صحف عربية (أرشيف)
صحف عربية (أرشيف)
الإثنين 6 يونيو 2022 / 10:33

صحف عربية: تحذيرات من ألاعيب حوثية تجاه الهدنة في اليمن

حذر سياسيون من ألاعيب حوثية جديدة تهدد بجهود الأمم المتحدة في مد الهدنة الانسانية في اليمن شهرين جديدين في ظل استئناف المشاورات بين الحكومة اليمنية ووفد الحوثيين في العاصمة الأردنية عمان.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الاثنين، يسعى الحوثيون للتهرب من التزاماتهم تجاه الهدنة الانسانية التي تم الاتفاق عليها وممارسة انتهاكاتهم المستمرة تجاه الشعب اليمني دون وضع أي اعتبار للاتفاقات التي تتم برعاية الأمم المتحدة وأطراف أخرى محايدة.

انتكاسة الهدنة
واعتبر مراقبون للشأن اليمني أنّ إعلان المبعوث الأممي هانس غروندبرغ عن موافقة الحكومة الشرعية والميليشيات الحوثية على تمديد الهدنة شهريْن إضافيّيْن استجابة مباشرة للضغوط الدولية، في الوقت الذي تشير فيه المعطيات على الأرض إلى استعداد الفرقاء اليمنيين لجولة قادمة من الصراع في ظل التزام هش بوقف إطلاق النار وتعثر تنفيذ بنود الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة.

ورجح هؤلاء المراقبون وفق صحيفة "العرب" أن تتعرض الهدنة لانتكاسة مفاجئة وسريعة إذا لم ينجح المجتمع الدولي في إحداث توازن في المكاسب التي تجعل من وقف إطلاق النار مصلحة مشتركة لطرفي النزاع في اليمن.

واعتبر رئيس مركز فنار لبحوث السياسات عزت مصطفى أن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الناطق باسم ميليشيا الحوثي محمد عبدالسلام، والتي تزامنت مع بدء تمديد الهدنة، تشير إلى أن الميليشيا الحوثية ترفض تماماً الإيفاء بالتزاماتها بصرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها من إيرادات ميناء الحديدة حسب اتفاق الهدنة وقبله اتفاق ستوكهولم 2018، مرجحا أن تنتهي مدة تمديد الهدنة دون تنفيذ الالتزامات الحوثية في شقها الإنساني، خاصة وأن ملف فتح معابر تعز دخل هو الآخر في طريق مسدود ويواجه تعنتا حوثياً.

وحول توقعاته لمسار الهدنة في ظل المعطيات الأخيرة بشأن تعثر تنفيذ بنودها أضاف مصطفى، في تصريح لـ"العرب"، "من المتوقع أن تنتهي مدة تمديد الهدنة دون تحقيق أي تقدم في الملفات الإنسانية الثلاثة التي تندرج في إطار التمهيد الذي يسبق الذهاب إلى أي تسوية سياسية شاملة. وسيكون المشهد اليمني أمام خيارين؛ فإما فشل تمديد الهدنة لفترة ثالثة وتُترك الأمور عرضة لعودة المواجهات العسكرية المفتوحة، وهذا الاحتمال مرهون بمدى استعداد الطرفين لهذا الاحتمال إذ من المرجح أن تلجأ ميليشيا الحوثي إلى معاودة محاولة سيطرتها على مأرب النفطية في حال استكملت استعداداتها العسكرية التي وفرتها لها الهدنة، أو الذهاب إلى مشاورات تسوية سياسية نهائية هشة غير مبنية على حسن نوايا أو رغبة في تنفيذ مخرجاتها في حال رضخت الشرعية للضغوط المسلطة عليها في هذا الشأن".

محاولات خبيثة
ومن جانبها تحدثت مصادر مطلعة لصحيفة "الشرق الأوسط" عن بدء جولة مشاورات ثانية تحت رعاية الأمم المتحدة في الأردن، الأحد، بين وفدي الحكومة اليمنية، وجماعة الحوثي الانقلابية، بشأن فتح معابر تعز وبقية المحافظات.

وحذر عبد الكريم شيبان، رئيس فريق التفاوض الحكومي لفتح طرقات تعز، بأن أي محاولة حوثية خبيثة لفرض رؤية أحادية تعدّ إخلالاً بجوهر عملية النقاش الجارية، وتنسف الجهود الأممية في حلحلة هذا الملف الإنساني، وتكشف بجلاء عن نوايا مسبقة للتهرب من الالتزامات التي تنص عليها الهدنة.

وأضاف شيبان قائلاً "فوجئنا بحديث وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي حول الذهاب في إجراء أحادي لفتح طريق ترابي مجهول، في محاولة مكشوفة لإحباط جهود الأمم المتحدة والالتفاف على المشاورات الجارية".

وبحسب مسؤول يمني تحدث للصحيفة إن الحوثيين لا يظهرون أي استعداد نحو تنفيذ التزاماتهم حتى الآن. وأضاف مشترطاً عدم ذكر اسمه أن الملف إنساني برمته، فيما يواصل الحوثيون عرقلة فتح المعابر عبر اقتراحات واهية والاستفادة من الوقت. الحكومة لن تنتظر طويلاً، ونتوقع موقفاً واضحاً من المبعوث الأممي لليمن.

ودعا عبد الكريم شيبان المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى الإسراع في تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية في التصدي لما وصفها بـ«الألاعيب» المفضوحة، وإلى الضغط على هذه الجماعة لوقف هذه المهازل واحترام النقاشات الجارية تحت رعاية الأمم المتحدة.
كما دعا المجتمع الدولي إلى إدانة الحصار الوحشي الذي تفرضه الميليشيات على محافظة تعز منذ 7 سنوات، وممارسة ضغوط جادة على هذه الميليشيات لاحترام الاتفاقات والتفاهمات، والكف عن التعامل مع القضايا الإنسانية بهذه الطريقة الشائنة، وسرعة الالتزام ببنود الهدنة الأممية التي تقضي بفتح الطرق الرئيسية، وتسهيل حركة تنقل المدنيين والبضائع، باعتباره حقاً إنسانياً مكفولاً في جميع القوانين والأعراف الدولية والإنسانية.

مُخطط جديد
فيما اعتبر الفريق الحكومي اليمني لفتح طرق محافظة تعز، أن أي محاولة تذهب إليها ميليشيات الحوثي لفرض رؤيتها الأحادية، تخل تماماً بجوهر عملية النقاش الجارية، وتنسف الجهود الأممية لحلحلة هذا الملف الإنساني، وتكشف بجلاء عن نوايا مسبقة للتهرب من الالتزامات التي تنص عليها الهدنة.

وذكرت صحيفة "الخليج" أن تجديد الهدنة أعلنت الحكومة اليمنية الشرعية عن التمسك بموقفها الثابت إزاء شروط ومتطلبات الهدنة الجديدة، وفي مقدمتها فتح الطرقات والمعابر في تعز من قبل ميليشيات الحوثي بشكل عاجل ودون أي شروط أو مماطلة أو تسويف.
وذلك بعد أن أعلنت جماعة الحوثيين بدء فتح عدة طرقات عند الضواحي الشمالية للمدينة بطول 12 كيلومتراً، تبدأ من وسط شارع الستين مروراً بشارع الخمسين ومن ثم الأربعين، وصولاً إلى مدينة النور وبير باشا داخل مدينة تعز.

وذكرت المصادر للصحيفة أن مخطط مرور الطريق يهدف فعلاً للوصول إلى معسكر الدفاع الجوي، ومناطق ذات أهمية استراتيجية عسكرية شمال غربي المدينة، عجزت الميليشيات عن الوصول إليها خلال السنوات الأخيرة، ويمهد الطريق لمرور المعدات العسكرية الحوثية نحو المناطق المحررة في ظل الهدنة. ولا يشكل أي أهمية بالنسبة لمرور العربات المحملة بالبضائع أو للمسافرين، لمروره في مناطق تضم حقول ألغام أرضية، وتطل عليها مواقع الحوثيين من الجهة الشمالية الشرقية، وتهدده السيول الناجمة عن الأمطار.