صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الخميس 2 يونيو 2022 / 11:12

صحف عربية: إيران في الزاوية من جديد

24. إعداد: شادية سرحان

أكد مجلس التعاون لدول الخليج أمس من جديد المطالبة بدعوة إيران للالتزام بالمبادئ المبنية على ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي التي تنظم العلاقات بين الدول، بما في ذلك مبادئ حُسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، ونبذ الإرهاب والطائفية.

وجاء الموقف الخليجي المتجدد، على هامش القمة التي جمعت وزراء خارجية دول المجلس، بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس في الرياض، في إطار لقاءات دول المجلس بطرفي الأزمة الأوكرانية، موسكو وكييف، وبالتزامن مع تعطل المفاوضات في فيينا حول النووي الإيراني.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، فإن توقف المفاوضات، ورفض الشروط الإيرانية، ولجوء إيران للتصعيد باحتجاز سفن، ومواطنين أوروبيين، كلها عوامل توحي بتعثر المسار التفاوضي، أعاد حشر إيران في الزاوية من جديد، وأثبت محدودية جدواه من الأساس.

مصلحة خليجية
وفي هذا السياق نقلت صحيفة الشرق الأوسط، عن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بعد اجتماعين عقدهما وزراء خارجية دول الخليج، الأربعاء، مع وزير خارجية روسيا حضورياً، ووزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا افتراضياً: "عكسنا من خلال هذين الاجتماعين موقفنا الموحد تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها السلبية وخاصة بما يتعلق بالأمن الغذائي في الدول المتضررة والعالم"، مشدداً على أن "إرساء دعائم الأمن الإقليمي أحد أهم مرتكزات وحدة مجلس التعاون التي تواجه تحديات كبيرة تستدعي تنسيقاً وثيقاً للوصول إلى مقاربة مشتركة تجاه العلاقات الدولية لرعاية مصالحنا".

وعلى هذا الأساس أعربت دول الخليج وفق الصحيفة، عن رفضها لسياسة الأمر الواقع، دولياً وإقيليمياً، بالابتعاد عن سياسة العقوبات على روسيا من جهة، وبالمطالبة بالتعاطي الجدي مع التحدي الذي تمثله إيران لدول المنطقة، بملفها النووي ولكن أيضاً بتسليح الميليشيات والتهديد بالصواريخ، وهو ما أوضحه وزير الخارجية السعودي عندما قال :"يجب أن يكون حوارنا وتواصلنا مع إيران مبنياً على موقف خليجي موحد ندعوها من خلاله، للتهدئة، والتعاون، والالتزام بمبادئ الشرعية الدولية، وحسن الجوار حتى نصبح قادرين على العمل سوياً لتحقيق خططنا التنموية ضمن بيئة إقليمية مستقرة حاضنة للشراكات وداعمة لبرامج التنوع الاقتصادي" وذلك إلى جانب ضرورة أن "تشمل مفاوضات الملف النووي الإيراني، وأي مفاوضات مستقبلية مع إيران، معالجة سلوكها المزعزع لاستقرار المنطقة، ورعايتها للإرهاب والميليشيات الطائفية، وبرنامجها الصاروخي، وسلامة الملاحة الدولية والمنشآت النفطية، وضرورة مشاركة دول المجلس في تلك المفاوضات وجميع المباحثات والاجتماعات الإقليمية والدولية المتعلقة بهذا الشأن".

انقسام داخلي
من جهته، وفي موقع "إندبندنت عربية" قال حسن فحص، إن رفض الإدارة الأمريكية رفع الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية، بعد قبول إيران تأجيل المطالبة به إلى ما بعد الاتفاق النووي النهائي، أربك حسابات طهران، وورطها أمام الرأي العام الداخلي.

وتابع الكاتب "لا شك في أن التجاوب الإيراني مع المبادرة الأوروبية، كانت مكلفا وباهظ الثمن على النظام والتيار المحافظ الذي كان يسعى لتحقيق مكاسب من هذه المفاوضات في اللحظات الأخيرة، وأن يستغل الانشغال الأمريكي والأوروبي بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وما خلفته من أزمات معقدة ومتداخلة اقتصادية وأمنية وغذائية، وإرباك في توفير الطاقة ومصادرها تعويضاً عن المصادر الروسية التي دخلت في دائرة العقوبات والحصار".

وأضاف أن "التخلي الإيراني عن مطلب أو شرط رفع العقوبات عن الحرس الثوري، واعتبارها من الخطوط الحمراء للنظام والحكومة ويمس السيادة الوطنية، قد يكون بمثابة انتكاسة أيديولوجية واستراتيجية للتيار المحافظ الذي فشل في حماية أحد أبرز أركان سلطته وعنوان من عناوين سيطرته".

واعتبر حفص، أن تعطل المفاوضات بعد هذه التطورات الجديدة، وضع إيران في الزاوية من جديد، وكشف الانقسام العميق داخل النظام الإيراني "وهذا الانقسام يعمق أزمة النظام ويضعه أمام تحدٍ بين خيارين هما التفاوض والقبول بما فيها من تسويات وتنازلات لن يكون ثمنها أغلى من بقاء النظام واستمراره، أو المغامرة والمقامرة بكل ما في يد النظام والذهاب إلى تعطيل التفاوض والانسحاب وما في ذلك من تبعات وتداعيات مجهولة النتائج". 

اتفاق معيب
أما في موقع "إيلاف"، فقال سالم الكتبي، في سياق حديثه عن المفاوضات النووية، إن "المفاضلة بين السيء والأسوأ ستنتهي بمنطقتنا إلى الأسوأ، لأن السيء لن ينتج سوى المزيد من الأموال وحرية الحركة والمزيد من التغول والتوسع وبسط النفوذ الإيراني، ببساطة، سيعيدنا إلى أجواء الحقبة مابين 2015 ـ 2018، التي نرى نتائجها الآن في العراق وسوريا ولبنان".

واعتبر الكاتب أنه "لا يجب التعامل مع المسألة باعتبارها قدراً محتوماً، فهذا الاتفاق المعيب الملىء بالثغرات لا يجب أن يكون الخيار الأوحد للمنطقة والعالم، كما أن إحياءه ليس إنجازاً سوى للجانب الإيراني، أو لمن يبحث عن تأجيل للخطر والتهديد وترحيله لأجيالنا المقبلة في المنطقة".

وشدد الكاتب على أنه "لا يجب حصر التهديد الإيراني في الشق النووي، باعتباره ذروة الخطر المحتمل، كما لا يفترض الاستسلام لاختيار السىء بدعوى أننا نتفادى الأسوأ، فالسيء ليس قدرنا في هذه المنطقة الملتهبة من العالم، والأسوأ لا يجب أن يكون الفزاعة التي تخيف طهران العالم بها، لاسيما أن المحصلة الحقيقية تشير إلى أن الخطر الإيراني لم ينته بعد اتفاق 2015، بل تباطأ قليلاً، وأن المزيد من التأخير عبر التوصل الى تفاهمات جديدة لا يعني أننا بمنأى عن الخطر، بل فقط باعدنا المسافة الزمنية بيننا وبينه".

لغة التهديد
من جهته أشار موقع "ميدل إيست أونلاين"، إلى عودة إيران للغة التهديد للتغطية على انتهاكات نووية جديدة، بعد تحذير طهران حذرت أمس من الرد على أي "خطوة غير بناءة" يتخذها مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الأسبوع المقبل، وذلك بعد إعلان الأخيرة أن طهران لم توضح أسباب العثور على آثار مواد نووية في مواقع غير مصرّح عنها.

وتزامن التهديد الإيراني حسب الموقع مع تأكيد مصدر دبلوماسي أوروبي أن واشنطن، ولندن، وباريس، وبرلين، أعدت مشروع قرار يدعو طهران للتعاون مع الوكالة، يرجح عرضه على المجلس الذي يبدأ اجتماعاته اعتباراً من الإثنين.

وجاء التهديد الإيراني بعد كشف الوكالة الإثنين، أن إيران لم تقدم إيضاحات كافية عن آثار مواد نووية عثر عليها في ثلاثة مواقع لم تصرح بها إيران سابقا، وهي مريوان، ورامين، وتورقوزآباد، وبعد دعوة الخارجية الفرنسية إيران الى "التجاوب دون تأخير مع أسئلة ومتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مشيرة الى أنها على "تشاور وثيق مع شركائنا" لبلورة "طريقة التعامل مع هذه المسألة في الاجتماع المقبل لمجلس المحافظين".