الإثنين 14 مارس 2022 / 12:05

المخرج الأوكراني لوزنيتسا يحلم بتصوير محاكمة القادة الروس

يحلم المخرج الأوكراني سيرغي لوزنيتسا، أحد أشهر السينمائيين في بلاده بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، برؤية القادة الروس أمام قوس المحكمة بسبب حربهم "على أوروبا"، وهو يخطط لتخليد هذه اللحظات بفيلم يكون عنوانه "محاكمة كييف".

وقدّم المخرج الذي شارك مرات عدة في مهرجان كان السينمائي لعرض أعمال معروفة من توقيعه بينها "ميدان" عن الثورة الأوكرانية و"دونباس"، أخيراً في مهرجان "سينما الواقع" الذي يُقام في باريس، حتى 20 مارس (آذار) الجاري، فيلم "مستر لاندسبيرغيس" الذي يغوص لأربع ساعات ونصف الساعة في تفاصيل كفاح ليتوانيا لنيل استقلالها عن الاتحاد السوفييتي بين 1989 و1991.

مع خلافات لفظية وقانونية وما تلاها من إرسال الزعيم السوفييتي آنذاك ميخائيل غورباتشوف للدبابات إلى فيلنيوس والمقاومة الشعبية البطولية رغم الاختلال الكبير في موازين القوى.

يبدو التشابه صاعقاً بين أحداث الفيلم التي تدور قبل ثلاثة عقود، وما يحصل حاليا في حرب أوكرانيا.

ويقول المخرج: "روسيا المعاصرة هي الوريثة الشرعية للاتحاد السوفييتي. يمكن القول إنها تطبق الأساليب عينها بالضبط على الجمهوريات التي تحيط بها".

في ليتوانيا، أريقت الدماء لكن نهاية القصة كانت سعيدة، و"من المهم مشاركة هذه التجربة الإيجابية للمقاومة والتحرير مع الجميع، لا سيما مع الشعوب الأخرى التي تريد، أو قد ترغب في ذلك في المستقبل القريب، التحرر من هذا الوحش" الروسي، وفق المخرج الأوكراني.

ويرى لوزنيتسا أنه "ما كان يمكن تجاهل الاندلاع الوشيك للحرب عندما نعرف كل التيارات السرية في المنطقة".

ويقول إن القادة الأوروبيين "لم يفعلوا شيئاً" لسنوات، وهم "يتحملون ذنباً كبيراً في الحرب الدائرة حالياً"، مضيفاً "عند تحليل كل الأحداث السياسية في روسيا في العقود الأخيرة بصورة منهجية، لا يمكن سوى بلوغ نتيجة وحيدة ممكنة هي الحرب".

لكن المخرج يقول إن الأمر ليس مجرد "حرب ضد أوكرانيا"، بل "هي حرب ضد أوروبا، وصادف أن أوكرانيا هي خط المواجهة الأول".

ويضيف "يجب أن ينتهي الأمر بتقبل حلف شمال الأطلسي وأوروبا فكرة أنهما لن يكونا قادرين على تجنب هذه الحرب".

ويشير لوزنيتسا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ماض في حربه "دون أي سبب للتوقف".

ويقول: "إذا تمكن من تدمير أوكرانيا، سيأتي دور بلدان أخرى، وفي رأيي ستكون دول البلطيق الهدف المقبل".

ولم ينته سيرغي لوزنيتسا من العمل عن تاريخ أوروبا، إذ يضع اللمسات الأخيرة على "التاريخ الطبيعي للتدمير"، وهو فيلم وثائقي عن قصف الحلفاء للمدن الألمانية في نهاية الحرب العالمية الثانية.

ويقول: "بطبيعة الحال، لم أكن أتوقع مجدداً أن يكون هناك مثل هذا التشابه مع ما يحصل اليوم" في أوكرانيا.

ويوضح "ربما سيتمحور فيلمي المقبل عن هذه الحرب، في أوكرانيا؟ أخشى أن يطول الوضع كثيراً، لأنه بينما تراقب أوروبا من بعيد، ستدمر روسيا أوكرانيا بشكل منهجي، مدينة بعد أخرى، بينما يدافع الجيش الأوكراني عن الأرض خطوة بخطوة".

ولكن، كما في فيلمه ليتوانيا ما بعد الاتحاد السوفييتي، في أوكرانيا "توحد الناس حول رئيسها فولوديمير زيلينسكي بطريقة مذهلة"، حسب لوزنيتسا الذي يقول: "هذا ما يمنحني الثقة في أن النصر سيكون لأوكرانيا. لأنك لا تستطيع هزيمة شعب".

كما يدعو لوزنيتسا إلى رفض "مقاطعة" الفنانين الروس الذين "يعارضون هذه الحرب وهذا النظام"، لأنها ستكون" خيانة".

ويقول: "أدعو الجميع إلى التحلي بالعقلانية والإنسانية وتجنب الحكم على الجميع بسبب جواز سفرهم، لأنها صدفة الولادة، ولكن بسبب أفعالهم".