الجمعة 18 مارس 2022 / 13:26

معهد غيتستون: لا اتفاق مع إيران أفضل من اتفاق سيئ

رأى زميل شيلمان للصحافة في معهد غيتستون الأمريكي كون كوغلين أنه بعد الفشل الواضح في جهودها لمنع غزو روسي لأوكرانيا، يبدو أن إدارة بايدن عازمة على إضافة اتفاق نووي معيب آخر مع إيران إلى ضعفها العالمي.

على البيت الأبيض فهم أن رفض السعودية والإمارات حتى الحديث مع بايدن في مسألة حيوية مماثلة، هو نتيجة مباشرة لنهجه المعيب في الاتفاق الإيراني والذي إذا استمر في شكله الحالي فسيكون مسماراً آخر في نعش رئاسة بايدن.

يقال إن مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي قريبة من الوصول إلى نتيجة مع احتمال إعلان اتفاق جديد في الأسابيع المقبلة.

بالفعل، بينما يشير المسؤولون الإيرانيون والغربيون إلى القرب من الاتفاق يظهر أن العائق الوحيد الباقي يتمثل في مطالبة روسيا في الدقيقة الأخيرة بإعفاء لموسكو من العقوبات في اتفاقات التجارة في المستقبل مع طهران.

ولفت مفاوضون غربيون إلى أن موسكو التي انخرطت بشكل كامل في المفاوضات كانت فعلياً تدعم إيران لمقاومة الضغط الأمريكي، لتدفع الولايات المتحدة إلى تنازلات. لكن قرار روسيا بغزو أوكرانيا عقد الأمور.

لافروف يصر
رد الغرب بفرض عقوبات قاسية على موسكو ستطال أي ترتيبات تجارية في المستقبل قد تقيمها مع طهران، بعد التوصل إلى اتفاق نووي جديد.

وفي الأساس، قالت واشنطن إن لا نية لديها لتخفيف العقوبات. لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أصر خلال زيارة إلى طهران هذا الأسبوع على حصول موسكو على "ضمانات مكتوبة" من واشنطن.

وأضاف "إنها مدرجة في نص الاتفاق نفسه على استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة حول البرنامج النووي الإيراني".

يأس مقابل الانتهاكات
إذا كان الأمر صحيحاً فسيشكل دليلاً إضافياً على يأس إدارة بايدن من التوصل إلى اتفاق جديد مع طهران، حتى لو كان ذلك يعني تقديم تنازلات غير مستساغة في أنشطة إيران النووية.

إن التقييمات الأخيرة للتقدم الذي أحرزته إيران في برنامج تخصيب اليورانيوم تجعل القراءة قاتمة بالتأكيد.

بعدما تخلت إيران عن التزاماتها بالحد من تخصيب اليورانيوم في أواخر 2020، تشير التقديرات الآن إلى أن النظام الإيراني يملك كميات من اليورانيوم المخصب تكفي لأربعة رؤوس نووية.

إضافة إلى ذلك، أظهر الحرس الثوري تطويراً متزايداً لقدراته الصاروخية البالستية بإطلاق قمر صناعي ثان إلى الفضاء في وقت سابق من الشهر الجاري.

تصر الولايات المتحدة على أن إطلاق الأقمار الصناعية ينتهك قرار مجلس الأمن بينما يعتقد خبراء الاستخبارات أن برنامج الفضاء الإيراني يستخدم لتطوير صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على حمل رؤوس نووية.

مستويات غير مسبوقة من المخاطر
من المؤكد أن مخزون إيران المتزايد من اليورانيوم المخصب والتطوير المعزز لبرنامجها الصاروخي أصبحا سببين لقلق عميق لدى المسؤولين الغربيين المنخرطين في محادثات فيينا.

يبدو هؤلاء كأنهم لا يعلمون ما عليهم فعله، ولاحظت الممثلة البريطانية الدائمة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية كورين كيتسل، أن "إيران واصلت تعزيز برنامجها النووي بتطوير مخزونها من اليورانيوم المخصب والأنشطة التي توفر مكاسب معرفية دائمة ولا رجعة عنها. لم يكن برنامج إيران النووي قط متقدماً إلى هذا الحد، وهو يعرض المجتمع الدولي إلى مستويات غير مسبوقة من المخاطر".

مزيد من التآكل 

مع ذلك، توحي جميع المؤشرات أن من غير المرجح أن تحاسب إدارة بايدن طهران على تجاهلها الصارخ للاتفاق النووي، وستضغط عوض ذلك لتأمين اتفاق جديد بصرف النظر عن الأمر، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الطاقة الدولية بشكل صاروخي نتيجة للأزمة الأوكرانية.

تتمثل الأولوية الرئيسية لواشنطن الآن في رفع العقوبات عن إيران ليتمكن النظام من إنتاج النفط لخفض أسعار الوقود قبل الانتخابات النصفية في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وذكر كوغلين أن المشكلة عند بايدن أنه مع الفشل في معالجة التهديد الحقيقي الذي تفرضه طموحات إيران النووية، سيقود بايدن ببساطة المزيد من التآكل لمكانة أمريكا القوة العالمية.

إن رفض رغبة بايدن مواجهة طموحات إيران النووية سبب توتراً مع السعودية، والإمارات، الدولتان المنتجتان للنفط اللتان تمتعتا سابقاً بعلاقات وثيقة مع واشنطن.

وانعكس استياؤهما من سلوك إدارة بايدن في رفض قيادتي البلدين اتصالات من الرئيس الأمريكي لمناقشة أزمة الطاقة العالمية.

وأضاف كوغلين أن على البيت الأبيض فهم أن رفض السعودية والإمارات حتى الحديث مع بايدن في مسألة حيوية مماثلة، هو نتيجة مباشرة لنهجه المعيب في الاتفاق الإيراني والذي إذا استمر في شكله الحالي فسيكون مسماراً آخر في نعش رئاسة بايدن.