الأربعاء 3 نوفمبر 2021 / 20:10

الإمارات تدعو إلى اتباع نهج مناخي شامل يركز على فرص النمو الاقتصادي

دعت دولة الإمارات إلى اتباع نهج مناخي شامل يفتح آفاق الفرص الاقتصادية وأكدت أنها ستدعم التقدم نحو إيجاد حلول عملية قابلة للتطبيق على نطاق واسع عند استضافتها للدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" في 2023.

جاء ذلك خلال مشاركة وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، في جلسة نقاش للمجلس الأطلسي ضمن أعمال مؤتمر الأطراف "COP26" شارك فيها أيضاً كل من المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص بشؤون المناخ جون كيري، ووزيرة الخارجية الكينية رايشيل أوور أومامو، والرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس، بيل غيتس.

أول حوار مناخي
وقال جون كيري في بداية الجلسة: "اسمحوا لي بدايةً أن أشكر الإمارات والدكتور سلطان الجابر الذي أبدى جدارةً كبيرة كمبعوث وشريك لنا خلال الأشهر الماضية، استضافت الإمارات أول حوار مناخي في الشرق الأوسط بمشاركة أربع أو خمس من شركات النفط والغاز التي انضمت جميعها إلى مبادرة الحياد المناخي وأبدت التزامها بمؤتمر الأطراف COP وبمزاولة أنشطتها على نحو مسؤول في جميع القطاعات، وأنا أشكرهم على ذلك وأتوجه لهم بالتهنئة بمناسبة يوم العلم الإماراتي".

وفي تعليق على إطلاق مبادرة "الابتكار الزراعي للمناخ"، قال بيل غيتس: ""أشكر القيادتين الإماراتية والأمريكية على إطلاق هذه المبادرة التي اشتركت فيها حوالي 30 دولة التزمت جميعها برفع مستوى البحث والتطوير لتحسين الأنظمة الزراعية، سواء من ناحية جودة البذور والثروة الحيوانية، أو حتى التخطيط الرقمي لمساعدة المزارعين وتقديم المشورة الرقمية لهم".

وأكدت رايشيل أوور أومامو أهمية اتباع نهج شامل عند العمل على مواجهة تحديات المناخ، وقالت: ""يجب ألا يغفل مؤتمر الأطراف COP26 دعم المرأة الأفريقية لأنها أساس التقدم في قارتنا فهي المُزارعة، وهي الشخص الذي يتعامل مع الشركات الصغيرة والمتوسطة، وهي التي تدفع عجلة نمو اقتصاداتنا، لذا مهما كانت التطبيقات التي نستخدمها أو الابتكارات التي نبدأ بتطويرها، لا بد أن نضع نصب أعيننا بناء مجتمع شامل يحقق الازدهار لجميع مكوناته".

نهج شامل
وشدد الدكتور سلطان الجابر على ضرورة اتباع نهج شامل يجمع كافة المقومات اللازمة للنجاح في الحد من تداعيات تغير المناخ، وقال: "من خلال رؤية وتوجيهات ودعم القيادة، أرست الإمارات لنفسها مكانة رائدة كمركز عالمي للاقتصاد والعلوم والابتكار، ورائدةً في قطاع الطاقة والطاقة المتجددة، ونموذجاً للشراكات الاستراتيجية.. وتتبع الدولة نهجاً متكاملاً في النمو والتقدم، مما ساهم في تحقيق الكثير من الإنجازات التي نفتخر بها خلال الأعوام الخمسين الماضية، وسنستمر بالسير على هذا النهج تماشياً مع مبادئ وثيقة الخمسين والتي يعد النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام من أهم ملامحها.. ولدينا قناعة راسخة بضرورة استمرار التركيز على نمو الاقتصاد، فالاستثمارات المستدامة يجب أن تكون مستدامة مالياً".

وأضاف أن "اتباع نهج شامل أمر بالغ الأهمية لتوسيع نطاق الابتكار على المستويات كافة، بدءاً من رأس المال، ومروراً بالبحث والتطوير، وانتهاءً بتطوير التقنيات وتسليم المشاريع".

وأكد ضرورة أن يشمل هذا النهج تعاون جميع القطاعات، الحكومية والخاصة والمؤسسات الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني، ولا بد أيضاً من مشاركة البلدان ذات الموارد النفطية الكبيرة انطلاقاً من خبرتها الكبيرة والعملية في قطاع الطاقة، فالعالم يجب أن يكون منفتحاً وليس مغلقاً، وهو بحاجة إلى إجابات لا إلى أعذار".

وأوضح أن الإمارات كانت سباقة إلى الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، وقال: "بدأنا استثماراتنا في قطاع الطاقة المتجددة منذ 15 عاماً وركزنا على العلوم والابتكار، ووفرنا مراكز العمل ورأس المال لتحويل الأفكار إلى مشاريع عالمية المستوى، وتصل قيمة استثماراتنا في مشاريع الطاقة المتجددة اليوم إلى 70 مليار دولار في 70 دولة، وسنعمل على ترسيخ مكانتنا في هذا القطاع، ونخطط بالفعل لزيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة بأربعة أضعاف لتصل إلى حوالي 9 غيغاواط بنهاية  2025".

أسلوب استباقي
وفي تعليقه على عرض الإمارات استضافة مؤتمر COP28 في 2023، قال الدكتور الجابر إن "الإمارات رفعت سقف الطموحات بشأن المؤتمر"، وأضاف أن الإمارات ستدير النقاش والمباحثات بأسلوب استباقي يركز على الإنجاز والتقدم، وهو نفس الأسلوب الذي قادها إلى تحقيق إنجازات متميزة في الأعوام الـ 50 الماضية.

وقال: "سندفع باتجاه تطوير الحلول العملية التي يحتاجها العالم، ولا بد لهذه الحلول أن تكون تجاريةً وقابلة للتطبيق على نطاق واسع.. وسنطرح كذلك رؤىً جديدة انطلاقاً من قناعتنا بضرورة تحقيق التقدم والتنمية بموازاة الجهود العالمية للحد من تداعيات تغير المناخ.. ونسعى كذلك إلى جعل COP28 مرناً وشاملاً ويواكب متطلبات الدول المتقدمة والنامية على حد سواء مع مراعاة العمل على مسارات متنوعة لتحقيق الحياد المناخي فالأمر يتعلق ببلوغ الهدف في الوقت المحدد، وليس بطريقة الوصول إليه".

وعن مؤتمر هذا العام، قال الجابر إن "هناك تقدماً جيداً وشعوراً كبيراً بالأمل، ونتمنى أن يتوصل COP26 إلى خطط وحلول عملية تراعي الاختلافات في ظروف ومعطيات التطبيق، ومن المؤكد أن الدول النامية تحتاج إلى مجموعة مختلفة من السياسات والحوافز، إذ لا يجوز أن يكون العمل المناخي عبئاً اقتصادياً على الدول النامية، فتركيزنا يجب أن يكون على خفض الانبعاثات وليس إبطاء النمو والتقدم".

وأضاف "سيكون من المفيد وفاء الدول المتقدمة بالتزاماتها بتوفير 100 مليار دولار سنوياً لدعم العمل المناخي في الدول النامية، وسيكون تفعيل المادة السادسة بإنشاء أسواق الكربون الدولية مؤشراً قوياً على نجاح COP26، وإذا تمكن المؤتمر من تحقيق كل هذه الأهداف، فسيكون مؤتمراً ناجحاً بالتأكيد وسيخلق الزخم المطلوب لنجاح مؤتمري COP27 وCOP28 وما بعدهما".

وأكد الدكتور الجابر أن "الإمارات ستعمل على نجاح استضافتها لمؤتمر COP28 في 2023، من خلال التعاون مع كل من المملكة المتحدة، ومصر، والأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ من أجل تقديم حلول عملية ومجدية تجارياً".

وقال: "تملك الإمارات خبرة عملية عميقة في مجالات الطاقة والعمل المناخي ومصادر الطاقة المتجددة، ونفخر بسجلنا المتميز في حشد التأييد لمعالجة التحديات المشتركة".