الخميس 4 نوفمبر 2021 / 11:49

هل يصغي زعماء العالم لبينيت حول إيران؟

24-زياد الأشقر

كتبت لاهاف هاركوف في صحيفة "جيروزاليم بوست" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الذي كان في اسكوتلندا هذا الأسبوع لحضور مؤتمر التغير المناخي، والذي كان لديه الكثير ليقوله في شأن هذا الموضوع وعن المساهمة المبتكرة لإسرائيل في هذا المجال، استغل القمة كي يوجه رسائل في اجتماعات عقدها وجهاً لوجه مع قادة من مختلف انحاء العالم.

كان بينيت راغباً في رؤية المزيد من الضغط على إيران، وهذا ما أبلغه إلى كل زعيم التقاه

ومن غير المفاجئ، أنه كان على رأس جدول الأعمال، مواضيع لا تتعلق بالمناخ، بل بإيران، التي كانت محور البحث في الاجتماعات الثنائية مع كل زعيم التقاه بينيت هذا الأسبوع. وأتت هذه المحادثات عند منعطف حاسم، خصوصاً مع استمرار طهران في تجنب المفاوضات وتطويرها بسرعة متزايدة برنامجها النووي ليبلغ العتبة التي تمكنها من الحصول على القنبلة.

ولفتت الكاتبة إلى أن التقدم في تخصيب الأورانيوم هو أمر تعترف به الأطراف الغربية التي كانت جزءاً من خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، وهذا ما جاء في البيان المشترك الذي صدر عن قادة الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة على هامش قمة مجموعة العشرين في روما قبل أيام. وقالوا إنه "بينما أوقفت إيران منذ يونيو (حزيران) مفاوضات العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، فإنها سرعت خطوات الإستفزاز النووي، مثل إنتاج أورانيوم مخصب بنسبة عالية وكذلك إنتاج معدن الأورانيوم..لا حاجة مدنية موثوقة لإيران إلى أي من هذين الإجراءين، وإنما كلاهما مهم لبرامج التسلح النووي".

والتقى بينيت مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت محرج استراتيجياً، بعد إخفاق محاولتهما المتكررة للإنخراط مع طهران، في وقت تسارع الأخيرة خطواتها نحو السلاح النووي.

مزيد من الضغط

وكانت رسالة بينيت لكليهما ولكل من الزعماء الآخرين الذين التقاهم، أن يمارسوا مزيداً من الضغط على طهران. وقد اتخذوا موقفاً متشدداً ضد إيران في مجلس الأمن، وفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعلى صعيد العلاقات الثنائية.

وقال بينيت إن العودة إلى الإتفاق النووي لعام 2015 ستكون بمثابة خطأ سينجم عنه عكس الأهداف المتوخاة. وأبلغ إلى القادة أن رفع العقوبات سيعني فقط، أن إيران ستمتلك مزيداً من المال لتمويل إعتداءاتها الإقليمية.

واكد بينيت للزعماء أن إسرائيل خصصت مليارات الشواكل في موازنة الدفاع الجديدة، مع التركيز على خطط عملانية جديدة لمواجهة التهديد الإيراني.

العصا والجزرة
وفي الوقت الذي تواصل إيران تخصيب الأورانيوم، فإن الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، حاولت إستخدام سياسة العصا والجزرة لحملها على العودة إلى المفاوضات. لكن هذه الدول لم تفعل شيئاً حتى الآن سوى التوسل إليها. وبالطبع، لا تزال العقوبات الأمريكية فاعلة، لكنها لم تفلح في إقناع إيران.

وكان بينيت راغباً في رؤية المزيد من الضغط على إيران، وهذا ما أبلغه إلى كل زعيم التقاه. وأفاد مصدر ديبلوماسي أن الزعماء كانوا يريدون سماع وجهة نظر بينيت، وتم الإتفاق على مواصلة الحوار مستقبلاً.

لكن هل هم فعلاً يصغون إليه؟ وحتى الآن، يبدو أن الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا لا تزال متمسكة بالخطة "ألف" على رغم أن المؤشرات تدل على عدم نجاحها.