الخميس 24 مارس 2022 / 18:43

الأوسكار في حيرة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا

لم يتضح بعد إذا كان موضوع الغزو الروسي لأوكرانيا سيثار خلال احتفال توزيع جوائز الأوسكار مساء الأحد، وإذا حصل ذلك فكيف، ولا تزال هوليوود حائرة في كيفية التصرف مع الأمر.

ولم يتوانَ عدد من النجوم سابقاً عن التطرق إلى مواضيع سياسية خلال احتفال توزيع جوائز الأوسكار، وكانت مواقفهم تحظى بالإشادة، وهو ما سبق أن فعله ليوناردو دي كابريو مثلاً بتناوله أزمة المناخ ، فيما انتقد خواكين فينيكس التلقيح الاصطناعي للأبقار.

وقال خبير الجوائز في مجلة "هوليوود ريبورتر" سكوت فاينبيرغ إن "الأمر يتوقف بدرجة كبيرة على كيفية تناول الموضوع".

وأضاف "إذا أعطى المتحدث انطباعاً بأنه ينفذ حملة دعائية أو يعطي درساً، فلن تسير الأمور على ما يرام. ولكن إذا كان الأمر صادقاً وذا معنى، يمكن أن تكون النتيجة مختلفة".

وشكلت الممثلة ميلا كونيس المولودة في أوكرانيا، وزوجها أشتون كوتشر، مثالين لنجوم هوليوود الذين وضعوا شهرتهم في خدمة القضية الأوكرانية.

وجمعت صفحة جمع التبرعات التي أطلقها الزوجان على موقع GoFundMe، حتى الآن أكثر من 35 مليون دولار لتمويل المساعدات الطارئة والإقامة للاجئين الأوكرانيين في الدول المجاورة.

ورحب الرئيس فولوديمير زيلينسكي بالمبادرة. وكتب الرئيس الأوكراني الذي كان ممثلاً قبل انتخابه إن أشتون كوتشر وميلا كونيس "كانا من بين أول من تفاعل مع محنة" أوكرانيا. وأضاف "أنا ممتن لدعمهما، ومعجب بتصميمهما".

أما الممثل والمخرج الأمريكي شون بن الذي كان في كييف في نهاية فبراير (شباط) عند بداية الغزو الروسي، حيث كان يصور فيلما وثائقيا عن الوضع في أوكرانيا، فجعل مؤسسته الإنسانية تتحرك لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين إلى بولندا.

ووصف شون بن في تصريح أوكرانيا بـ "رأس الحربة في المعركة من أجل أحلام الديموقراطية. إذا تركناها تقاتل بمفردها، نفقد روحنا نحن الولايات المتحدة".

أما نجم "ذي تيرمينيتور" أرنولد شوارزنيغر فدعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منشور أصبح متداولاً على نطاق واسع عبر الشبكات الاجتماعية إلى إنهاء الحرب التي وصفها بـ "حمقاء".

وأبدى مخرجون كثر أقل شهرة اهتماماً بالعنف منذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في 2014 ودعمت انفصاليي دونباس.

وحضر الغزو الروسي كل احتفالات توزيع الجوائز السينمائية في هوليوود هذا الموسم، من باب مبادرات التضامن مع أوكرانيا، أو على صورة تصريحات شرسة ضد بوتين.

وقالت الممثلة الأمريكية كريستين ستيوارت في احتفال توزيع جوائز "سبيريت" للسينما المستقلة: "نحن مع مئات الآلاف من اللاجئين الهاربين من الحرب، أوكرانيين كانوا أو من أعراق وجنسيات أخرى".

أما عريفة الاحتفال ميغان مولالي فلم تكتف بالقول: "أعتقد أنني أتحدث نيابة عن الجميع عندما أقول إننا نأمل في حل سريع وسلمي"، لكنها كالت لبوتين شتيمة من العيار الثقيل داعية إياه إلى التوقف والعودة إلى بلاده.

ولا يُتوقع أن تذهب الممثلة الكوميدية إيمي شومر إلى هذا الحد عند تقديمها مساء الأحد احتفال توزيع جوائز الأوسكار، لكنها كشفت أنها طرحت أخيراً فكرة دعوة الرئيس زيلينسكي للتحدث "عبر الأقمار الصناعية أو مقطع فيديو مسجّل، لأن الكثير من الأنظار موجهة إلى احتفال توزيع جوائز الأوسكار".

إلا أن أكاديمية فنون السينما وعلومها التي تنظم الأوسكار لم تتلقف الفكرة علناً، ويبدو أن الاقتراح رُفِض.

وأقرت إيمي شومر بأن "ثمة ضغطاً معيناً ليجري الاحتفال على طريقة إنها مسألة عابرة، فلندع الناس ينسون، نريد فقط الاستمتاع بالأمسية".

ورأى الصحافي سكوت فاينبيرغ أن المنظمين أرادوا ربما تجنب مزيج من الأنواع قد يشكل إحراجاً.

وأشار فاينبيرغ إلى أن المنظمين "يجهدون للتفكير في تحديد كيفية التحدث عن الموضوع دون أن يكون الطابع السياسي للاحتفال طاغياً، أو تحويله إلى عنصر خلاف".

ويستطيع منتجو احتفال توزيع جوائز الأوسكار في نهاية المطاف تفادي التطرق إلى هذا الموضوع الحساس على الإطلاق، إذ يحتمل أن يتولى الفائزون أنفسهم هذا الموضوع لدى تسلمهم جوائزهم.

وقال كلايتون ديفيس من مجلة "فاراييتي": "إذا أردت المراهنة، فسأقول إن كل خطاب تقريباً سيذكر أوكرانيا والفظائع التي تحصل فيها".