الإثنين 14 مارس 2022 / 12:43

صواريخ جافلين... كابوس الدبابات الروسية

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن صواريخ جافلين الأمريكية تمثل كابوساً للدبابات الروسية في الحرب على أوكرانيا.

نظمة الأسلحة هذه باهظة الثمن ومعقدة الإنتاج، وتتراوح تقديرات تكاليف الإنتاج بين 80 ألف دولار و200 ألف دولار للصاروخ

وأرسلت الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي أكثر من 17 ألف سلاح مضاد للدبابات، بما في ذلك صواريخ جافلين، إلى أوكرانيا عبر بولندا، ورومانيا.

ولفتت صور الدبابات الروسية المدمّرة الانتباه إلى الصواريخ المضادة للدروع، حيث أكد خبراء أنها أثبتت فعاليتها بشكل خاص ضد الدبابات الروسية، رغم أنهم يؤكدون أن أنظمة الصواريخ وحدها، لا يُرجح أن تغير مسار الحرب.

صواريخ جافلين
وجافلين، منظومة صاروخية مضادة للدبابات محمولة على الكتف، تلتصق بالصورة الحرارية للهدف. دخلت الخدمة في 1996، ويتراوح مدى إطلاقها الفعال بين 75 و 2500 متر، أما أقصى مدى إطلاق فهو 4750 متراً.

يمكن لصواريخ جافلين استهداف أي نوع من المركبات، لكنها أقوى ضد الدبابات لأنه يمكن إطلاقها من الأعلى. ولهذا يطلق عليها "الرمح" لأن طريقة إطلاقها تشبه رمي الرمح الذي يسقط على الأرض مع زاوية شديدة الانحدار. كما يمكن أن تستهدف طائرات الهليكوبتر، على علو منخفض.

ويسهل استخدام هذه الصواريخ في الليل والنهار، كما أن الإطلاق لا يصاحبه الكثير من الحطام أو الدخان ما يجعل من الصعب على العدو معرفة مكان الإطلاق.

كيف تساعد أوكرانيا؟
وصف مارك كانسيان، كبير مستشاري برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، صواريخ جافلين بأنها ربما تكون "السلاح الأكثر تطوراً والأقوى" المضاد للدبابات.

ونشر الجيش الأوكراني صوراً لجنود يحملون صواريخ جافلين إلى جانب دبابات روسية مدمرة.
وقال الجيش على تويتر: "المعلومات عن صواريخ جافلين ضمن أسلحة القوات المسلحة الأوكرانية تثير الذعر بين المحتلين".

وأعلنت أوكرانيا تدمير 335 دبابة روسية، ونحو 1100 مركبة مدرعة منذ بداية الحرب. ولكن لا توجد بيانات موثوقة عن عدد صواريخ جافلين التي استخدمتها أوكرانيا في المعركة، وعن تأثيرها على سير المعارك.

وقال الخبراء إن صواريخ جافلين، إضافة قوية لترسانة أوكرانيا من الصواريخ المضادة للدبابات المنتجة محلياً.

وأوضح كانسيان أن من السهل تدريب المقاتلين على استخدامها، وهو أمر مفيد بعد انضمام آلاف المدنيين إلى الجيش للتصدي للغزو الروسي، مضيفاً أنها مفيدة بشكل خاص لأنه يسهل على القوات الأوكرانية إقامة الكمائن أو نقاط الإطلاق القوية لاستهداف القوات الروسية.

ماذا فعل الروس لصدها؟
واعتبرت الصحيفة أن "هناك القليل الذي يمكن فعله من الجيوش الأكثر تجهيزاً عند إطلاق جافلين".

وأكدت أن الدبابات الحديثة مغطاة بالدروع التفاعلية التي تطلق متفجرات رداً على أي صواريخ، لكن جافلين مصممة لتجاوز هذه الدروع.

وأوضح آميل كوتلارسكي، المحلل البارز في شركة الاستخبارات "جينس"، أن الدبابات الروسية هي الأكثر تأثراً بهذه الصواريخ، لأنها صُممت لتكون "صغيرة جداً ومضغوطة".

وأشار إلى أن ضرب أعلى الدبابة بصاروخ جافلين يعني "تدميراً فورياً".

عيوب محتملة
ورغم قوتها، خاصةً في المناطق المفتوحة حيث تتقدم المركبات العسكرية الروسية نحو المدن الأوكرانية بتثاقل، فإن منظومة جافلين، تعرف بعض العيوب.

وأوضح كانسيان "هناك عيب في كل هذه الأنواع من الأسلحة المضادة للدبابات، وهو أن الدبابات يمكنها إطلاق النار على مطلق الصاروخ الذي يختبئ وراء تلة أو شجرة".

كما أن أنظمة الأسلحة هذه باهظة الثمن ومعقدة الإنتاج، وتتراوح تقديرات تكاليف الإنتاج بين 80 ألف دولار و200 ألف دولار للصاروخ، وفقاً لكوتلارسكي.

ويملك صانعو الأسلحة الأمريكيون القدرة على إنتاج 6500 صاروخ جافلين على الأكثر سنوياً.

وقال كوتلارسكي إنه إذا استمر الصراع في أوكرانيا، فقد تشعر الولايات المتحدة والدول الأوروبية بالقلق من تسليم المزيد من الأسلحة الذي قد يعرضها للخطر.

وأضاف أن مع توقع استمرار المعارك بشكل متزايد في المدن، فإن صواريخ جافلين، التي يصعب إطلاقها بأمان من نوافذ المباني، قد لا تكون مفيدة بشكل خاص، وأن الصاروخ وحده "لن يكون قادراً على السماح للأوكرانيين بهزيمة الجيش الروسي بأكمله".