صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الأربعاء 8 يونيو 2022 / 11:07

صحف عربية: إيران المارقة تقترب من القنبلة النووية

وصلت المفاوضات بين الحكومة الإيرانية والقوى الغربية إلى طريق مسدود، بعد عام على تأجيل الدول الغربية طرح مشروع قرار يدين إيران أمام مجلس المحافظين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حين مثل الملف النووي الإيراني ساحة لتصعيد التهديدات بين طهران وتل أبيب.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، تسير طهران في الملف النووي على نهج استغلال الوقت حتى تحقيق هدفها بالوصول للقنبلة النووية، فيما حذر مسئول إسرائيلي كبير من أن إيران تمتلك كمية من اليورانيوم المخصب تكفى لإنتاج 3 قنابل نووية.

الضغط على إيران
وفي تقرير إخباري، أفادت صحيفة "الشرق الأوسط"، أنه "بعد عام على تأجيل الدول الغربية طرح مشروع قرار يدين إيران أمام مجلس المحافظين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بات أخيراً هذا القرار بمتناول الدول الأعضاء في المجلس"، مضيفةً أنه "ورغم تهديدات إيران بـ"ردّ مناسب" تمسكت الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث بطرح مشروع القرار الذي لا تبدو لهجته مرتفعة، ولا يهدد بإحالة إيران إلى مجلس الأمن في حال استمرار عدم تعاونها مع الوكالة في الكشف عن نشاطاتها النووية السرية السابقة".

وقالت الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) في بيان أمام مجلس المحافظين أمس إنه "نتيجة لأنشطة إيران النووية التي تنتهك الاتفاق النووي لأكثر من 3 سنوات، "أصبح برنامجها النووي الآن أكثر تقدماً من أي وقت مضى"، مضيفاً: "هذا يهدد الأمن الدولي ويهدد بتقويض النظام العالمي لعدم الانتشار".

وأضافت الدول الثلاث أن "النشاطات النووية الإيرانية ليست فقط خطيرة وغير قانونية؛ بل إنها تخاطر بإفشال الاتفاق النووي بشكل كامل"، محذرة بأنه "كلما زادت إيران تخصيب اليورانيوم؛ أصبح من الصعب العودة للاتفاق النووي".

وعبرت وكالة الطاقة الذرية الدولية عن "قلقها العميق من أن مسألة الضمانات المتعلقة بـ3 مواقع غير معلن عنها ما زالت معلقة بسبب عدم تعاون إيران الفعال من إيران، رغم محاولات الوكالة المتعددة معها"، ودعت إيران "للتحرك بشكل عاجل لوفاء التزاماتها والرد من دون تأخير على عرض أمين عام الوكالة بتوضيح وحل مسألة الضمانات العالقة".

ويبدو أن الدول الغربية حرصت على عدم طرح مشروع قرار قد يرفع المواجهة مع إيران إلى الحد الأقصى، واختارت عمداً عدم التهديد الفوري بإحالة إيران إلى مجلس الأمن مرة جديدة. لكن ذلك لا يعني أن الدول الغربية لن تصعّد أكثر، في حال بقيت إيران على رفضها التعاون مع الوكالة، بحسب الصحيفة.

وفي طهران، أجمع المسؤولون الإيرانيون على اتهام مدير الطاقة الذرية رافائيل غروسي بـ"التسييس"، وقال مبعوث إيران السابق لدى المنظمات الدولية، كاظم غريب آبادي، إن "غروسي لديه ميول سياسية، لا يمكن إنكارها"، فيما قلّل من أهمية آثار اليورانيوم التي عثرت عليها الوكالة الدولية، قائلاً إنها "كميات صغيرة".


غضب إيران
ومن جهته، يرى الكاتب طارق الحميد، في صحيفة "الشرق الأوسط"، أن "النهج الإيراني، ومنذ وصول الخميني للحكم، يقول لنا إن طهران لا تلتزم بأي قرارات، ولا اتفاقات، ولا تسويات، ولا بمخرج أي مفاوضات، وكل ما تفعله إيران هو استغلال عامل الوقت حتى وصولها للهدف المنشود".

وأضاف "الواضح بالملف النووي أن طهران تسير على نهج استغلال الوقت نفسه وحتى تحقيق هدفها بالوصول للقنبلة النووية، سواء تم توجيه اللوم إلى الرئيس الأميركي السابق ترامب بسبب الانسحاب من اتفاق 2015، أو خلافه"، مشيراً أن "الخطة الإيرانية واضحة، وكل من تعامل مع إيران يعي أنها تقول الشيء وتفعل نقيضه، ويعي أن النظام الإيراني مبني ومصمم للوصول إلى الهدف النووي، ولو قال المرشد الأعلى إن هناك فتوى بتحريم الحصول على القنبلة النووية".

وأردف "إيران تعيش تحت وطأة العقوبات الأميركية والدولية منذ زمن بعيد، ولم تتغير، ولم تغير موقفها، ولا ترغب بأن تكون دولة عضوا تحترم قوانين المجتمع الدولي لأن لديها هدفا محددا وتريد الوصول له، وهو السلاح النووي"، موضحاً "إن الحديث عن "غضب" إيران وتكريسه في الخطاب الإعلامي ما هو إلا عملية ضغط على الغرب، والولايات المتحدة، إذا أحسنا النيات، أو يكون تسريبا غربيا أميركيا لمحاولة تبرير عدم التعامل الغربي الجاد مع إيران".

وتابع الكاتب: "غضب إيران ما هو إلا ترويج لقوة تخريبية إيرانية وهمية، وترويج لقرار لن يحدث، أي الغضب، وها هي ايران تتلقى الصفعة تلو الأخرى من إسرائيل، وليس في المنطقة، بل داخل إيران نفسها، ولا رد إيراني يذكر"، مضيفاً "السبب واضح وهو أن طهران لا تريد حربا حقيقية مع إسرائيل، أو مواجهة تقود لتلك الحرب، لأن هدف إيران الرئيسي الآن هو الحصول على السلاح النووي، وبعدها تعرف طهران أنه سيكون من الصعوبة الدخول بمواجهة عسكرية مع إسرائيل".

وختم قائلاً: "بالتالي ستكون التحركات الإيرانية محصورة بمنطقتنا، ودولنا العربية، ويكفي أن يعي الغرب درس الحرب في أوكرانيا، وصعوبة التعامل مع دولة نووية، أي روسيا، وحينها ستكون منطقتنا أشبه بقنبلة موقوتة، ناهيك من سباق التسلح النووي الحتمي"، موضحاً "ملخص القول هو أن إيران لا تفهم، ولا تستوعب إلا لغة القوة، فضلاً عن ذلك هو مضيعة للوقت، ومضي بثبات لكارثة محققة بالمنطقة في حال باتت إيران دولة نووية".


لهجة تهديد ووعيد
وفي ذات السياق، أفادت صحيفة "العرب" اللندنية، أن "الملف النووي الإيراني مثل ساحة لتصعيد التهديدات بين طهران وتل أبيب مع وصول المفاوضات بين الحكومة الإيرانية والقوى الغربية إلى طريق مسدود".

ونقلت الصحيفة عن قائد القوات البرية في الجيش الإيراني كيومرث حيدري قوله أمس الثلاثاء إن "إيران ستدمر مدينتي تل أبيب وحيفا إذا ارتكبت إسرائيل أي خطأ"، مضيفاً "لأي خطأ يرتكبه العدو، سنسوي تل أبيب وحيفا بالأرض بأمر من المرشد الأعلى".

وأوضحت الصحيفة أن "هذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها القادة الإيرانيون باستهداف العمق الاسرائيلي لكن هذه المرة التصعيد ياتي رداً على تهديدات إسرائيلية باستهداف وشيك لمواقع نووية إيرانية اذا فشلت المفاوضات النووية ولم يتم التوصل الى اتفاق نهائي".

واتهمت إيران مراراً الموساد الإسرائيلي بالتورط في تنفيذ تفجيرات غامضة طالت مواقع نووية إضافة إلى اغتيال علماء في المجال النووي وضباط في الحرس الثوري الإيراني.

وتضغط الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا على مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية لتوبيخ إيران لإخفاقها في الإجابة على أسئلة مثارة منذ فترة طويلة بشأن آثار يورانيوم في مواقع غير معلنة.

ومن المرجح أن يغضب التوبيخ إيران وقد يلحق الضرر بفرص إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015. والمحادثات غير المباشرة بشأن المسألة تلك بين إيران والولايات المتحدة متوقفة بالفعل، بحسب الصحيفة.

وتعتبر إسرائيل احتمال تطوير إيران لأسلحة نووية تهديداً لوجودها، بينما تقول إيران إن برنامجها النووي سلمي.

قنابل نووية واغتيال
وبدورها، ذكرت صحيفة "أخبار اليوم"، أن مسؤول إسرائيلي كبير حذر من أن إيران تمتلك كمية من اليورانيوم المخصب تكفي لإنتاج 3 قنابل نووية، وقال المسؤول للقناة السابعة الإسرائيلية: "إيران خصبت ما يكفى من اليورانيوم لصنع 3 قنابل نووية".

وأشار المسؤول إلى أن "المعلومات التفصيلية الخاصة بنطاق تخصيب اليورانيوم فى إيران واردة فى أحد التقريرين اللذين قدمهما رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسى إلى مجلس المحافظين".

وأضاف أن "التقرير فحص الاتفاق النووى الأصلى، ويُظهر صورة مقلقة، لتخصيب كميات كبيرة من اليورانيوم بنسبة 20% و60%، مما يشير إلى ما يكفى لـ3 قنابل نووية".

ويأتي ذلك فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، بأن مسؤولين أمنيين فى إسرائيل يخشون من أن تزايد التقارير عن أنشطة اغتيال أو استهداف علماء وضباط إيرانيين، ستزيد رغبة طهران فى الانتقام وتنفيذ أنشطة معادية ضد تل أبيب. وأشار تقرير "كان" إلى أنه أصبح هناك اعتقاد فى إسرائيل، بأن الإيرانيين يحاولون تنفيذ عمليات خطف، إرسال طائرات مسيرة، للانتقام.

وفى المقابل، اتهم الحرس الثورى الإيراني، الموساد الإسرائيلي، بالتخطيط لاغتيال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسى خارج طهران. وزعم تقرير نشرته قناة "رادار الثورة" التابعة للحرس الثورى، إن: "الموساد يريد زعزعة النظام في البلاد باغتيال الرئيس إبراهيم رئيسي في احتفال خارج طهران، ومن خلال خلق صدمة اقتصادية مزدوجة تؤدي لانهيار قيمة العملة الوطنية، مما سيؤدي إلى إحداث اضطرابات عارمة في إيران".

وأوضح التقرير أن جهاز مخابرات الحرس الثوري الإيراني، منع رئيسى من القيام بعدة زيارات لبعض المدن وحضور احتفالات فى مناسبات عدة، كما أشار إلى أن وزارة المخابرات التابعة للحكومة الإيرانية قدمت تقارير ووثائق عن مؤامرة اغتيال رئيسي.