الثلاثاء 15 مارس 2022 / 11:57

وول ستريت جورنال: إصرار بايدن على اتفاق نووي يزيد غرابة

استغربت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في افتتاحيتها تصميم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على السعي إلى اتفاق نووي جديد مع إيران.

شجبت الولايات المتحدة، وفرنسا، وغيرهما، الهجوم الصاروخي يوم الأحد، لكن هذه القوى حريصة على منح إيران مليارات عديدة تستطيع استخدامها لتمويل المزيد من هذه الهجمات

ويصبح فهم إصرار الإدارة على هذا الهدف أصعب مع كل استفزاز جديد من طهران، وآخرها الهجوم الصاروخي على منطقة قريبة من قنصلية أمريكية، قيد البناء في شمال العراق.

أشارت الصحيفة إلى أن إيران تنشر الفوضى عادة عبر ميليشياتها الوكيلة، لكن طهران تبنت العملية هذه المرة.

وقال الحرس الثوري الإيراني إنه شن الهجوم الصاروخي على ما زعم أنها أهداف إسرائيلية داخل العراق.

وأضاف أن ذلك أتى رداً على غارة إسرائيلية في سوريا قتلت قائدين من الحرس الأسبوع الماضي.

وكان سقوط الصواريخ في الأراضي الكردية شمالي العراق لافتاً للنظربحسب الصحيفة إذ أن الأكراد أفضل حلفاء الولايات المتحدة في البلاد. لم يقتل أحد لكن سقط جريحان على الأقل في الهجوم.

رسالة وتناقض
من المرجح أن الحرس الثوري أراد توجيه رسالة عن نقطة ضعف حلفاء ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة، فيما كان الطرفان يقتربان من اتفاق نووي جديد.

سيحول الاتفاق عشرات المليارات من الدولارات على شكل أموال واستثمارات إلى إيران.

أرادت طهران أيضاً من الأمريكيين رفع الحرس الثوري عن لائحة الإرهاب في جزء من الاتفاق. وتدرك إيران أن الولايات المتحدة منشغلة حالياً بالاعتداء الروسي على أوكرانيا. يظهر الهجوم الصاروخي الإيراني تناقض أسس الاتفاق النووي الذي يلوح في الأفق.

العيوب نفسها

تماماً مثل الاتفاق الأساسي في 2015، لن يقيد الاتفاق الجديد دعم إيران للمجموعات الإرهابية الإقليمية، ولن يتضمن أي قيود على برنامج إيران الصاروخي، الذي يزيد تعقيداً وخطورة.

وتواصل إيران دعمها للحوثيين في اليمن الذين يستخدمون الصواريخ والطائرات دون طيار لضرب أهداف مدنية وتجارية في السعودية والإمارات، وتساعد حزب الله في جعل صواريخه الموجهة ضد إسرائيل أكثر دقة.

إدانة إغداق الأموال
شجبت الولايات المتحدة، وفرنسا، وغيرهما، الهجوم الصاروخي يوم الأحد، لكن هذه القوى حريصة على منح إيران مليارات عديدة تستطيع استخدامها لتمويل المزيد من هذه الهجمات.

إنه أمر غريب، علقت الصحيفة. ويبدو أن الهجوم لم يردع مستشار بايدن لشؤون الأمن القومي جايك سوليفان، الذي قال يوم الأحد في حديث إلى شبكة سي بي أس الأمريكية: "أمر واحد سأقوله، وهو أن الشيء الوحيد الأكثر خطورة من إيران مسلحة بالصواريخ البالستية والإمكانات العسكرية المتقدمة هو إيران التي تملكها جميعاً مع سلاح نووي، ولا يزال الرئيس بايدن مصمماً على منع إيران من الحصول على سلاح نووي".

ما لا ينتبه إليه سوليفان
ترد الصحيفة على سوليفان مشيرة إلى أن الاتفاق لن يوقف إيران عن السعي أو عن الحصول على سلاح نووي. وإمكان إيران أن تواصل التقدم في منشآت سرية مستثناة من التفتيش الأممي، وهي على طريق انتظار أن تنتهي صلاحية الاتفاق. وفي الأثناء، ستكون قادرة على بيع النفط وعقد الصفقات مع روسيا وأوروبا لتمويل إمبرياليتها.

علامة ضعف جديدة
توقفت المحادثات النووية في الأسبوع الماضي بعدما طالبت روسيا، وهي من الدول الوسيطة في المحادثات، ألا تؤثر العقوبات المرتبطة بأوكرانيا على اتفاقاتها مع إيران.

وقال مسؤول أمريكي لـ"وول ستريت جورنال" إن الولايات المتحدة لن تقدم هذا التنازل إلى روسيا، لكن إذا منع اتفاق نووي جديد التعاملات بين روسيا وإيران، فسيفتح المجال أمام فرص جديدة لتفادي العقوبات.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالإشارة إلى أن العالم سيرى في ذلك علامة إضافية على الضعف الأمريكي.