الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بين عدد من قادة الجيش (أرشيف)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بين عدد من قادة الجيش (أرشيف)
الأربعاء 16 مارس 2022 / 15:06

روسيا بوتين والصين..تهديد دائم لأمريكا

يرى محلل الأمن القومي الأمريكي أنتوني كوردسمان، أنه لا يمكن لأحد الآن التنبؤ بحجم المأساة الانسانية التي سيسفر عنها غزو روسيا لأوكرانيا، ومع ذلك، فإن ما تستطيع الولايات المتحدة وشركاؤها الاستراتيجيون التنبؤ به، هو أن روسيا ستكون تهديداً دائماً طالما ظل بوتين أو في السلطة.

ويقول كوردسمان أستاذ الكرسي الفخري للاستراتيجية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي، إن الأمر الواضح أيضاً، أنه رغم أن الصين قد تكون أقل استفزازاً وتهديداً صريحاً، يمثل تنافسها مع الولايات المتحدة تهديداً متزايداً، وتتحرك الصين من التعاون والتنافس المدني إلى إمكانية مواجهة عسكرية كبرى أيضاً.

وعلى أي حال، أثبت الرئيس شي جين بينغ أن الصين يمكن أن تتسبب في تهديد أكثر فعالية من روسيا في العقد المقبل، ويتحكم الرئيس شي بالفعل في اقتصاد أكبر كثيراً مما يتحكم فيه الرئيس بوتين.

ويؤكد كوردسمان، الذي عمل في السابق مستشاراً لوزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين لشؤون أفغانستان، في التقرير الذي نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي، أن الصين تفوق روسيا بالفعل في بناء قواتها المسلحة.

ويقدر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية البريطاني أن روسيا أنفقت رسمياً 62.2 مليار دولار في العام المالي 2021، رغم أنه تقدير مرتفع على أساس أي قوة شرائية مقارنة، ومن الممكن أن يصل الرقم الفعلي إلى 178 مليار دولار.

وإنفاق روسيا العسكري الروسي مقيد بشدة بسبب اقتصادها الضعيف، ولا يمكنها عمل شيء فعلياً في وجه العقوبات المستمرة يتيح لها التنافس، مع تقدير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي يبلغ 754 مليار دولار في الولايات المتحدة وأكثر من 300 مليار دولار في دول حلف شمال الأطلسي الأوروبية.

من ناحية أخرى، يقدر البنك الدولي أن روسيا تعافت جزئياً من انهيار الاتحاد السوفييتي السابق، حيث ارتفع إجمالي الناتج القومي من 667 مليار فقط في 1998 إلى 1416 مليار دولار في  2020، ولكن هذا بالمقارنة مع 19435 مليار دولار للولايات المتحدة في 2020، أكبر 14 مرة، و13886 مليار دولار للاتحاد الأوروبي، أكبر 9.8 مرات.

وفي المقابل، يقدر البنك الدولي أن الصين شهدت ارتفاع إجمالي الناتج المحلي من 1123 مليار دولار في 1991 إلى 14632 مليار دولار في 2020، بزيادة 13 مرة أكثر مما كان عليه في 1991.

وزادت الصين أرقامها الرسمية الإنفاق العسكري طوال أكثر من عقدين، وإلى جانب إنفاقها الاقتصادي، أنفقت رسمياً 207.3 مليار دولار على جيشها في 2021، وفقاً للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، ومن الممكن أن قوتها الشرائية بلغت 332 مليار دولار.

وتوضح بعض التقديرات أن من الممكن أن تتساوى الصين مع الولايات المتحدة بحلول 2035-2040.

ويقول كوردسمان، إنه رغم كل الحديث عن استئناف الحرب الباردة، تعتبر الحقيقة مختلفة بصورة جذرية.

فالولايات المتحدة وشركاؤها الاستراتيجيون يواجهون الآن قوتين عظميين، وليس واحدة فقط، وهى قوى تمثل تحدياً عالمياً وإقليمياً على السواء.

كما أن الصين الصاعدة في طريقها أيضاً لتصبح التهديد الأكثر خطورة وهي في طريقها لتصبح قوة نووية خطيرة، وتحدث قواتها التقليدية بصورة أسرع كثيراً من روسيا، كما أنها منافس تكنولوجي متزايد  للولايات المتحدة وشركائها.

كما أن مبادرتها الخاصة بالحزام والطريق، وجهودها العالمية في مجالي التجارة والاستثمار، وسيلة أكثر فعالية لاستغلال قوتها الاقتصادية المدنية لتحقيق نفوذ استراتيجي.

ويختتم كوردسمان تقريره بالقول إنه بناء على ذلك تحتاج الولايات المتحدة إلى فعل ما هو أكثر من مجرد الرد على الحرب في أوكرانيا والمساعدة في إعادة بناء الناتو. فالتحدي عالمي، سيزيد عاماً بعد عام. والدرس الحقيقي المستفاد من الحرب في أوكرانيا، هو أن على الولايات المتحدة التخطيط الآن للتعاون مع شركائها الاستراتيجيين إلى أجل غير مسمى في المستقبل، وبطرق تواجه التهديدين الروسي والصيني.