صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الخميس 17 مارس 2022 / 10:20

صحف عربية: القتال في أوكرانيا...والحلول في دول الخليج

تتجه الأنظار الأمريكية والغربية مجدداً نحو منطقة الخليج العربي بقيادة السعودية والإمارات، لحل أزمة الطاقة العالمية المتصاعدة مع غزو أوكرانيا.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الخميس، فإن المحاولات الأمريكية بقيادة الرئيس السابق باراك أوباما لقلب الأنظمة العربية في 2011 جعلت دول الخليج العربي توثق علاقاتها بقوى أخرى، غير أمريكا. 

حكمة المملكة
وفي هذا الإطار قالت صحيفة "الرياض" السعودية: "بعيداً عن أنانية الغرب فإن حراكه في ظل أزمة الطاقة التي يعانيها العالم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وتوجهه نحو السعودية بحثاً عن حلول، يعطي رسالتين مهمتين، الأولى، هي أن التحذيرات التي كانت تطلقها المملكة أكدت أهمية الحفاظ على استقرار إمدادات الطاقة لتلبية الاحتياجات الأساسية للاقتصاد العالمي، والرسالة الثانية، هي تأكيد الدور المحوري للمملكة في التعامل مع الأزمات والتحديات العالمية في مختلف المجالات، والتي إذا تحدثت يجب أن يستمع إليها العالم".

وتضيف الصحيفة، أن المملكة عملت تاريخياً على الاستجابة المطلوبة لمعالجة نقص الإمدادات والحفاظ على توازن السوق في مختلف المناسبات، وأثبتت خلال جائحة كورونا قدرتها الفائقة وتأثيرها الكبير على أسواق النفط، وأنها صمام أمان الطاقة العالمية"

وفي الوقت الذي يشهد العالم قتالاً عنيفاً في أوكرانيا، تصاعد نسق الاتصالات والمشاورات مع دول الخليج لتجاوز مخلفات هذه الأزمة النفطية الخطيرة، وفي هذا السياق تقول الصحيفة إن "المملكة لم تستخدم هذه الورقة سياسياً لممارسة ضغوط من أي نوع بل عملت على توظيف هذه الميزة النسبية لخير الإنسانية، ودعت غير مرة إلى وضع أُطر مؤسسية قوية، لتعزيز الاستقرار في أسواق النفط. وكما أن العالم يحتاج إلى نفط المملكة، فإنه يحتاج إلى حكمتها أيضاً".

رجل السلام..محمد بن زايد 
في صحيفة "البيان"، تقول الكاتبة منى بوسمرة، إن الحراك الواسع الذي تقوده الإمارات حول مسارات وتبعات الأزمة الأوكرانية، يشير إلى الثقة العالية والأهمية الكبيرة التي تعطيها دول العالم للإمارات وقيادتها "وهو ما يجسده توافد قادة الدول الكبرى واتصالاتهم المتواصلة مع محمد بن زايد، لبحث تطورات هذه الأزمة وآثارها، والتي جاء آخرها زيارة رئيس وزراء بريطانيا، أمس، إلى الدولة، واتصال رئيس وزراء اليابان أول أمس، وزيارة مستشار النمسا واتصالي رئيسي ألمانيا وبيلاروسيا في الأسبوع الماضي، والمشاورات الهاتفية مع رئيسي روسيا، وأوكرانيا، وغيرهما من قادة الدول مع بداية الأزمة".

وأضافت الكاتبة "على مسار مهم آخر على علاقة بتأثيرات الأزمة، أكدت مواقف الإمارات حرصها البالغ على أمن الطاقة واستقرار الأسواق العالمية، لأنها دولة محورية كان لها على الدوام دور تاريخي فاعل في هذا الشأن، وهي تعمل بتعاون وتنسيق كبيرين مع شركائها الدوليين، وضمن التزاماتها الكاملة، في سبيل الحفاظ على هذا الاستقرار".

وقالت: "يسجل التاريخ اليوم لمحمد بن زايد دوره الدولي الاستثنائي في خدمة رسالة السلام والاستقرار العالمي، من خلال جهوده المكثفة والمتواصلة منذ بداية الأزمة الأوكرانية، لتضاف هذه الجهود إلى سجله المضيء في نشر قيم الأخوة الإنسانية وحل نزاعات تاريخية بين الدول ونشر السلام فيها".

مراجعة استراتيجية
أما عبدالمنعم إبراهيم، في صحيفة "أخبار الخليج"، فيعتبر أن تغيرات كبيرة طرأت على العلاقة بين "دول الخليج العربية والدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة منذ 2011 الذي شهد تحولات كبرى سعت أمريكا خلالها لقلب الأنظمة العربية وصولاً ‭‬للتصرفات‭ ‬المتعالية‭ ‬من‭ ‬الغرب‭ ‬ضد‭ ‬حكومات‭ ‬وشعوب‭ ‬دول‭ ‬الخليج.‭ ‬جعل‭ ‬الأخيرة‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬تحالفات‭ ‬دولية‭ ‬جديدة،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬عدم‭ ‬الاعتماد‭ ‬الكلي‭ ‬على‭ ‬الأمريكيين‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬فقط،‭ ‬وقد‭ ‬اتجهت‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬متطورة ‬اقتصادية‭ ‬وسياسية‭ ‬وعسكرية ‬مع‭ ‬روسيا ‬و‬الصين،‭ ‬وهما‭ ‬القوتان‭ ‬المنافستان‭ ‬لأمريكا‭ ‬والغرب‭ ‬في‭ ‬العالم‭".

ويتساءل الكاتب "ماذا‭ ‬يعني‭ ‬ذلك؟ ‬يعني‭ ‬باختصار‭ ‬أن‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬علاقات‭ ‬اقتصادية‭ ‬وسياسية‭ ‬وعسكرية‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬باعتبارها‭ ‬الوريث‭ ‬القادم‭ ‬للنفوذ‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬توجهات‭ ‬مشابهة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬نحو‭ ‬روسيا،‭ ‬والتي‭ ‬ستتضح‭ ‬معالمها‭ ‬أكثر‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬الحالية‭. ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬عدم‭ ‬الحكمة‭ ‬من‭ ‬السياسات‭ ‬الغربية‭ ‬والغطرسة‭ ‬والتعالي‭ ‬على‭ ‬حكومات‭ ‬وشعوب‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬بوصلة‭ ‬المنطقة‭ ‬نحو‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا،‭ ‬وفك‭ ‬الاحتكار‭ ‬الغربي‭ ‬للمنطقة‭. ‬فالغرب‭ ‬صار‭ ‬يخسر‭ ‬الأصدقاء‭ ‬ويكسب‭ ‬الأعداء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم"‭.‬

لا يهمني
في صحيفة "الوطن" يقول فيصل الشيخ: "مشكلة هذا الغرب أنه لا يتعلم من أخطائه تجاه بلداننا"، قبل أن يُضيف "اليوم يبدو أن الولايات المتحدة ورئيسها بايدن ظناً أنهما يقودان العالم بأسره من جديد، وذلك على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، ولأن غالبية الغرب تخندق مع ما سعت له واشنطن منذ بداية الوسوسة لرئيس أوكرانيا، فقط لأن المستهدف هي روسيا القوة المقابلة، ظن بايدن أنه حاكم العالم المطلق، وأن بوسعه الآن تصدير الأوامر يمنة ويسرة".

واعتبر الكاتب أن الأزمة الدولية الخانقة التي تسببت فيها التطورات الأوكرانية، وما رافقها من ظهور أزمة طاقة حادة، أعادت منطقة الخليج إلى الصدارة العالمية باعتبارها الجهة الفاعلة الوحيدة تقريباً في هذا الملف، مضيفاً "فسعر البترول ارتفع، ووصل الأمر ببايدن إلى التوسل حرفياً لتنزيل الأسعار، وبموازاة ذلك استمات البيت الأبيض في سعيه لاستنطاق السعودية لتتخذ موقفاً مناصراً لهم فيما يفعلون اليوم في العالم بحجة محاربة الروس، وغيرها من أمور، وكل هذا والسعودية لا تبالي بما يريدون، بل قالها الرجل القوي الأمير محمد بن سلمان حينما سئل عن رأي بايدن فيه شخصياً، قال: لا يهمني".