الإثنين 28 مارس 2022 / 11:09

ماذا يعني تغيير روسيا خططها في أوكرانيا؟

24-زياد الأشقر

كتب إيفان جيرشكوفيتش وإيزابيل كولز في صحيفة "وول ستريت جورنال"الأمريكية، إن قرار روسيا تغيير خطتها للحرب في أوكرانيا، يؤشر إلى محاولة موسكو تأمين أراضٍ قريبة من حدودها، كانت قد اقتطعتها منذ سنوات وهيأت الأرضية لقتال ضارٍ في منطقة دُمرت أصلاً منذ أكثر من شهر بفعل الحرب.

تغيير روسيا لخطتها الحربية، تسلط الضوء على تعثر الجهود الأوسع للكرملين للسيطرة على معظم أوكرانيا

ومع دخول الهجوم الروسي شهره الثاني، لا تبسط روسيا سيطرة كاملة على منطقة الدونباس الحدودية معها. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الميجور جنرال إيغور كوناشينكوف السبت إن قوات بلاده تقاتل لإنتزاع قريتين حول دونيتسك، المدينة التي يسيطر عليها الإنفصاليون المدعومون من موسكو منذ 2014.

والجمعة، أعلنت موسكو أنها تقترب من إنهاء المرحلة الأولى من عمليتها العسكرية في أوكرانيا. وقال رئيس أركان العمليات الرئيسية سيرغي رودسكوي إن "قواتنا ومصادرنا ستركز على الهدف الأساسي: التحرير الكامل للدونباس".

بينما كان بايدن في وارسو
وعلى رغم ذلك، فإن روسيا لا تقصر عملياتها العسكرية على أراضٍ شرق أوكرانيا. وضربت الصواريخ الروسية السبت محيط لفيف، وفق رئيس بلديتها أندري سادوفي. وتقع المدينة فقط على مسافة 40 ميلاً من الحدود البولندية. ووقع الهجوم بينما كان الرئيس الأمريكي جو بايدن يزور وارسو على مسافة بالكاد تصل إلى 210 أميال.

وقالت القوات الأوكرانية إن القوات الروسية تعيد تجميع صفوفها تحضيراً لتجديد هجومها على منطقة متنازع عليها تمتد من لوغانسك بمحاذاة الحدود الروسية مع أوكرانيا، إلى الغرب من مدينة ماريوبول في الجنوب، التي تشهد قتال شوارع في الوقت الذي تحاول القوات الروسية الإستيلاء عليها.

وينظر إلى هذه المنطقة على أنها مهمة بالنسبة للكرملين على الصعيد الإستراتيجي، لأن موسكو تهدف إلى تأمين "جسرٍ بري" بين غرب روسيا وشبه جزيرة القرم، ومد سيطرتها إلى الدونباس.

إن منطقة الدونباس الصناعية تمتد على طول الحدود الشرقية لأوكرانيا المحاذية لروسيا. وتحتل روسيا منذ مدة أجزاء من المنطقة، منذ أن غذت تمرداً هناك عام 2014. وتمكن الإنفصاليون المدعومون من روسيا من السيطرة على أجزاء من ماريوبول في المراحل الأولى من القتال، لكن القوات الأوكرانية أعادتهم إلى الوراء. واستمر القتال المتقطع لمدة 8 أعوام مما أسفر عن مقتل 14 ألف شخص قبل أن تشن روسيا غزوها الشامل الشهر الماضي.

وقال رئيس منطقة الإدارة العسكرية لمنطقة لوغانسك سيرغي هايدي إن القوات الروسية تستهدف المستودعات في سيفيردونيتسك. ولفت إلى إمدادات الغذاء والضروريات الأخرى، يتم توزيعها على الأقبية والملاجئ حيث يختبئ الناس في أنحاء المنطقة. وتُبذل جهود لإجلاء المدنيين إلى أماكن آمنة وإستعادة الإتصالات حيث أمكن ذلك.

وبحسب مسؤول عسكري أمريكي، إن تركيز موسكو على الدونباس يأتي في الوقت الذي استعادت القوات الأوكرانية مناطق كانت القوات الروسية سيطرت عليها في بداية الغزو في 24 فبراير(شباط). وفي الأيام الأخيرة، دفعت القوات الأوكرانية الجيش الروسي من محيط مدينة ميكولايف غرب ماريوبول، وهي تقاتل الروس في خيرسون العاصمة الإقليمية للمقاطعة التي استولوا عليها في وقت سابق.

الخطوط الأمامية
والقوات الأوكرانية المنتشرة في تلك المنطقة هي الأشد قوة بفعل مرابطتها على الخطوط الأمامية ضد الإنفصاليين المدعومين من روسيا.

ويرى الكاتب أن تغيير روسيا لخطتها الحربية، تسلط الضوء على تعثر الجهود الأوسع للكرملين للسيطرة على معظم أوكرانيا. وعندما غزت روسيا أوكرانيا، فعلت ذلك على جبهات عدة، مستهدفة السيطرة على كييف العاصمة وأجزاء أخرى من الأراضي. وفي الأيام الأولى من القتال، تمكنت القوات الأوكرانية من صدّ إنزال جوي للسيطرة على المدينة، وأوقفت أرتال الدبابات المتوجهة نحوها وأوقفت تقدم القوات الروسية في مناطق أخرى.

والسبت، أعلن أناتولي بيبلوف رئيس أوسيتيا الجنوبية، المنطقة الإنفصالية المدعومة من روسيا في جورجيا، أن قواته ستنضم إلى الحرب في أوكرانيا. وبحسب مسؤول أمريكي، فإن روسيا تسعى فعلاً إلى تعزيز عديد قواتها بتجنيد مقاتلين سوريين.