الإثنين 15 نوفمبر 2021 / 20:19

‎قرقاش يسلط الضوء على إنجازات الإمارات الدبلوماسية وصنع السلام

ألقى المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة الدكتور أنور بن محمد قرقاش، اليوم الإثنين، كلمة رئيسية في ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الثامن 2021 تحت شعار "عالم ما بعد الجائحة"، والذي استضافه مركز الإمارات للسياسات في قصر الإمارات بأبوظبي، وجمع خبراء استراتيجيين بارزين وباحثين معروفين وصانعي سياسات عالميين رواد بين 13 و 15 نوفمبر(تشرين الثاني) لمناقشة الديناميكيات الدولية والإقليمية في حقبة ما بعد جائحة كورونا.

واستهل قرقاش كلمته برسالة تفاؤل موجهة إلى شباب المنطقة، وقال فيها: "في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها المنطقة ومع استمرار تفشي الجائحة، من المهم ألا نركز انتباهنا حصرياً على القضايا الصعبة الحالية، علينا دائماً أن نمنح شبابنا، وشباب جميع أنحاء المنطقة، شيئاً ملهماً لتحقيقه".

وأشار إلى استضافة الإمارات إكسبو 2020 دبي وبرنامج الإمارات للفضاء، ومهمة مسبار الأمل الناجحة، وإعلان مهمة استكشاف الزهرة 2028، مؤكداً أهمية التقدم الثقافي والعلمي في مسيرة الإمارات التنموية منذ تأسيسها قبل نحو 50 عاماً.

وتطرق إلى تأثير جائحة كورونا على الأولويات الجيوستراتيجية، وسلط الضوء على أهمية بناء سلاسل التوريد المرنة، وتعزيز الأمن الغذائي، وتأييد المجتمع الدولي للدبلوماسية الصحية.

كما أشار إلى أهمية العمل العالمي للتصدي للتهديد المُلح للتغير المناخي، منوها في هذا الإطار بجهود الإمارات لتعزيز التنمية المستدامة، والتخفيف من آثار التغير المناخي، حيث تستعد الدولة لاستضافة مؤتمر الأطراف "COP 28" في 2023 لحشد الحلول العالمية في مواجهة تغير المناخ.

وأكد قرقاش أن "إعلان الإمارات أخيراً المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 يمثل الالتزام الأول من نوعه في المنطقة وبين دول أوبك".

وعلى المستوى الإقليمي، شدد على قيمة المشاركة البناءة وفقاً لنظام قائم على سيادة القانون، فقال، إن "المواجهة ليست المسار الأكثر إنتاجية، فالدبلوماسية وتعزيز التواصل مع الجميع، هي أفضل طريقة للمضي قدماً، ولذلك، نعمل بجد لبناء جسور التواصل مع جميع الدول، بما فيها التي لنا خلافات جدية معها".

الاتفاق الإبراهيمي
وأضاف أن "الاتفاق الإبراهيمي وتعاوننا مع إسرائيل يعكسان نهجنا القاضي بإعطاء الأولوية للدبلوماسية والتواصل على المواجهة".

وتابع قرقاش قائلاً: "تواجه حوالي نصف الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، تحديات خطيرة بسبب الصراعات الداخلية القائمة على الطائفية، والافتقار إلى الحوكمة، والتطرف والتي غالباً ما تزداد سوءاً بسبب التدخل الخارجي".

وأضاف "لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي ومشاهدة هذه الفراغات التي تملؤها جماعات متطرفة ذات أهداف خبيثة، بل علينا تعزيز جهودنا الدبلوماسية لحل هذه القضايا، مع خروج المنطقة المنهكة من الجائحة وسنوات من الصراع".

وقال: "ولذا فإن المساهمات الأخيرة من قبل دولة الإمارات لدعم المرحلة الانتقالية الحرجة في السودان أو معالجة الوضع المقلق في إثيوبيا، ركزت على استخدام علاقاتنا ومساعينا الحميدة لتهدئة التصعيد والحث على الحوار وتجنب مسار المواجهة".

وتابع "العديد من الدول تشترك في الرغبة في تجنب حرب باردة جديدة ويمكن للدبلوماسية أن تساعد في بناء نوع من الإجماع الأخلاقي على رؤية برغماتية لنظام عالمي يحقق المنفعة المتبادلة ومفيد لجميع الأطراف".

وعن الأولويات المشتركة للمجتمع الدولي في فترة ما بعد كورونا، أوضح قرقاش أهمية تعزيز الجهود الجماعية لضمان التعافي المستدام من الجائحة، ودعم الحوار لحل النزاعات، وتعزيز التعاون متعدد الأطراف لمكافحة الإرهاب والتطرف، ومناصرة دور النساء، والفتيات في تعزيز السلام.

وتعقيباً على بدء الإمارات عملها ممثلاً للمجموعة العربية في مجلس الأمن بالأمم المتحدة، قال: "سيكون التركيز بشكل أكبر على الدبلوماسية والتواصل في قلب السياسة الخارجية لدولة الإمارات في مرحلة ما بعد الجائحة".

وأضاف "حيثما نستطيع، سنسعى لبناء جسور بين القوى العظمى في المجلس، وسيشمل ذلك الدخول في حوار مع الدول الأخرى لاستكشاف كيفية تعزيز نظام عالمي منفتح ومتعاون".