ونعتبر الاستثمار في ابتكار أنظمة زراعية ذكية مناخياً أمراً بالغ الأهمية لمعالجة أزمة المناخ، إذ يتيح تقليل الانبعاثات الكربونية، وتلبية الاحتياجات الغذائية المتزايدة لسكان العالم، ومساعدة المزارعين ومربي الماشية على التكيف مع آثار التغير المناخي، وحققت المبادرة انطلاقة رائعة مع تسجيلها حتى الآن التزامات أولية بـ 4 مليارات دولار لزيادة الاستثمار في ابتكار أنظمة زراعية وغذائية ذكية مناخياً، ولكن يمكن ويتعين على المشاركين في المبادرة بذل جهود أكبر لزيادة الاستثمار في السنوات المقبلة. وفيما نتطلع إلى رؤية ما يمكن أن تحققه هذه المبادرة، أشجع المزيد من الدول على الانضمام إليها".

حشد الجهود
من جانبها، قالت وزيرة التغير المناخي والبيئة مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري: "يتمحور جزء كبير من التحدي المناخي حول أنظمة الغذاء والزراعة، وفي ضوء مساهمة القطاع الزراعي بنحو ربع انبعاثات الغازات الدفيئة، ومع النمو المتزايد في أعداد سكان العالم، ومواصلة تأثير التغير المناخي على قدرات إنتاج الغذاء، تزداد حاجة العالم لهذا النوع من الاستثمار في البحوث والتطوير والابتكار الزراعي، ومن هذا المنطلق، تعتبر مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ مثالاً للخطوات الجريئة التي نحتاجها لتسريع التحول المنشود في النظم الغذائية العالمية، وصولاً إلى تحقيق ثاني أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في القضاء التام على الجوع بحلول 2030، وستساهم هذه المبادرة في حشد الجهود العالمية لتعزيز الأمن الغذائي، وزيادة استدامة أنظمتنا الغذائية، والتخفيف من حدة التغير المناخي".

وحظيت مبادرة "الابتكار الزراعي المناخي" بدعم عالمي كبير من أكثر من 30 دولة مع انضمام أذربيجان وكندا والمملكة المتحدة إليها مؤخراً، بالإضافة إلى 48 وكالة غير حكومية.

ويعتزم المشاركون في مبادرة "الابتكار الزراعي المناخي" تشجيع القطاعين العام والخاص على زيادة الاستثمار في ابتكار أنظمة غذائية وزراعية ذكية مناخياً لرفع سقف الطموح العالمي وتسريع وتيرة العمل المناخي في جميع البلدان، والارتكاز على البحث العلمي والبيانات الموثوقة لصنع القرار ورسم السياسات.

ويلتزم المشاركون في المبادرة بزيادة استثماراتهم في برامج دعم الابتكار في القطاع الزراعي بشكل كبير في عام 2025 مقارنة مع حجم استثماراتها في 2020.