صاروخ في عرض عسكري إيراني (أرشيف)
صاروخ في عرض عسكري إيراني (أرشيف)
الثلاثاء 29 مارس 2022 / 11:02

قد يكون أكثر من مأزق لبايدن

منى سالم الجبوري-ميدل إيست أونلاين

تزداد أجواء الضبابية والغموض على المنعطف الحساس جداً الذي وصلت إليه محادثات فيينا في ضوء إصرار المسٶولين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على شرطهم بشطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الارهابية للتوصل الى الاتفاق النووي، خصوصا بعد عمليات الشد والجذب بين الأمريكيين والإيرانيين والتي يبدو أن الإيرانيين لا يريدون إعلان أي تعهد رسمي لهم بتقليص نشاطاتهم في المنطقة، حيث أن القادة الإيرانيين وفي مقدمتهم خامنئي أعلنوا أكثر من مرة وخصوصا خلال الفترات الاخيرة رفضهم القاطع على المساومة على دورهم ونشاطهم في بلدان المنطقة واعتبروا ذلك مساساً بأمنهم.

إدارة بايدن إذ تسعى لإظهار نفسها بأنها تقف موقف من يمسك بالعصا من وسطها، خصوصا عندما تبادر بين الفينة والأخرى لإطلاق تصريحات عن رفضها للتدخلات الإيرانية وعزمها على وضع حد لذلك، غير أن الذي يرد من أنباء ومعلومات من الكواليس لا يبعث على الثقة بهذه الإدارة خصوصا وأن التجربة المرة لبلدان المنطقة مع إدارة أوباما، والاتفاق النووي الذي أطلق يد طهران في المنطقة، وأن المٶشرات معظمها تميل إلى أن إدارة بايدن كما يبدو تميل للسير بنفس منوال إدارة أوباما، وبهذا الصدد يبدو تصريح أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي في 23 مارس (أذار) الجاري، عن "التدخلات الايرانية مستمرة من دون انقطاع منذ أكثر من عقد من الزمن ولدى الدول العربية العديد من الشواغل حيال السياسة الإيرانية في الإقليم، خاصة في حال توصلها إلى اتفاق مع مجموعة 5+1 حول برنامجها النووي، الذي يمثل تهديدا للأمن والسلم، في الإقليم وفي العالم" وكأنه موجه لإدارة بايدن في خضم الحديث عن إمكانية إزالة الحرس الثوري من قائمة الارهاب كشرط إيراني للتوصل للاتفاق.

التصريحات والمواقف الرافضة والمشككة للأسلوب والنهج والطريقة التي تتبعها إدارة بايدن في تعاملها مع طهران في محادثات فيينا، تبدو جميعها وفي خطها وسياقها العام كسمفونية متكاملة تعكس موقفا أمريكيا يميل إلى مقدار مبالغ فيه من الليونة والتساهل تجاه طهران، وهو الذي يٶكد أن التطمينات العلنية لهذه الإدارة لبلدان المنطقة تبدو كفقاعات تنفجر على وقع ما يكشف عنه من مستور يعكس الوجه الحقيقي للموقف الأمريكي.

التصور أن النظام الايراني سيبادر مع شطب حرسه الثوري من قائمة الإرهاب بتخفيض وتحديد دوره ونشاطاته في المنطقة خصوصاً وأن طهران تؤكد وبصوت عالٍ أنها ترفض خفض التصعيد مقابل رفع الحرس من قائمة الإرهاب ولئن كان هناك الكثير من الأصوات الأمريكية المتصاعدة الرافضة لشطب الحرس الثوري، وخصوصا من الإدارة الأمريكية السابقة والتي وصلت إلى حد اعتبار ذلك بمثابة استسلاما للإرهاب لكن الموقف يتجه بسياق نحو إسباغ الرسمية عليه ولاسيما بعد أن باتت الأصوات تتصاعد من جانب النواب الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء من الأسلوب الغامض والضبابي المتبع من أجل إبرام الاتفاق النووي مع طهران، وفي كل الاحوال يبدو أن هناك في المسار المتبع من أجل التوصل لإبرام إتفاق نووي مع طهران، ما يمكن وصفه بأكثر من مأزق لبايدن.