الأحد 7 نوفمبر 2021 / 18:17

تعرّف على مبادرات أبوظبي لغير المسلمين على أرضها

24 - رند أبو عوض

تعد دولة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح، إذ تضم على أرضها أكثر من 200 جنسية تنعم بالحياة الكريمة والاحترام، وذلك بفضل أساس الدولة الذي بني على قيم التسامح والتعايش وتقبل الآخرين دون النظر إلى جنسهم أو عرقهم أو دينهم، كما تمنح عاصمة التسامح جميع المقيمين من مختلف الديانات حرية ممارسة الشعائر الدينية، وبناء وتشغيل دور العبادة الخاصة بهم.

ومن خلال ثقافة التسامح والتعايش القائمة في دولة الإمارات، تسعى إمارة أبوظبي إلى منح سكانها والمقيمين فيها كافة حقوقهم الإنسانية والدينية، لينعموا بحياة آمنة ومستقرة، إذ تَكفل الإمارة حق الجميع في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية.

وتتجسد أوجه التسامح والتعايش في أبوظبي في العديد من المجالات والأصعدة، وسيسلط هذا التقرير الضوء على أهم القوانين والمبادرات التي أطلقتها حكومة أبوظبي سعياً منها لبناء مجتمع متسامح ومتعايش يحظى بكافة حقوقه.

التسامح والتعايش
وأطلقت إمارة أبوظبي على مر السنين العديد من المبادرات التي تهتم بتمكين قيم التسامح والتعايش على أرضها، إذ أصدر رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، مؤخراً، قانوناً بتنظيم مسائل الأحوال الشخصية لغير المسلمين في إمارة أبوظبي، بهدف توفير آلية قضائية مرنة ومتطورة للفصل في منازعات الأحوال الشخصية الخاصة بغير المسلمين، بما يعزز مكانة الإمارة وتنافسيتها عالمياً كونها إحدى الوجهات الأكثر جذباً للمواهب والكفاءات.

كما يهدف القانون الجديد إلى تحقيق ريادة إمارة أبوظبي في إصدار أول قانون مدني لتنظيم مسائل الأسرة لغير المسلمين وفقاً لأفضل الممارسات الدولية، وكفالة حق غير المسلم في خضوعه لقانون متعارف عليه دولياً وقريب له من حيث الثقافة والعادات واللغة، فضلاً عن تحقيق وحماية المصالح الفضلى للطفل ولاسيما في حال انفصال الأبوين.

أراض للكنائس
وقامت الإمارة بمنح أراض لبناء الكنائس والمرافق التابعة لها، كما أنشأت مقبرة لغير المسلمين في مدينة العين بمنطقة الفوعة بتكلفة بلغت أكثر من 16 مليون درهم لخدمة الجاليات غير المسلمة في الإمارة، وتضم المقبرة، التي تشغل مساحة 40,000 متر مربع، محرقة وغرف انتظار ومرافق خدمية تتناسب مع طقوس الدفن لمختلف الطوائف الدينية.

ومن أهم وأكبر الأحداث العالمية التي حضنتها دولة الإمارات عاصمة التسامح، استضافة إمارة أبوظبي في  2019، بابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس في أول زيارة تاريخية له إلى دول الخليج العربية، حيث أجرى مع شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب حوار السلام العابر للأديان، ووقعا على "وثيقة الأخوة الإنسانية".

بيت العائلة الإبراهيمية
وعلى هامش توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية"، تم الإعلان عن بناء مشروع "بيت العائلة الإبراهيمية" الذي سيفتتح في عام 2022، ويضم مسجداً وكنيسة وكنيساً يهودياً ومركزاً تعليمياً، ويُقام على جزيرة السعديات التي تمثل مركز الثقافة وقلبها النابض في إمارة أبوظبي، ويجسِّد تصميم بيت العائلة الإبراهيمية القيَم المشتركة بين اليهودية والمسيحية والإسلام، كما يعد منصة قوية لإلهام التفاهم والقبول بين أصحاب المساعي الطيبة.

ويستلهم بيت العائلة الإبراهيمية رؤيته من حدث توقيع قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك في فبراير (شباط) 2019.

ويعتبر توجيه ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإطلاق اسم مريم أم عيسى "عليهما السلام" على مسجد الشيخ محمد بن زايد في منطقه المشرف، أحد أهم الأمثلة العلمية التي تعكس قيم التسامح المتأصلة في إمارة أبوظبي، إذ جاء هذا القرار ترسيخاً للصلات الإنسانية بين أتباع الديانات التي يحث عليها الدين الإسلامي، والقواسم المشتركة بين الأديان السماوية.

ترخيص دور العبادة
وتعتبر دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي الجهة المنظمة لدور العبادة في إمارة أبوظبي وتعمل على تسهيل وتيسير متطلبات ترخيص دور العبادة وتنظيم آلياتها، بما يسهم في خدمة كافة الديانات والطوائف، إذ وضعت الدائرة الإطار القانوني المنظم لتأسيس دور العبادة والجمعيات ذات النفع العام والنوادي والمؤسسات الرياضية والإشراف على التزامها بالمعايير والنظم السارية بالتعاون مع الجهات المعنية، إضافة إلى وضع المعايير الخاصة بالترخيص والتفتيش والتدقيق على دور العبادة.

كما تحتضن أبوظبي أول معبد هندوسي في منطقة الخليج، وذلك على مساحة 55 ألف متر مربع، وسيضم هيكل المعبد سبعة أبراج، كل برج يمثل كل إمارة من الإمارات السبع، وخمس قبب مزخرفة، وسيشمل المعبد عند افتتاحه قاعات عبادة ومركزاً للزوار، وأماكن تعلم، ومنطقة رياض أطفال، وحدائق، وقاعة طعام، ومتجر كتب، وآخر للهدايا، بالإضافة إلى أنه سيفتح أبوابه أمام أصحاب الديانات الأخرى.