الخميس 17 مارس 2022 / 12:40

لماذا استعان بوتين بقوات خارجية في أوكرانيا؟ ومن أين جاءت؟

قال الصحافي الألماني نيلز ميتزغر إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعان بمقاتلين من الخارج في غزو أوكرانيا، لأنه لا يريد خسارة الجبهة الشعبية الداخلية نتيجة للخسائر البشرية بين الجنود وقوات الاحتياط.

فاغنر زادت جهودها لتجنيد قدماء المحاربين بسبب الغزو، وخففت المتطلبات، فلم تعد الجنسية غير الروسية أو السجلات الجنائية، معياراً للاستبعاد

وكتب ميتزغر، لقناة "زي دي أف" الألمانية، أن روسيا تخوض حربا في أوكرانيا لم تكن مستعدة لها، ما عرضها لخسائر هائلة، بشرية ولوجستية، ولذلك تبحث بشكل عاجل عن جنود جدد للدفع بهم إلى ساحة القتال، خاصة من الذين لن يؤدي مقتلهم إلى انقلاب المزاج العام في روسيا ضد بوتين.

لماذا يحتاج بوتين إلى هذه القوات؟

على الورق، يبلغ عدد القوات المسلحة الروسية أكثر من 1 مليون جندي نشط ونحو مليوني جندي احتياطي.

وقال ميتزغر إن الرئيس الروسي "لا يستطيع الاعتماد عليهم بحرية، إذ تشكل القوات القتالية جزءًا فقط من القوات المسلحة. ولا يمكن أن تستمر الحرب إلا إذا نجحت واستمرت الخدمات اللوجستية والطبية"، مضيفاً أن "تغيير القوات المنهكة بعد أسابيع قليلة من الحرب، والاعتماد على المجندين والاحتياطيين سيجعل الحرب أقل شعبية".

وفي نهاية الأسبوع الماضي، اعترفت وزارة الدفاع الروسية بإرسالها مجندين جدداً إلى أوكرانيا. لكن الرئيس الروسي، قال في رسالة تطمين: "أؤكد أن المجندين لن يشاركوا في العمليات القتالية ولن يفعلوا ذلك. كما لن يكون هناك المزيد من الاستدعاء لجنود الاحتياط".

وفي يوم التجنيد السنوي، في 1 أبريل (نيسان) المقبل، سيبدأ أكثر من 100 ألف مجند روسي خدمتهم. وعليه، فإن استخدامهم في حرب أوكرانيا "سيكون له ثمن سياسي باهظ  للرئيس الروسي".
وأوضح ميتزغر أن هذه الثغرات هي التي بدأ مقاتلون من سوريا والشيشان في سدها.

أبناء قديروف

وتعتمد موسكو في رفد قواتها على الرئيس الشيشاني رمضان قديروف وجيشه، وقديروف أحد أهم الموالين لبوتين، وينشط مقاتلوه المعروفون بـ "قديروفتسي" بشكل أساسي قرب العاصمة الأوكرانية كييف.

وقالت الباحثة في شؤون أوروبا الشرقية في معهد العلوم والسياسة الألماني مارغريت كلاين للقناة: "لا توجد أرقام موثوقة عن عدد المقاتلين الشيشان في أوكرانيا. لكن بما أن التقديرات تشير إلى أن جيش قديروف مؤلف من 70 ألف مقاتل، فمن المؤكد أن هناك المزيد من المقاتلين الجدد المتاحين لروسيا".

وأوضحت أن مشاركة جيش قديروفتسي في الحرب، جزء من علاقة قديروف مع الكرملين. فمقابل الولاء العسكري والسياسي لموسكو، يُمنح الرئيس الشيشاني حرية عمل واسعة في بلاده.

وجزمت كلاين بـ"إدمج قوات قديروفتسي، رسمياً في الهياكل الأمنية والعسكرية الروسية أخيراً، لكنهم في الواقع يتبعون فقط للرئيس الشيشاني الذي يلتزمون بولاء شخصي له".

وقالت: "انتشار قوات قديروفتسي في أوكرانيا، هو جزء من حرب نفسية لأنها معروفة بوحشيتها".

المتطوّعون السوريون
ويدين الرئيس السوري بشار الأسد لنظيره الروسي بالكثير من الخدمات. ومنذ 2015، تدعم روسيا الحكومة في دمشق في محاربة الميليشيات المختلفة، بما في ذلك تنظيم داعش.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن "16 ألف متطوع، معظمهم من دول الشرق الأوسط، سجّلوا أسماءهم للقتال إلى جانب روسيا".

كما وزعت وزارة الدفاع الروسية صوراً دعائية لقوات حكومية سورية في تجمع مؤيد لروسيا.

وأوضح رئيس تحرير مجلة "زينيث" الألمانية دانييل غيرلاخ، للقناة أن "العروض التي تبث عن سوريين يمثلون جماعات شبه عسكرية، أُمروا برفع الأعلام الروسية وصور بوتين، هي في الأساس عروض دعاية".

وأضاف غيرلاخ أن "الغالبية العظمى من الشباب السوري في مناطق الحكومة لا يريدون العودة إلى الحرب، وادعاء أن المتطوّعين السوريين خبراء في حرب المدن ويجنودون من أجل ذلك، ادعاء زائف".

وأضاف "لم يكن للقوات المسلحة السورية سجل جيد في القتال في المدن، واضطرت إلى طلب مساعدة حزب الله والقوات شبه العسكرية التي تقودها إيران لمحاربة التمرّد في الداخل".

وفي هذا الإطار، قال: "لن يكون تجنيد المقاتلين السوريين مهماً بشكل خاص".

مرتزقة فاغنر
ورأى ميتزغر أنه يمكن لشركات المرتزقة الروسية أن تلعب دوراً أكبر في حرب أوكرانيا. ووفق بحث لصحيفة "بريتش تايمز"، نُشر بالفعل أكثر من 400 مرتزق من شركة فاغنر الروسية لقتل السياسيين الأوكرانيين على وجه التحديد.

وأفادت تقارير إخبارية غربية بأن "فاغنر زادت جهودها لتجنيد قدماء المحاربين بسبب الغزو، وخففت المتطلبات، فلم تعد الجنسية غير الروسية أو السجلات الجنائية، معياراً للاستبعاد".