الخميس 24 مارس 2022 / 13:02

ناشونال إنترست: هل يمكن أمريكا والناتو تفادي حربٍ أوسع في أوكرانيا؟

24-زياد الأشقر

تشن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي حرباً بالوكالة ضد روسيا في أوكرانيا، من خلال تزويد كييف بالذخائر والمعلومات الإستخباراتية، بحسب ما كتب الاستاذ المميز في العلاقات الدولية ورئيس كرسي روبرت غيتس في الأمن القومي بجامعة أي آند أم بتكساس كريستوفر لاين.

الكرملين (وليس بوتين فقط) قد لا يقبل بهزيمة في الحرب الأوكرانية. وكلما طال أمد الحرب، كلما زادت حوافز موسكو للذهاب خلف خطوط الإمداد العسكرية التي توفرها الولايات المتحدة والناتو لأوكرانيا

وناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه أمام الكونغرس الولايات المتحدة "لتفعل المزيد". وهذا من أجل زيادة التدخل الأمريكي.

لكن الولايات المتحدة والناتو هما فعلاً يدفعان بدعمهما لأوكرانيا إلى منطقة خطرة حيث ترتفع فيها مخاطر نشوب مواجهة بين أمريكا والناتو من جهة وروسيا من جهة ثانية. وفي الوقت نفسه، فإن المفاوضات بين كييف وموسكو، تفترض أن حلاً ديبلوماسياً للحرب، هو في المتناول. ولهذه الناحية يتعين على الولايات المتحدة أن تركز جهودها على ألا تتورط عسكرياً في النزاع، علماً بأن المسؤولين الأمريكيين قد أكدوا في مناسبات مختلفة على أن الولايات المتحدة لن ترسل قوات قتالية ولا ستفرض منطقة حظر للطيران فوق أوكرانيا.

حرب عالمية ثالثة
وكما قال الرئيس جو بايدن في 11 مارس (آذار) :"لن نخوض حرباً ضد روسيا في أوكرانيا. إن المواجهة المباشرة بين الناتو وروسيا هي حرب عالمية ثالثة، ويجب أن نكافح لنمنع ذلك". وهذه سياسة سليمة، وليس ثمة ما يدعو إلى الشك حيال حساسية بايدن حيال هذه المسألة. ومع ذلك، فإن رؤساء آخرين قطعوا تعهدات مماثلة، ثم انتهكوها.

وكان خطاب زيلينسكي أمام الكونغرس ناجحاً من حيث حضه أمريكا والناتو على مواجهة مباشرة. وظهر ذلك في مقال كتبته جنيفر روبن في "واشنطن بوست" أشادت فيه "بمناشدة زيلينسكي للولايات المتحدة كي تضع حداً لترددها وتثبت زعامتها الدولية" و"للديمقراطيات الغربية المرتجفة كي تفي بالتزاماتها حيال أمم ديمقرطية أخرى" (على رغم أن أوكرانيا ليست ديمقراطية). ودعا كاتب العامود في "واشنطن بوست" ديفيد إغناتيوس إلى إلحاق "هزيمة كاملة" بروسيا على غرار ألمانيا واليابان في الحرب العالمية الثانية، بما يؤدي إلى "إعادة بناء ديمقراطي في روسيا".

وحتى قبل خطاب زيلينسكي، فإن ثمة مزاجاً في الولايات المتحدة يؤيد دعوات أعضاء في الكونغرس إلى تبني خطط جذرية-من تغيير النظام في موسكو إلى اغتيال الرئيس فلاديمير بوتين- وبدا أن ذلك من قبيل الضغط على بايدن كي يقر مساعدة أكبر لأوكرانيا. وتتزايد هذه الضغوط من الكونغرس ووسائل الإعلام "وضمناً" الرأي العام، إلى حد يضعف قرار إدارة بايدن البقاء خارج النزاع.

نزع فتيل الأزمة
وكتبت بيغي نونان في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن "مهمة زيلينسكي الأساسية هي حماية بلاده ...ولنقولها بفجاجة، أنه ليس سيئاً بالنسبة له إذا تصاعدت الحرب، طالما أن التصعيد يعني إعطاء أوكرانيا ما تحتاجه. لكن حلفاءه هم من يجب أن يخشوا من توسع النزاع". وحان الوقت لواشنطن كي تعود خطوة إلى الوراء لنزع فتيل الأزمة في أوكرانيا قبل فوات الآوان. فهذه على الأرجح الأزمة الدولية الأخطر منذ أكتوبر (تشرين الأول) 1962 عندما تواجه الإتحاد السوفياتي السابق والولايات المتحدة بسبب أزمة الصواريخ الكوبية.

وفي واشنطن و(أوروبا)، فإن الذين يدعون إلى دعم عسكري غير محدود لكييف يفترضون أن الكرملين سيبقى غير مبالٍ فيما جنوده يقتلون بأسلحة وذخائر مصدرها الولايات المتحدة والناتو. هذه مقامرة كبيرة وخطيرة. إن السياسة الأكثر حكمة بالنسبة إلى الولايات المتحدة هي خفض التصعيد والبحث عن حل ديبلوماسي.

صدام مباشر
ورأى الكاتب أن الكرملين (وليس بوتين فقط) قد لا يقبل بهزيمة في الحرب الأوكرانية. وكلما طال أمد الحرب، كلما زادت حوافز موسكو للذهاب خلف خطوط الإمداد العسكرية التي توفرها الولايات المتحدة والناتو لأوكرانيا. وهذا يعني فرصة أكبر لصدام عسكري مباشر بين الولايات المتحدة والناتو من جهة وروسيا من جهة ثانية.

كما أنه كلما طالت الحرب، كلما زاد الضغط السياسي على بايدن لزيادة المساعدة لأوكرانيا. ولن يقتصر الأمر على إرسال الأسلحة، وإنما ستواصل كييف الضغط من أجل إقامة منطقة حظر للطيران وأن تتحول الحرب ضد أوكرانيا إلى تدخل عسكري مباشر للولايات المتحدة والناتو.