صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الجمعة 13 مايو 2022 / 11:24

صحف عربية: مخاوف من إيران... وعلى لبنان بعد الانتخابات

24 - أحمد إسكندر

اقترب موعد التصويت في الانتخابات البرلمانية اللبنانية، يوم الأحد المقبل، التي تعد آخر المحاولات لإنقاذ بيروت من الجمود والشلل السياسي، ومن هيمنة حزب الله على القرار السياسي فيها لصالح إيران التي لا يبدو أنها في وارد التخلي عن أحلامها التوسعية ومشاريعها الهدامة في المنطقة.

وحسب صحف عربية عربية صادرة، اليوم الجمعة، فإن الرهان الحقيقي في لبنان في انتخابات الأحد سيكون نسبة المشاركة في التصويت، لتحجيم حزب الله، الذي يُعول على المقاطعة بشكل عام، وعزوف قطاع واسع من السنة عن العمل السياسي، لتكريس هيمنته على المشهد بالتحالف مع مسيحيين يمثلهم تيار جبران باسيل، صهر الرئيس اللبناني ميشال عون. 

الكتلة الثالثة
وفي هذا السياق قالت صحيفة "الجريدة" الكويتية، إن المراقبين يأملون أن تفضي الانتخابات إلى توازن نسبي على الأقل في البرلمان الجديد، أي أن يكون المجلس الجديد غير خاضع لحزب الله، وذلك اعتماداً على مؤشرات واستطلاعات تشير إلى احتمال تراجع التأييد لحزب الله بفضل أصوات المغتربين ضده، وتشير الاستطلاعات وفق الصحيفة، إلى احتمال سيطرة السنة على أغلبية مقاعد بيروت، في حين يُرجح خسارة الحزب لمواقعه في بعض معاقله في الجنوب.

وفي المقابل يُنتظر أن يحقق حزب القوات اللبنانية، سيطرة لافتة بين المسيحيين على حساب الحليف المسيحي الكبير لحزب الله الوطني الحر، بقيادة جبران باسيل.

وحسب الصحيفة "تقول مصادر شركات الإحصاء إن الانتخابات ستفرز كتلتين كبيرتين، واحدة لحزب الله وحلفائه، وأخرى لخصومه، لكن لا أحد من الطرفين سيحصل على الأكثرية، فيما ستكون هناك كتلة ثالثة وسطية هي التي تحدد مسار الاتجاه العام في القرارات السياسية. ولكن هذه النتائج تتوقف على نسبة التصويت السني، حسب ما تقول كل مراكز الإحصاء وحتى ماكينات الأحزاب".

16 مايو 
في صحيفة "نداء الوطن" قال وليد شقير، إن المراقبين يتوقعون بتشاؤم، أن يكون 16 مايو (أيار) أي  اليوم الموالي للانتخابات وما بعده، بسبب تراكم المشاكل العميقة في لبنان "ومعظمها يتناول الأزمة الاقتصادية المالية والأزمة السياسية التي حالت دون اتخاذ القرارات اللازمة لمعالجتها، وينتظر أن تحول دونها مجدداً، بعد فرز صناديق الاقتراع، بحيث أنه ما كان يبدو بداية طريق الخلاص بتجديد التفويض لـ128 نائباً جديداً من أجل إرساء نهج جديد في التعاطي مع معاناة اللبنانيين من أبشع انهيار شهدوه في تاريخهم، سيكون محطة جديدة على طريق تفاقم هذه المعاناة، لا أكثر".

 ويمضي الكاتب في مخاوفه قائلاً: "سواء صحت هذه المخاوف أم لم تصح، لأنه من المبكر الحديث عن توقعات كهذه، فإن صورة البرلمان المقبل، وفق معظم التقديرات، ستحول دون أي حسم لأي قرار أو استحقاق أو خطة تعافٍ. فخريطة البرلمان الجديد ستحمل في طياتها بذور الخلافات السياسية حول القضايا الرئيسة. وحتى لو حصل الفريق الذي يقوده حزب الله على الأكثرية، فإنها ستكون على صوت أو صوتين لا أكثر، لكنها أكثرية هجينة وضعيفة، ستسقط عند أول استحقاق هو انتخاب رئيس البرلمان حيث سيرفض حليفه الرئيسي التصويت للرئيس نبيه بري. والأرجح أنهم سيختلفون على تسمية رئيس الحكومة المقبل، ثم على تشكيل الحكومة العتيدة، وصولاً إلى رئاسة الجمهورية".

الدرس الأوكراني
مع استمرار الجدل والشكوك في الاتفاق النووي الإيراني المنتظر، قال مصطفى فحص في "الشرق الأوسط" إن التطورات الدولية والإقليمية لا توحي بتراجع إيران عن مشروعها النووي والباليستي، ذلك أن إيران التي "تتمرّس في ابتزاز المجتمع الدولي تفاوضياً من خلال تطوير برنامجها النووي" ماضية في الاقتراب من المستوى العسكري للسلاح النووي.

ويضيف الكاتب، أن بعض مراكز صنع القرار تدفع إلى "امتلاك سلاح نووي مهما كان الثمن، في مقاربة ما بين النموذجين الكوري الشمالي والباكستاني" لأن كلفته "على النظام أقل مما جرى مع ليبيا ومع أوكرانيا، ففي المثال الليبي هناك من يعد أن مصير معمر القذافي ربما اختلف لو أبقى على مشروعه النووي، ولم يسلمه إلى الأمم المتحدة بعد سقوط نظام صدام حسين، كما أن الحرب الأوكرانية طرحت سؤالاً جدياً بين النخب السياسية الإيرانية، عن أن كييف لو تسلم ترسانتها النووية بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، هل كانت موسكو وبكل ما تملك من تفوق عسكري ستقوم بغزوها، هذه العوامل تضع أصحاب القرار النهائي في طهران أمام خيارات صعبة، فهم ينظرون إلى الحالتين الليبية والأوكرانية، وتزداد دوافعهم في ضرورة امتلاك قوة رادعة استراتيجية لضمان حمايته، لكنهم يدركون أن المسافة المتبقية للوصول إلى هذا الهدف، وإن كانت قصيرة في رأي بعض الخبراء الدوليين، فإن تكلفتها الإقليمية ستكون مرتفعة، إذا كان هناك من يعيد طرح سيناريو تموز العراقي".

وينهي فحص قائلاً: "من الواضح أن خيارات إيران النووية كثيرة، لكنها مكلفة، والمعضلة رغم قناعة الجميع بأنَّ السلاح النووي مهمته دفاعية أكثر منها هجومية، فإنه في الحالة الإيرانية يرتبط بمشروعها التوسعي؛ لذلك تحول مبكراً إلى عبء داخلي وخارجي".

المشروع الإيراني بالتفاصيل

أما في صحيفة "الوطن" البحرينية، يعود فريد حسن إلى "الأطماع الإيرانية في الخليج" للكاتب السعودي عبدالله العلمي، ويوضح فيه "كيف أسست الثورة الإيرانية للفرقة بين المذاهب والاصطفاف الطائفي في الصراع السياسي الدائر بالمنطقة والذي أسفر عن أجواء مرتبكة سادها التوتر والحذر وسوء الظن واستبدال بعض الجيوش العربية بعصابات مسلحة وحشود شعبية، كما فعلت في العراق وسوريا واليمن ولبنان".

ويضيف أن الكتاب "يشرح كيف يحل الخراب أينما تحل إيران، وكيف احتلت الجزر الإماراتية الثلاث، وكيف عبثت بأمن البحرين، وأدارت الخلايا الإرهابية في الكويت وأشعلت نار الحقد في القطيف، وكيف دعمت بشار الأسد وحكمت بغداد، واستأجرت الأفراد من أفغانستان، وساندت الانقلابيين الحوثيين واحتلت بيروت الجنوبية"، و"تاريخ حزب الله ودوره ومموليه وكيف أن لإيران هدف ومشروع استعماري توسعي منظم مدعوم بخطط مدروسة لبث الفرقة المذهبية ونشر الإرهاب ولاستهداف الدول في المنطقة".