الأربعاء 8 ديسمبر 2021 / 20:22

الإمارات والسعودية تؤكدان سعيهما إلى تعزيز التعاون الاستراتيجي

أكدت الإمارات والسعودية سعيهما إلى تعزيز التعاون الإستراتيجي والتكامل الاقتصادي والتجاري والتنموي لبناء مستقبل أفضل، يحقق الأمن والازدهار والتنمية الشاملة، وتطلعات شعبي البلدين، وذلك في إطار العلاقات الأخوية المتميزة، والروابط التاريخية الراسخة التي تجمع البلدين وشعبيهما.

وأكد البلدان، في بيان مشترك صدر اليوم الأربعاء، استمرار التنسيق في مواقفهما حول القضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، بما يخدم مصالحهما ويعزز الأمن، والاستقرار في المنطقة والعالم.

وفيما يلي نص البيان المشترك الذي أصدرته الإمارات والسعودية بمناسبة زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير دفاع السعودية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إلى الدولة:

"في إطار العلاقات الأخوية المتميزة والروابط التاريخية الراسخة التي تجمع قيادتي السعودية والإمارات وشعبيهما، وسعياً لتعزيز وتطوير التعاون الاستراتيجي والتكامل الاقتصادي والتجاري والتنموي، نحو بناء مستقبل أفضل يحقق الأمن والازدهار والتنمية الشاملة وتطلعات شعبي البلدين، وبناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، قام الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بزيارة الإمارات يومي الثلاثاء والاربعاء 7-8 ديسبمبر (كانون الأول) 2021.

وعُقدت خلال الزيارة جلسة مباحثات بين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، هنأ خلالها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز قيادة وحكومة وشعب الإمارات بمناسبة عيد الاتحاد الخمسين مشيداً بما حققته الإمارات العربية المتحدة من إنجازات حضارية شملت مختلف الميادين، متمنياً للإمارات مزيداً من التقدم والرفاهية والازدهار والأمن والاستقرار في ظل قيادتها الحكيمة، كما وجرى خلال الزيارة استعراض أوجه العلاقات الأخوية بين البلدين والإنجازات المتحققة والمستمرة للتعاون الاستراتيجي والتكامل المشترك بينهما وكذلك سبل تعزيز وتطوير علاقاتهما والانتقال بها إلى آفاق أرحب في مختلف المجالات.

وأشاد الجانبان بالمستوى المتميز للتعاون بينهما في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والتنموية، وبما تحقق من تعاون وتكامل تحت مظلة مجلس التنسيق السعودي الإماراتي الذي تم إنشاؤه بتوجيهات كريمة من خادم الحرمين الشريفين ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ورئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مؤكدين عزمهما على تعزيز وتطوير دور المجلس في المرحلة القادمة في كافة المجالات، بما يخدم مصالحهما الاستراتيجية تجسيداً للرؤية الحكيمة لقيادتي البلدين الهادفة لتوثيق أواصر الأخوة والتعاون والشراكة بين الشعبين.

وأشارَ الجانبان إلى الإمكانيات الاقتصادية الوفيرة والفرص المتميزة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية ومضاعفة الاستثمارات المشتركة، مشددين على أهمية إبراز المجالات الواعدة للمستثمرين في البلدين.

أوبك بلس
وفي مجال الطاقة، نوه الجانبان بالتعاون الوثيق بينهما، وبالجهود الناجحة لدول مجموعة أوبك بلس، الرامية إلى تعزيز استقرار سوق النفط العالمي، كما أكدا على أهمية استمرار هذا التعاون وضرورة التزام جميع الدول المشاركة باتفاقية أوبك بلس، كما أكدا كذلك على أهمية دراسة التعاون في الفرص المشتركة في مجال النفط والغاز وقطاع البتروكيماويات، وكذلك التعاون في مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وتعزيز التعاون في مجال تجارة المنتجات النفطية، والاستفادة من الربط الكهربائي والتبادل التجاري للطاقة الكهربائية، والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي والأمن السيبراني والصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.

وفي مجال التغير المناخي، رحب الطرفان بتعزيز التعاون القائم حول تطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته المملكة خلال رئاستها لمجموعة العشرين وتمت الموافقة عليه من قبل المجموعة كإطار متكامل وشامل لمعالجة التحديات المترتبة على انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وإدارتها من خلال التقنيات المتاحة والمبتكرة، باعتباره نهجاً يمثل طريقة مستدامة اقتصادياً لإدارة الانبعاثات.

ونوه الجانب الإماراتي بشمولية المكاسب المحلية والإقليمية والعالمية لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، كما تم الإشادة بالدور الرائد الذي تقوم به الإمارات في العمل المناخي ومن أهمها استضافة مؤتمر الاطراف للاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي COP28 عام 2023، الذي يعمل على تكثيف الجهود الدولية للتعامل مع تداعيات التغير المناخي، وإدارتها من خلال أحدث التقنيات المستخدمة في فصل الكربون واعادة استخدامه وتدويره وتخزينه جيولوجيا ومن خلال الاوساط الطبيعية لامتصاصه ضمن النظم البيئية.

كما أكدا تعزيز التعاون في مجالات متعددة مثل المجال الصحي والسياحي والأمن الغذائي والتنمية البشرية لاسيما في قطاعي الشباب وتمكين المرأة.

إكسبو 2020
وهنأ الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود الإمارات على استضافتها الناجحة لإكسبو2020 دبي، ومن جانبه أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، دعم الإمارات السعودية في استضافة إكسبو 2030.

وأكد الجانبان مضامين إعلان العُلا الصادر في 5 يناير(كانون الثاني) 2021، الذي نص على التنفيذ الكامل والدقيق لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود التي أقرها المجلس الأعلى في دورته 36 في ديسمبر (كانون الأول) 2015، وفق جدول زمني محدد ومتابعة دقيقة، بما في ذلك استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية، والمنظومتين الدفاعية، والأمنية المشتركة، وتنسيق المواقف بما يعزز من تضامن واستقرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتعزيز الدور الإقليمي لها من خلال توحيد المواقف السياسية وتطوير الشراكات السياسية مع المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية وقوة وتماسك دول المجلس ووحدة الصف بين أعضائه.

كما استعرض الجانبان التطورات والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، وأكدا تنسيق مواقفهما بما يخدم مصالحهما ويدعم ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

حقوق الشعب الفلسطيني
وفي هذا الشأن، يؤكد الجانبان دعمهما الكامل لكافة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وذات سيادة على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومرجعيات مؤتمر مدريد، وغيرها من المرجعيات الدولية المتفق عليها، وبما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني.

وفي الشأن اليمني، أكد الجانبان تطابق وجهات نظرهما لمواصلة جهودهما لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية وفقاً للمرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216، ومبادرة المملكة العربية السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية بما يحفظ لليمن الشقيق وحدته وسلامته واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، كما أكدا ضرورة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، وأدانا استمرار استهداف ميليشيات الحوثي الارهابية للمطارات والأعيان والمنشآت الحيوية في المملكة.

لبنان والعراق
وفي الشأن اللبناني، يؤكد الجانبان ضرورة إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة تضمن للبنان تجاوز أزماته، وقصر السلاح على مؤسسات الدولة الشرعية، وألا يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال إرهابية وحاضنةً للتنظيمات والجماعات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة مثل حزب الله الإرهابي، ومصدراً لآفة المخدرات المهددة لسلامة المجتمعات في المنطقة والعالم.

ورحب الجانبان بنجاح العملية الانتخابية في العراق، وأعربا عن تمنياتهما بتشكيل حكومة عراقية تستمر في العمل من أجل أمن واستقرار العراق وتنميته، والقضاء على الإرهاب، ووقف التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية.

كما رحب الجانبان بما توصلت إليه أطراف المرحلة الانتقالية في السودان من تفاهمات، وأكدا استمرار دعمهما لكل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في السودان، وتمنياتهما للسودان وشعبه الشقيق الاستقرار والازدهار.

كما أكدا أهمية التعامل بشكل جدّي وفعال مع الملف النووي والصاروخي لإيران بكافة مكوناته وتداعياته بما يُسهم في تحقيق الامن والاستقرار الإقليمي والدولي، وتأكيد مبادئ حُسن الجوار واحترام القرارات الأممية والشرعية الدولية، وتجنيب المنطقة كافة الأنشطة والتدخلات المزعزعة للاستقرار، ويطالبان في هذا الشأن الأطراف المعنية بمراعاة مصالح دول المنطقة وأمنها واستقرارها.

كما أكد الجانبان أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية، وأنهما يدعمان في هذا الشأن جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2254، ووقف التدخلات والمشاريع الإقليمية التي تهدد وحدة سوريا وسيادتها وسلامة اراضيها، وأكدا على وقوفهما إلى جانب الشعب السوري وعلى ضرورة دعم الجهوة الدولية الإنسانية في سوريا.

أفغانستان وليبيا
وفيما يتعلق بأفغانستان، أكد الجانبان ضرورة دعم الأمن والاستقرار في أفغانستان وعدم السماح بوجود ملاذات آمنة للإرهابيين والمتطرفين فيها، وندد الجانبان بأي أعمال تستهدف تجنيد اللاجئين الأفغان في مناطق الصراع المختلفة، وشدد الجانبان على أهمية دعم جهود الإغاثة والاعمال الإنسانية في أفغانستان، وفي هذا الصدد ثمن الجانب الإماراتي دعوة المملكة لاجتماع وزاري استثنائي لدول منظمة التعاون الإسلامي لمناقشة الوضع في أفغانستان الذي سيُعقد بباكستان في 19 ديسمبر (كانون الأول) 2021، كما أشاد الجانب السعودي بجهود الإمارات في عمليات الإجلاء من أفغانستان.

وفي الشأن الليبي، أعرب الجانبان عن ترحيبهما بالجهود الليبية والأممية لدعم تنفيذ الاستحقاق السياسي المتفق عليه، وطالبا بتمكين الشعب الليبي الشقيق من تحقيق تطلعاته في الوحدة والسلام والاستقرار، كما أكدا ضرورة سحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من ليبيا.

وفي ختام الزيارة أعرب الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عن شكره وتقديره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان على ما لَقيه والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة.

كما أعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن أطيب تمنياته للأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وللسعودية دوام السؤدد والرخاء في ظل قيادتها الحكيمة.