الثلاثاء 22 مارس 2022 / 19:45

بولندية تربط الشرق بالغرب بلوحات تستلهم الحروف العربية

تستضيف منطقة البر الغربي الأثرية بمدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر، معرض "الكرتيد" للفنانة التشكيلية البولندية إيزابيلا ماريا أخمن، والذي ترمز لوحاته إلى الموروث الثقافي العتيق لحضارات البحر المتوسط "ذلك الذي يربط بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب".

وقالت الأمريكية دومينيك نافارو، مؤسسة "الأقصر أرت غاليري"، مستضيفة المعرض الذي انطلق الأحد، إن الفنانة إيزابيلا ماريا أخمن، استوحت اسم معرضها "الكرتيد" من "آنسات كاريا" في الحضارة اليونانية القديمة، اللاتي عرفن برقصاتهن التي كُن يَظهرنَ من خلالها مثل نباتات راقصة.

وأشارت إلى أن لوحات المعرض تبرز تلك العلاقة بين النساء والطبيعة، وتمثل كل صورة ظلية نسائية مستوحاة من الحضارات المختلفة، كما تسلط الضوء على أهمية دورهن في حفظ التناغم في حركة الكون المتلاحقة.

ولفتت نافارو إلى أن لوحات المعرض جذبت الكثير من الجمهور وحظيت بإعجاب الحضور من الزوار الأوروبيين والأمريكيين بجانب الفنانين والجمهور من مصر.

من جانبها، قالت التشكيلية البولندية إيزابيلا ماريا أخمن، إن اللوحات من فن الحروف، واستخدمت فيها الخط العربي الذي تعتبره من أهم أدواتها التشكيلية، وتوظفه فنياً في أغلب لوحاتها.

ولفتت إلى أنها تهدف بمعرضها "الكرتيد"، إلى خلق مساحة رحبة للحوار عبر الحضارات، والتعريف بالأدب البولندي، والأديبات والمفكرات الحاصلات على جائزة نوبل، أمثال فيسوافا شيمبورسكا، وأولغا توكارتشوك، وماريا سكودفسكا كوري، والأديبات زوفيا ناوكفسكا، وايفا ليبسكا، وهالينا بوشفيا تفسكا، باختيار مقتطفات من عدة مؤلفات ترجمها إلى العربية يوسف نبرواي، ووظفتها في لوحات المعرض.

وأشارت إلى أن النصوص التي استخدمت في لوحات المعرض تعبر عن مواضيع مثل الهوية والاحترام والعزة، والحرية، والقيم والمواضيع الأزلية التي تتشارك فيها الإنسانية دون نظر إلى الأديان والأعراق.

واستلهمت الأشكال والأنماط والألوان في لوحات المعرض، من رحلات الفنانة إيزابيلا ماريا أخمن، إلى بلدان عدة في أوروبا والشرق الأوسط.

ولم تغب الحضارة الفرعونية، ورموزها، وحروفها عن لوحات المعرض، وأظهرت إيزابيلا ماريا أخمن شغفها بالفن المصري القديم في العديد من اللوحات، بجانب نصوص من مؤلفات وأقوال شخصيات عربية وإفريقية مثل نيسلون مانديلا، ونجيب محفوظ، وأنيس منصور، وجلال الدين الرومي، وجبران خليل جبران.
  
يُذكر أن التشكيلية البولندية إيزابيلا ماريا أخمن، درست الفنون وترميم الرسوم والتماثيل الأثرية بأكاديمية وارسو للفنون الجميلة، واللغة العربية بجامعة وارسو، ثم انخرطت في الفنون، حيث شاركت بلوحاتها الفنية في قرابة 20 معرضاً وملتقياً تشكيلياً دولياً.

وتهتم البولندية، في معظم أعمالها التشكيلية بالتعبير عن القيم الروحانية، والضمير الإنساني أساساً للعلاقات بين البشر.