الثلاثاء 22 مارس 2022 / 10:42

صحف عربية: الأذرع الإيرانية وحرب أوكرانيا تعمق أزمة الطاقة العالمية

تواصل أسعار النفط ارتفاعها متأثرة بالحرب الدائرة في أوكرانيا، والعقوبات الغربية المفروضة على روسيا ثالث أكبر منتج للطاقة، وأكبر مصدر للأسواق الأوروبية، إضافة لاستمرار هجمات ميليشيا الحوثي الإرهابية على منشآت النفط في السعودية.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، فإن الارتفاعات المستمرة في أسعار الطاقة تلقي بظلالها على قطاعات الاقتصاد الأخرى، متسببة بارتفاع كبير في الأسعار ومستويات التضخم.

أزمة أسعار 
في صحيفة "الشرق الأوسط" يقول الكاتب وليد خدوري، من الواضح أننا أمام نزاع جديد طويل المدى بين الدول الغربية وروسيا وآثاره الاقتصادية على الطرفين من ناحية؛ ومدى انعكاساته على الأسواق النفطية والاقتصاد العالمي من ناحية أخرى. فرغم عدم اليقين المستقبلي، فإن المؤشرات المتوفرة تدل على أن العالم أمام مرحلة جيوسياسية عصيبة في المستقبل المنظور؛ نظراً إلى دور روسيا المهم في مختلف مجالات تصدير الطاقة.

واستشهد خدوري في حديثه، بتقرير صادر عن "أوبك" الأسبوع الماضي، ذكر فيه،  أن الحرب قد أدت إلى بروز أمور عدة؛ منها الارتفاع العالي لأسعار السلع الذي أخذ يرمي بثقله على زيادة معدل التضخم العالمي المتصاعد، وأدى هذا التضخم المتزايد إلى زيادة تكاليف النقل وارتفاع أسعار الصادرات. كما أضافت النشرة أن آثار النزاع، خصوصاً في حال استمراره، ستزيد من معدلات التضخم المتصاعدة، مما سيؤدي إلى تقلص الاستهلاك والاستثمارات.

ولتجنب الزيادة المستمرة في أسعار الطاقة، يقول الخدوري، إن معظم المعطيات من قبل منظمة "أوبك" وأقطارها الأعضاء تشير إلى ضرورة وأهمية المحافظة على دور روسيا في المجموعة والعمل على كيفية استيعاب النفوط الروسية في الأسواق العالمية. فالحظر قرار "غربي" وليس "دولياً"؛ إذ لم يوافَق عليه من قبل مجلس الأمن، كما هي الحال مع إيران.

سلاح النفط
في موقع "اندبندنت عربية" يقول الكاتب أنس بن فيصل الحجي، إن المشكلة الأساس في سلاح النفط هي أن استخدام الولايات المتحدة والدول الأوروبية أو روسيا له ينعكس سلباً على كل الدول النفطية الأخرى، حتى التي لا علاقة لها بالموضوع على الإطلاق. فسياسات الدول المستهلكة ستركز على تخفيض الطلب على النفط بطرق شتى، وهذا بدوره يخفض أسعار النفط أو يحجم من ارتفاع أسعاره، وهذا يخفض إيرادات الدول المنتجة كلها.

ويضيف حجي، كما حصل في الماضي، سيصبح النفط المشجب الذي يعلقون عليه فشل سياستهم، ومن ثم يؤلبون الرأي العام ضد النفط والدول النفطية وشعوبها، رغم أنهم لاعلاقة لهم بالخلاف الروسي - الأوكراني. المشكلة الأخرى أن هناك دول فقيرة جداً بدأت رحلتها مع النفط حديثاً، وفجأة ستجد نفسها في معمعة العداء لها ولنفطها، نتيجة الخلافات الروسية - الأمريكية - الأوروبية. وأفضل مثال على ذلك: غايانا وسورينام واللتان تعدان من أفقر دول العالم تاريخياً. 

رسالة سعودية
يقول مراقبون لصحيفة "العرب" اللندنية، إن السعودية تريد استثمار فرصة اهتمام العالم بزيادة المعروض النفطي، وخاصة الضغوط الأمريكية التي تريد من الخليجيين أن يزيدوا الإنتاج، لإظهار أن حربها على الحوثيين هي حرب لحماية إنتاج النفط ومسالك تصديره، وأنها تنوب العالم في هذه المهمة، وأن على واشنطن أن تغادر مربع السلبية في التعامل مع قصف المنشآت النفطية وكأنه لا يعنيها.
 
وبحسب المراقبين، فإن السعودية وجدت في الاهتمام العالمي بموضوع النفط فرصة لتوجيه رسالة إلى المواطنين الأوروبيين والأمريكيين يفيد مضمونها بأنهم إذا كانوا يريدون من المملكة أن تنقذهم في الأزمة الحالية مع روسيا فعليهم أن يضغطوا على حكوماتهم لمراجعة الموقف من الحرب في اليمن وتعديل موقفها من إيران وبرنامجها النووي والحماس الذي تبديه بعض تلك الدول لرفع العقوبات عن طهران.

وقالت الصحيفة، إن واشنطن وفي بادرة منها لامتصاص الغضب السعودي شرعت في تمكين الرياض من منظومة باتريوت بعد تلكؤ سابق.

وشكل الطلب السعودي للحصول على المزيد من وحدات منظومة باتريوت نقطة خلاف بين واشنطن والرياض منذ فترة طويلة، مما أثار استياء المسؤولين السعوديين. واعتبر مسؤولون، أن توفير صواريخ باتريوت الاعتراضية لن يحل مشكلة توتر العلاقة بين البلدين؛ حيث تأمل الولايات المتحدة أن تضخ السعودية المزيد من النفط للتخفيف من ارتفاع أسعار الخام في ظل التدخل الروسي في أوكرانيا.

شرعنة الإرهاب
من جهة أخرى، تقول الكاتبة سوسن الشاعر في صحيفة "الوطن" البحرينية، إنه في الوقت الذي أطلقت فيه ميليشيا الحوثي فرع الحرس الثوري اليمني صواريخها على جدة، وعلى مصفاة للنفط وأحدث أضراراً سيعطل فيه الإنتاج لعدة أيام، فإن إدارة بايدن تهنئ إيران وتريد أن ترفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، متساءلة إن كانت هذه الإدارة تدرك إلى أي مسافة تبتعد عن حلفائها في الخليج.

وتقول الشاعر متساءلة، إن كانت هذه الإدارة الأمريكية ستتحمل ما سيفعله الحرس الثوري الإيراني بمضيق باب المندب؟ وانعكاس ذلك على الأمن والسلام الدولي وعلى أسعار الطاقة؟

وتضيف، أن "بايدن على وشك أن يكون حرفياً الممول الأول للإرهاب، لست أنا من يقول ذلك إنما هو تيد كروز نائب الكونغرس الجمهوري لتكساس، قالها في تغريدة له قبل عدة أيام وتحديداً في 18 مارس (آذار) بعد توارد الأخبار عن قرب توقيع الاتفاقية النووية مع إيران، ورفع قائمة الحرس الثوري من قائمة الإرهاب وفق الشرط الإيراني".