مسيّرات (أرشيف / غيتي)
مسيّرات (أرشيف / غيتي)
الخميس 17 مارس 2022 / 21:49

الطائرات من دون طيّار.. مستقبل "حرب" على ضفاف المتوسط

في الأيام الأخيرة، طرح مسؤولين إسرائيليين جملة واحدة للرد على الإعلام "تواصل أجهزة الأمن العمل في أي وقت وفي أي مكان لمنع التهديدات الموجهة ضد إسرائيل"، جواب "دبلوماسي" عام يرد به الوزراء الإسرائيليون كلما سئلوا عن تدمير مواقع الطائرات المسيرة الإيرانية ومخازنها في لبنان وسوريا وصولاً إلى غرب إيران، والهدف عدم الرد إيجاباً أو سلباً.



فالمواجهة الإيرانية - الإسرائيلية تتواصل بأشكال مختلفة، وبدأت تعتمد بشكل واضح على منظومة الطائرات المسيّرة بأشكالها المختلفة. في لبنان، تسلل كوماندوس إسرائيلي إلى إحدى مناطق حزب الله ودمر بهدوء مئات الطائرات المسيرة في أحد المستودعات، وخرجت القوة الخاصة من المنطقة على الرغم من انتشار عناصر حزب الله فيها، ومن بينهم حرس زعيم الميليشيات حسن نصرالله، الذي كان يتواجد تلك الليلة في أحد المنازل القريبة للمستودع.

بعدها بأيام في 13 فبراير (شباط) دفعت الميليشيات عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية بطائرة مسيرة محاولة استهداف إحدى القواعد العسكرية، ولكن التدخل السريع للطائرات الإسرائيلية وقيامها بغارات وهمية فوق مناطق انتشار حزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت، دفع الميليشيات إلى وقف هذه التحركات.

بعدها بيوم شنت طائرات من دون طيار غارة في إيران، ألحقت أضراراً بمنظومة الطائرات المسيرة الإيرانية، وتؤكد التقديرات أن مئات الطائرات من دون طيار بأحجام مختلفة دُمرت بالكامل. كذلك في 7 مارس (آذار)، قُتل ضابطان في الحرس الثوري الإيراني في موقع قرب العاصمة السورية، دمشق، وهما مختصان بالتدريب على الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة.

ويشير أحد المتابعين الأمنيين في حديث لـ 24 إلى أن إيران تستمر ببناء ترسانة مسيرات وتجهز مختلف وكلائها في لبنان وسوريا والعراق واليمن وقطاع غزة، بهذه التقنيات لإشعال المعارك وتهديد دول المنطقة، والتحضير أساساً لحرب على ضفاف البحر المتوسط في سوريا ولبنان وقطاع غزة.

ويلفت المصدر إلى تقديرات أمنية تشير إلى أن حزب الله وقبل تدمير مستودعاته كان يمتلك ما يقرب من 2000 طائرة مسيرة بأنواع وقياسات مختلفة، وأكثرها من المعدات الجاهزة التي يمكن شراؤها عبر الإنترنت، ويقوم بعملية الشراء وكلاء يعيشون في الدول الغربية.

ويبدو أن الاستخدام المتزايد لأسراب الطائرات بدون طيار هو أيضاً مؤشر على مستقبل الحروب، وخصوصاً لدول مثل إيران تدرك أنها لا تستطيع إنشاء قوة جوية كلاسيكية يمكنها مواجهة طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، فلجأت إلى الطائرات المسيرة.

ليس من الممكن وقف تطوير وإنتاج ونشر جيش الطائرات بدون طيار الإيراني، ولكن يمكن للحلفاء في المنطقة العمل معًا لتعطيل هذه العمليات وتحديها. ويتضمن ذلك استخدام أنظمة حماية متقدمة وشن هجمات على أهداف مرتبطة بجيش الطائرات بدون طيار، وفق ما يرى المصدر المتابع.