من مفاوضات فيينا.(أرشيف)
من مفاوضات فيينا.(أرشيف)
الأربعاء 5 يناير 2022 / 12:40

أوروبا الحرة: خطر هجوم إسرائيلي على إيران هو الأعلى في 2022

24-زياد الأشقر

تناولت غولناز أسفاندياري في مقال نشرته في موقع "راديو أوروبا الحرة" احتمالات التوصل إلى اتفاق لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة بين إيران والقوى العالمية في المفاوضات الجارية في فيينا، قائلة إن عام 2022، قد يشهد تصعيداً في التوترات بين إيران والولايات المتحدة في حال انهيار مفاوضات فيينا الرامية إلى إعادة العمل بالاتفاق النووي لعام 2015.

في حال ممارسة ضغط أكبر على طهران، فإنه من المتوقع زيادة الأعمال العدائية في المنطقة

وبينما يعتقد المحللون أن اتفاقاً لا يزال في المتناول في الوقت الذي دخلت المفاوضات العام الجديد، فإن الولايات المتحدة والدول الأوروبية، حذرت من أنه لم يتبقَ سوى "أسابيع" أمام إنقاذ الإتفاق.

وكانت خطة العمل الشاملة المشتركة التي قيدت إلى حد كبير نشاطات إيران النووية في مقابل رفع العقوبات عنها، تعرضت لضربة قوية بعدما سحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب واشنطن منها عام 2018، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية مشلة على إيران.

التخلي عن القيود
وبعد عام من الخطوة الأمريكية، وعلى رغم من محاولة الإتحاد الأوروبي إبقاء الاتفاق على قيد الحياة، بدأت إيران تدريجياً بالتخلي عن القيود التي كان فرضها الإتفاق على نشاطاتها النووية. وفي الأشهر الأخيرة، خصبت طهران الأورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة، وهي نسبة غير مسبوقة في بلد لا يملك برنامجاً للتسلح النووي، وفق ما قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي.

شروط غير واقعية
وأضاف التقدم الذي أحرزته إيران في مجال تخصيب الأورانيوم، سبباً آخر لضرورة التعجيل بالعودة إلى الاتفاق، الذي وعد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالعودة إليه في حال عادت إيران إلى الالتزام به على نحوٍ كامل. لكن الولايات المتحدة-التي تشارك بشكل غير مباشر في المفاوضات بسبب رفض إيران الجلوس إلى طاولة واحدة مع واشنطن-تصف الشروط الإيرانية للعودة إلى الاتفاق بأنها "غير واقعية"، في الوقت الذي يتساءل المراقبون حول ما يمكن أن تكون الخطة "ب" في حال انهارت المفاوضات.

ومنذ معاودة المفاوضات في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) بعد خمسة أشهر من التوقف بسبب انتخاب المتشدد إبراهيم رئيسي رئيساً لإيران، اتخذت طهران موقفاً متشدداً. ويتشارك كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني مع رئيسي في انتقاد خطة العمل الشاملة المشتركة، وقد تراجع عن تسويات كان تم التوصل إليها خلال الجولات الست من المفاوضات، والمطالبة برفع كل العقوبات حتى تلك التي ليس لها علاقة بالإتفاق النووي، وكذلك ضمانات بأن لا تنسحب أي إدارة أمريكية مقبلة من الإتفاق.

وعلى رغم الصعوبات، لا تزال الدول الغربية ترى أن الاتفاق النووي يبقى الخيار الأفضل لتجنب نشوب أزمة. لكن واشنطن حذرت من أن نافذة الفرص آخذة بالإنغلاق، بينما يحذر مراقبون من أن طهران قد تواجه بدائل تتراوح من ممارسة مزيد من الضغوط إلى التوصل لإتفاق مؤقت أو حتى عمل عسكري.

"ممر ضيّق"
ويقول علي فائز مدير مشر ع إيران لدى مجموعة الأزمات الدولية، إنه لا يزال ثمة "ممر ضيق" أمام الإمتثال المتبادل لإتفاق 2015، مضيفاً أن الأمر يتطلب مرونة من الجانبين ومقاربة واقعية من قبل طهران. وأشار إلى أنه مع "التطور في تخصيب الأورانيوم، فإن إيران دخلت فعلاً في الخطة ب...إن السؤال هو هل لا تزال طهران جدية في ما يتعلق بالخطة أ التي تتعلق بإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة أو لا. إن العالم سيعرف الجواب على هذا السؤال في الأسابيع المقبلة".

وسبق لوزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن أن قال إن الولايات المتحدة تحضر "بدائل" في حال فشلت جهود إنقاذ الإتفاق.
ويقول خبراء أن أياً من البدائل للإتفاق النووي لا تبدو جذابة. وصرح المحلل البارز في الشؤون الإيرانية لدى مجموعة أوراسيا بواشنطن هنري روم "إن أياً من هذه البدائل لن يكونجيداً، ولهذا يضغط الغرب لإحياء الإتفاق. لكن إيران تترك فرصة ضئيلة...إن السيناريوات الأكثر احتمالاً في ظل عدم التوصل إلى اتفاق ستؤدي إلى سنة من التوترات مع مزيد من تقدم إيران في برنامجها النووي، وعقوبات أمريكية وأوروبية، وتهديدات عسكرية إسرائيلية وأمريكية، واحتجاجات شعبية على الركود الإقتصادي في إيران".

مقاربة أكثر تشدداً
وبحسب فائز، "من المحتمل أن تتبنى الولايات المتحدة اعتباراً من آخر يناير (كانون الثاني) مقاربة أكثر تشدداً، إلا إذا أحرزت المفاوضات تقدماً جيداً أو تباطأ التقدم في البرنامج النووي الإيراني".

وترى أسفندياري أن توجهاً أمريكياً متشدداً قد يشمل محاولات من جانب أمريكا لمنع الصادرات النفطية الإيرانية إلى الصين، التي لا تزال على رغم العقوبات الامريكية، تشكل المصدر الرئيسي لعائدات البلاد. وبلغت مبيعات النفط الإيراني للصين في نوفمبر (تشرين الثاني) 18 مليون برميل، الأمر الذي ساعد طهران على الصمود في ظل العقوبات التي تشل اقتصادها.

ومع عدم رغبة إيران في اتفاق مؤقت يحد من نشاطها النووي مقابل رفع بعض العقوبات الامريكية، فإن فشل المفاوضات في فيينا قد يحمل الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق على إبلاغ مجلس الأمن بعدم إمتثال إيران لخطة العمل الشاملة المشتركة، مما قد يؤدي إلى عودة العمل بالعقوبات الدولية التي رفعت بموجب اتفاق 2015.

هجوم إسرائيلي
وبحسب هنري روم، فإن "خطورة شن هجوم إسرائيلي هي الأعلى منذ عام 2012، على رغم أن مثل هذا الهجوم سيكون الخيار الأخير". وتوقع أن تواجه إيران إجراءات أخرى مثل عمليات تخريب وهجمات سيبرانية. وأشار إلى أن "ما يسمى بنزاع المنطقة الرمادية بين إسرائيل وإيران سيشهد تصاعداً".

ويقول خبراء أنه في حال ممارسة ضغط أكبر على طهران، فإنه من المتوقع زيادة الأعمال العدائية في المنطقة.