لاجئون على الحدود الأوكرانية-البولندية.(أف ب)
لاجئون على الحدود الأوكرانية-البولندية.(أف ب)
الأحد 20 مارس 2022 / 14:05

ناشونال إنترست: هذه خيارات الحرب الروسية في أوكرانيا

24-زياد الأشقر

كتب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق لورنس ج. كورب وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بن ستايت براندوين في مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، أن الحرب الروسية في أوكرانيا قد اصطدمت بمهزلة التاريخ.

كيف سينتهي هذا؟ لسوء الحظ فإن التفاؤل ليس على الطاولة. وهناك عدد من الاحتمالات

وقال إن التاريخ يسجل أن الحروب تبدأ لأن رؤساء دول أو قادة أركانهم يؤمنون على الأقل بثلاثة أفكار: الأولى، أن الحرب ستكون قصيرة نسبياً، والثانية، إن الحرب ستنتهي بانتصار لصالحهم، والثالثة، إن الخسائر العسكرية والمدنية والاقتصادية ستكون ضئيلة مقارنة بالمكاسب المتوقعة. وعلاوة على ذلك، فإن التقديرات لأهداف العدو وقدراته، في حال أخذها في الحسبان، فهي مراراً تأتي أقل مما هي في الواقع، وتستند على معلومات قديمة أو تفسيرات منحازة.

وفي حالة روسيا، أمر القيصر نيكولا الثاني بشن حربٍ على اليابان عام 1904 مع توقع هزيمة اليابان في البر والبحر. لكن الهزيمة غير المتوقعة لروسيا أمام اليابان أطلقت ثورة غضب في سان بطرسبرج عام 1905. وعلى رغم أنه جرى اخماد الإنتفاضة، فإنها أظهرت هشاشة النظام. وفي عام 1917، ووسط ضغوط الحرب العالمية الأولى انهار النظام، أولاً عبر تنازل القيصر لحكومة كيرينسكي، وثانياً عبر الثورة البلشفية في نوفمبر (تشرين الثاني) عامذاك.

ولفت الكاتب إلى فلاديمير بوتين ليس نيكولا الثاني. وحتى عام 2022 كان يؤكد ما يصفه الكتّاب الغربيون بـ"منطقة الحرب الرمادية" أو "الحرب الحادة" حيث تستخدم القوة العسكرية لدعم الأهداف العسكرية والعكس صحيح. وكانت أهدافه الأساسية تتمثل في زعزعة استقرار الجمهوريات السوفياتية السابقة وقضم جيوبٍ يسيطر عليها الروس، على غرار ما حدث في جورجيا عام 2008 وفي أوكرانيا عام 2014. إن استخدام روسيا للقوة كان محدوداً، وكانت أحياناً هجمات تكتيكية وبقيت دفاعية في أهدافها الاستراتيجية. وكان الهدف وقف عملية تغريب الفضاء السوفياتي السابق في أوروبا، ومواجهة قواعد النظام الدولي الذي تقوده أمريكا، وهو في رأي بوتين، لا ينصف روسيا.

تقييمات روسية منحازة
استندت توقعات روسيا بنصر سريع وذات كلفة ضئيلة نسبياً في أوكرانيا، إلى تقويمات روسية منحازة حول قدرات الجيش الأوكراني وتقليلٍ شأن قيادته. وفي يومٍ من الأيام، كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الرجل الأكثر فكاهة في أوكرانيا. وعلى نحوٍ غير متوقع تحول إلى ونستون تشرشل أوروبا الشرقية، حاشداً المقاومة في مواجهة المهاجمين الروس وقالباً الطاولة في وجه حرب المعلومات الروسية. وعوض عن الذهاب طلباً للأمان في دولة أخرى، كما توقع بوتين، بات زيلينسكي رمزاً للتحدي الوطني في الوقت الذي يتحدث مع قادة حلف شمال الأطلسي وزعماء آخرين خارج أوكرانيا.

وفي الوقت نفسه باتت روسيا معزولة دولياً، نتيجة تكتيكاتها الخرقاء المضللة ذات النموذج السوفياتي، ونتيجة رغبتها في ارتكاب مجازر من طريق استهداف المدنيين. وبخلاف ما كان عليه الوضع في العهد السوفياتي، فإن كاميرات الهواتف الجوالة تكشف الأحداث في وقت حدوثها وتفضح زيف تصريحات المسؤولين الحكوميين.

المأزق العسكري
وفي مواجهة المأزق العسكري، وسع بوتين الهجمات الصاروخية والجوية ضد المدنيين والبنى التحتية المدنية، حتى هاجم المستشفيات ساعياً إلى ترهيب القيادة الأوكرانية والسكان المدنيين. ويبدو أن بوتين عازم على قلب النظام في أوكرانيا والتفاوض لإقامة حكومة دمية موالية له. ولذلك، لا يمكن استبعاد فرضية استمرار النزاع لأسابيع وربما لأشهر.

كيف سينتهي هذا؟ لسوء الحظ فإن التفاؤل ليس على الطاولة. وهناك عدد من الاحتمالات: أولاً، أن يمارس بوتين سياسة أكثر عدوانية وأن يؤسس نظاماً في أوكرانيا يتحكم به عن بعد، ثانياً، أن يخفق بوتين في عزل زيلينسكي وحكومته وأن يلجأ إلى تصعيد أفقي، يمكن أن يوسع الحرب إلى بلدان تزود أوكرانيا بالمساعدة، أو أن يلجأ إلى تصعيد عامودي يتضمن استخدام أسلحة نووية تكتيكية لتجنب هزيمة مذلة. ثالثاً، اندلاع نزاع طويل يستمر أسابيع أو أشهراً في حرب تقليدية وغير تقليدية، في ظل تصعيد نووي محتمل. والخيار الرابع، هو وتوافر تفكير واضح وأساليب احترافية لوضع حدٍ للنزاع. فهل يمكن الوصول إلى هذه المرحلة. يؤمل ذلك، قبل أن يكون هناك المزيد من القتل والدمار.