روبلات روسية ودولارات أمريكية (أرشيف)
روبلات روسية ودولارات أمريكية (أرشيف)
الخميس 24 مارس 2022 / 19:09

الغاز الروسي بالروبل ...ماذا تعني عقوبات موسكو على الاتحاد الأوروبي

قد يساعد قرار فلاديمير بوتين بمنع دول غير صديقة من دفع ثمن الغاز الروسي بالدولار أو اليورو، في الاعتماد على الدولار في سوق الطاقة، لكن تنفيذه غير مؤكد، كما يقول المتخصص في شؤون الطاقة نيكولا مازوتشي من مؤسسة البحوث الاستراتيجية الفرنسية.

فبالإضافة إلى أن القرار قد يشكّل خرقاً للعقد، كما أشار العديد من المحللين والحكومة الألمانية الأربعاء، فإن الصعوبات أيضاً طريقة تحديد السعر واختيار المصارف الوسيطة.

س: فهل يمكن اعتبار قرار فلاديمير بوتين بمنع الأوروبيين من دفع ثمن مشتقات النفط بالدولار أو اليورو مفاجئاً؟

ج: إنها العقوبات الروسية المضادة التي كنا ننتظرها نوعاً ما، إذ يجب التذكير بأن في 2014، فُرضت عقوبات على روسيا التي فرضت بدورها عقوبات مضادة على المنتجات الزراعية المصنعة الأوروبية، لذلك فإن روسيا تنفذ في مكان ما عقوباتها المضادة وتضرب في المكان الذي يوجع.

س: ما هي التداعيات المحتملة؟
ج: إذا نفذ القرار، سيكون له تأثيران، سترتفع قيمة الروبل بشكل مصطنع لأنه سيخلق طلباً على الروبل الذي تأثر بالقرار الروسي بغزو أوكرانيا.

أما التأثير الثاني المهم لروسيا، فهو أنه منذ اللحظة التي يتوقف الدولار فإن ذلك سيتيح بشكل أو بآخر تفادي كل أو جزء من العقوبات الأمريكية، التي يمكن أن تتمحور حول استخدام الدولار لأن قسماً كبيراً من صلاحية القانون الأمريكي خارج الولايات المتحدة يقوم على الدولار، وبالتخلي عن الدولار هناك محاولة لإزالة القدرة الأمريكية على الضغط.

بالنسية إلى إيران، مثلاً، كانت قدرة الولايات المتحدة على منع إيران من التجارة تتمثل في القول: "نحن نمنعكم من المتاجرة بالدولار".

يمكن موسكو أن تأمل الالتفاف على عقوبات معينة بالقول:" الآن لم تعد الأمور في عالم النفط والغاز بالدولار ولا باليورو".

س: ما هي الشركات الفرنسية التي ستتأثر بهذا القرار؟
ج: كل الشركات التي تشتري مشتقات النفط من روسيا مباشرة سوف تتأثر. حتى الآن، هناك توتال إنرجي التي أعلنت وقف كل مشتريات النفط ومشتقاته من روسيا، لكنها ستستمر في شراء الغاز منها... وهناك إنجي التي تشتري الغاز من روسيا أيضاً، وكل ما يتعلق بنورد ستريم، إذ كانت الشركة من بين خمس شركات فرنسية ساهمت في تمويل المشروع.

حتى الآن، في عقود مماثلة لعقد نورد ستريم، كانت تقيم كميات الغاز بالدولار. مبلغ معين بالدولار لكل ألف متر مكعب. السؤال هو، منذ اللحظة التي تريد فيها روسيا وضع نظام يعتمد على استخدام الروبل، كيف يمكننا تحويل هذا المبلغ بالدولار إلى مبلغ بالروبل، ما هي القيمة المرجعية التي سنستند إليها؟ علينا أن نرى كيف سينفذ ذلك. كيف سيكون التنفيذ، هل سيكون ضرورياً المرور عبر مصارف محددة؟ إذا كان الأمر كذلك، لن يعود للمصارف بالضرورة قدرة على ممارسة نشاطها في أوروبا، فهل يجب المرور عبر بلدان ثالثة؟

قد يكون ذلك على أساس كل حالة على حدة، وقد ينفذ كل فريق، إذا أراد مواصلة التجارة مع روسيا في مشتقات النفط، استراتيجيته ومساره الخاص، ولن يكون هناك بالضرورة نموذج واحد.